الانتخابات الفرنسية: نسبة مشاركة مستقرة حتى منتصف اليوم

الانتخابات الفرنسية: نسبة مشاركة مستقرة حتى منتصف اليوم

07 مايو 2017
نسبة التصويت 28.23% حتى الآن (العربي الجديد)
+ الخط -


يواصل الفرنسيون، اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، لاختيار الرئيس الثامن في تاريخ الجمهورية الخامسة، بين المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم الأحد، في تغريدة على "تويتر"، أنّ النسبة الأولى للتصويت، في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة، بلغت حتى الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش نحو 28.23%، وهي نسبة قريبة جداً من تلك التي سُجلت في الوقت نفسه في الدورة الأولى، والتي جرت في 23 إبريل/نيسان الماضي.

وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية حتى منتصف النهار، 28.54%، لكنّها أقل من نسبة المشاركة في الدورة الثانية للاقتراع الرئاسي في 2012، عندما وصلت ظهراً إلى 30.66%.

وتصدّر ماكرون، البالغ 39 عاماً، الدورة الأولى، بعد استحقاق أطاح بالأحزاب التقليدية الكبرى، وأحرز رئيس حزب "إلى الأمام!" نسبة 24.1% من الأصوات، وسبق لوبان البالغة 48 عاماً، رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" التي حلّت ثانية بنسبة 21.30%.

وفتحت مراكز الاقتراع الـ66546 في فرنسا أبوابها، الساعة 8.00 (6.00 بتوقيت غرينتش)، صباح اليوم الأحد، وستغلقها في الساعة 19.00 (17.00 بتوقيت غرينتش)، أمام الناخبين البالغ عددهم 46.97 مليون شخص، بينهم 1.3 مليون يقيمون خارج فرنسا. وستبقى مراكز الاقتراع مفتوحة في بعض المدن الكبرى، حتى الساعة 20.00 (18.00 بتوقيت غرينتش).

أجواء هادئة يغلب عليها طابع الترقّب (العربي الجديد) 

وقام ماكرون، ترافقه زوجته، بالإدلاء بصوته في مكتب الاقتراع ببلدية مدينة لوتوكيه، في منطقة با دو كالي، حيث انتظره حشد كبير من أنصاره. ومباشرة بعد التصويت، توجّه ماكرون إلى باريس، لمتابعة سير العملية الانتخابية من مقرّ حملته في الدائرة الخامسة عشرة، عِلماً أنّه وأنصاره سيقومون بالاحتفال، في حال فوزه، في ساحة متحف اللوفر.
وقالت الشرطة الفرنسية، ومسؤول في حملة ماكرون، إنّ السلطات أخلت غرفة للصحافيين وساحة متحف اللوفر لإجراء فحوص أمنية بعد العثور على حقيبة مريبة.

وقال مسؤول في حملة ماكرون، إنّه "بعد رصد حقيبة مريبة طلبت السلطات من 300 صحافي مغادرة المنطقة لأسباب أمنية ونقلتهم إلى منطقة أخرى". وقالت شرطة باريس إنّ الخطوة احترازية واتخذت لإجراء فحوص أمنية.

من جانبها، قامت لوبان، في توقيت متزامن، بالإدلاء بصوتها في مدينة هينان بومون، معقل حزب "الجبهة الوطنية"، ثم عادت بدورها إلى باريس. وفي حال فوزها، ستحتفل لوبان مع أنصارها في مطعم في حديقة فانسان، كما أكدت إدارة حملتها الانتخابية.

ورصد "العربي الجديد" أجواء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في مكتب اقتراع بالدائرة الخامسة عشرة، حيث اصطف عشرات الناخبين في طوابير الانتظار، وسط أجواء هادئة يغلب عليها طابع الترقب.

أجواء الاقتراع بمكتب الدائرة الخامسة عشرة بباريس (العربي الجديد) 

ويحظر القانون الانتخابي أي خوض في السياسة في مكاتب الاقتراع، فلا أحاديث سوى عن الطقس الماطر، ومواضيع أخرى لا علاقة لها بالاقتراع الرئاسي.

وكما العادة في مكاتب الاقتراع الباريسية، تواجد ناخبون من كل الأعمار والشرائح الاجتماعية والأصول العرقية، من بينهم أعداد مهمة من أصول عربية.

ناخبون من كل الأعمار والشرائح والأصول (العربي الجديد) 

وعند مخرج مكتب الاقتراع، قالت تانيا، وهي فرنسية من أصول لبنانية، عن انطباعاتها في هذا اليوم الانتخابي الحاسم، لـ"العربي الجديد": "لقد حرصت على التصويت هذا الصباح تفادياً للازدحام والانتظار الطويل في المساء، مثلما حدث معي في الدورة الأولى".

وعن خيارها في التصويت، أجابت بتردّد "لن أقول لمن صوتُّ فهذا أمر يخصني شخصياً، لكنني أؤكد أنني أدليت بصوتي لصالح فرنسا ديمقراطية ومنفتحة".

تغلق مراكز الاقتراع أبواها الساعة 7 مساء (العربي الجديد) 

عادل، وهو فرنسي من أصول مغربية، كان أكثر وضوحاً في إجابته، وقال لـ"العربي الجديد"، "صوتُّ لصالح ماكرون بلا تردّد، بعد أن كنت أدليت بصوتي لصالح جان لوك ميلانشون، انسجاماً مع أفكاري اليسارية. لقد اخترت ماكرون لأنّه الأقل سوءاً بالنسبة لي كفرنسي من أصل مغربي، وكل ما أتمنّاه أن لا تصل لوبان إلى الرئاسة، لأنّ ذلك سيكون بمثابة كارثة".

وفي مقهى مجاور لمكتب الاقتراع، قال فلوريان، وهو طالب في العشرينيات من العمر، عن تقييمه للانتخابات، لـ"العربي الجديد"، "إنّها موعد مهم وحاسم مع الديمقراطية. أنا مرتاح لأنّ كلاً من ماكرون ولوبان يمثلان وجهين جديدين ومغايرين. ماكرون رجل شاب وإن فاز فسيكون أصغر رئيس في تاريخ البلاد. ولوبان سيدة، ولو فازت فستكون أول سيدة تصل إلى هذا المنصب، بغض النظر عن طبيعة أفكارها السياسية".

وشهدت آخر ساعة من الحملة الانتخابية، التي انتهت رسمياً عند الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت غرينتش من يوم الجمعة، مفاجأة مع تسريب وثائق حول ماكرون وحملته بعد اختراقها. وفيما لم يُعرف مدى تأثيره على النتائج، إلا أنّ حملة ماكرون، اعتبرت، في بيان، أنّ التسريب "زعزعة للاستقرار الديمقراطي مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة".

وقبيل التسريبات، أظهر آخر استطلاع للرأي، أجراه مركز "إبسو سوبرا"، بطلب من صحيفة "لوموند"، أنّ ماكرون، وهو وزير سابق للاقتصاد، سينتصر في الدورة الثانية، بنسبة 63%، مقابل 37% للوبان المعارضة للهجرة والعولمة.

يحظر القانون الخوض في السياسة بمكاتب الاقتراع (العربي الجديد) 

وتجري الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، اليوم الأحد، في ظل تدابير أمنية مشددة، إذ استنفرت السلطات عشرات الآلاف من عناصر الشرطة والدرك والجيش، لضمان سير الانتخابات في أجواء آمنة.
وهذه أول مرة تجرى فيها انتخابات رئاسية في فرنسا، في ظل حالة الطوارئ التي يجري العمل بها، منذ اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، والتي تبنّاها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وتخشى السلطات، من اندلاع أعمال عنف، بعد إعلان نتائج الاقتراع هذه الليلة.