الاشتباكات العشائرية تربك أمن البصرة.. ومخاوف من السلاح المنفلت

الاشتباكات العشائرية تربك أمن البصرة.. ومخاوف من السلاح المنفلت

06 مايو 2017
اشتباكات ومعارك عشائرية شبه مستمرّة في البصرة (Getty)
+ الخط -

تأخذ أزمة المعارك العشائرية في محافظة البصرة جنوبي العراق بالتصاعد الخطير، إذ إنّها لا تكاد تخمد حتى تتأجج من جديد لتربك أمن المحافظة وتدفعها نحو تدهور أمني خطير، في وقت ترتفع فيه المطالبات بالسيطرة على السلاح المنفلت الخارج عن سيطرة الدولة.

وقال مسؤول محلّي في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النزاعات العشائرية والاشتباكات المسلّحة التي ترافقها أصبحت اليوم ظاهرة شبه مستمرّة في محافظة البصرة"، مبيناً أنّه "بغض النظر عن الأسباب التي تدفع تلك العشائر للاشتباكات المسلّحة، فإنّ تلك الظاهرة تسببت بارتباك أمني في المحافظة".

وأضاف أنّ "الجهات الأمنية على الرغم من سلطتها، لكنّها تتخوّف من الدخول بين العشائر، وتنتظر حتى تنتهي الاشتباكات لتفتح تحقيقاً به"، مبيناً أنّ "التحقيقات غير مجدية بالتأكيد، فنحن نحتاج إلى حلول جذرية للتخلّص من هذه الأزمة الخطيرة، والتي أصبحت من أخطر أزمات المحافظة".

من جهته، أكّد الشيخ شاكر العبود، وهو أحد شيوخ المحافظة، أنّ "السبب الرئيس لتلك المعارك هو وجود الأسلحة المختلفة لدى جميع عشائر المحافظة، ما يتطلب موقفاً حكومياً قوياً للسيطرة على هذا السلاح الخطير وسحبه".

وقال العبود، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الاشتباكات العشائرية التي شهدتها المحافظة طيلة هذه الفترة، والتي تجدّدت يوم أمس وقع ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، وإنّ ساحة الاشتباك لا تختلف عن ساحات جبهات القتال؛ فالعشائر تستخدم الهاونات والقاذفات وأنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، الأمر الذي حول المحافظة إلى جبهة قتال".

وأضاف أنّ "هذا السلاح المنفلت بيد العشائر لا يمكن أن يبقى لديها، وإلّا سيتسبب بفناء تلك العشائر والمحافظات"، مطالباً القوات الأمنية بـ"العمل على السيطرة على هذا السلاح المنفلت وسحبه، وفرض سلطة القانون على أي شخص وأي عشيرة لا تنصاع للقانون".

وتابع "تقصير الأجهزة الأمنية بهذا الجانب بشكل كبير، وأنّها أثبتت عجزاً كبيراً في السيطرة على المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "شيوخ ووجهاء المحافظة يبذلون جهدهم في لملمة تلك الخلافات، لكنّنا نحتاج إلى موقف حكومي داعم لتدعيم تحركاتنا بشكل قانوني".

بينما أكد ضابط في قيادة شرطة البصرة، أنّ "القيادات الأمنية لم تستطع السيطرة على السلاح المنفلت لدى العشائر، وأنّ سلطة القانون ضعيفة في المحافظة".

وقال الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الأجهزة الأمنية حاولت سحب الأسلحة من العشائر لكنّها لم تفلح، إذ إنّنا لم نجد تعاوناً من قبل العشائر التي تمرّدت على سلطة القانون"، مطالباً بـ"تدخل مباشر من حكومة بغداد للسيطرة على الموقف".

يشار الى أنّ محافظة البصرة تشهد منذ فترة اشتباكات ومعارك عشائرية شبه مستمرّة، وأنّ القوات الأمنية لم تستطع أخذ دورها بالشكل الصحيح، ما تسبب بارتباك أمني في المحافظة.​



دلالات

المساهمون