تطور الصناعات العسكرية التركية يثير اهتمام الإسرائيليين

تطور الصناعات العسكرية التركية يثير اهتمام الإسرائيليين

31 مايو 2017
من معرض إسطنبول للصناعات العسكرية التركية (إسلام ياقوت/ الأناضول)
+ الخط -

تبدي محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل اهتماماً متزايداً بما تسميه "التطورات الدراماتيكية" التي طرأت على الصناعات العسكرية التركية في العقد الأخير. ويتجسد الاهتمام الإسرائيلي برصد وتتبع آخر ما تمكنت تركيا من تطويره من أسلحة وعتاد وتكنولوجيا عسكرية، واستقراء تداعيات هذا التطور على مكانتها الإقليمية وانعكاسات ذلك على المنطقة. ويكاد لا يخلو أي إصدار من مجلة "الدفاع الإسرائيلي"، والتي تعنى برصد آخر ما تنتجه إسرائيل ودول المنطقة من منظومات تسليح وتكنولوجيا عسكرية لتقديم صورة حول طابع موازين القوى.

في هذا السياق، سلّطت المجلة أخيراً على النجاحات التي حققتها تركيا تحديداً في مجال تطوير "وسائل الطيران غير المأهولة"، سواء تلك التي تُستخدم في جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة وتلك ذات القدرات الهجومية.

في المقابل، يتوسع "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية" التابع لجامعة "بارإيلان" الإسرائيلية في التعرض لطابع التحولات الدراماتيكية التي طرأت على الصناعات العسكرية التركية في العقد الأخير. وفي دراسة نشرها موقع المركز، أمس الثلاثاء، يشير إلى أن "طابع ما تنتجه الصناعات العسكرية التركية يدل على أن صنّاع القرار في أنقرة معنيون بأن يشمل التطوير كل مركبات القوة العسكرية البرية والجوية والبحرية". وتستدل الدراسة بما طرحته الصناعات العسكرية التركية في المعرض العسكري الذي نظم في إسطنبول التركية، بين 9 مايو/ أيار الحالي و12 منه، والذي تضمّن الكشف عن العشرات من منظومات التسليح المتطورة التي تمّ إنتاجها محلياً، وضمن ذلك منظومات صواريخ أرض ـ أرض، وجو ـ جو، وطراز حديث من دبابة ذات قدرات ميدانية خاصة، وطرادات بحرية، إلى جانب ما سمته تركيا بـ "فرقاطة المستقبل".

وبحسب الدراسة فإن "المعرض كشف مدى حرص الأتراك على تطوير قدراتهم الجوية"، مشيرة إلى أن "المعرض كشف عن تطوير منظومات دفاع جوية قصيرة ومتوسطة المدى إلى جانب طوافات وطائرات تدريب، وأسلحة وذخائر ذكية، ومنظومات تحكم إلكترونية ومنظومات تقنية لطائرات مقاتلة".



وتشير الورقة إلى أن "التطور الدراماتيكي على منظومات التسليح التركية، قد طرأ في غضون عقد من الزمان فقط"، مشيرة إلى أن "المعارض العسكرية التي احتضنتها تركيا في الماضي كانت تعرض منظومات تسليح بسيطة". ولإبراز حجم التحول الذي طرأ على الصناعات العسكرية التركية، توضح الورقة أن "مجمّعات الصناعات العسكرية التركية باتت توفر 60 في المائة من احتياجات البلاد التسليحية والتقنية، في حين أن هذه المجمّعات كانت توفر 25 في المائة فقط من الاحتياجات المحلية قبل عقد من الزمان".

وبحسب الورقة فإن "المسؤولين الأتراك يطمحون أن تتمكن صناعاتهم العسكرية من توفير 80 في المائة من الاحتياجات التسليحية والتقنية في غضون خمس سنوات. والصناعات العسكرية التركية تولي حالياً أهمية كبيرة لتطوير منظومات قتالية وإلكترونية تحسّن من قدرات سلاح البحرية من خلال تزويده بقدرات تسليحية ذات طابع استراتيجي عبر إنتاج غواصات وكل ما تتطلبه من قدرات تسليحية وإلكترونية، إلى جانب تطوير أقمار صناعية يمكن استخدامها في توجيه القذائف والصواريخ".

وتكشف الدراسة أن "الطموح دفع الأتراك إلى أن يعكفوا حالياً على إنتاج الجيل الخامس من طائرة عسكرية ستكون أسرع من الصوت. والاستثمار في مجال تطوير القدرات التسليحية والتقنيات العسكرية، يندرج في إطار توجّه استراتيجي يهدف إلى تقليص اعتماد تركيا على الخارج في تأمين حاجتها للسلاح. وتركيا من خلال تطوير الصناعات العسكرية وتأمين تقنيات حربية خاصة بها، تهدف إلى تعزيز مكانتها الجيوإستراتيجية ونفوذها الإقليمي، إلى جانب تحسين قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية".

وتنطلق الدراسة من افتراض مفاده بأن "العقيدة الأمنية التي أرسى دعائمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقول: تركيا ليس بإمكانها أن تصبح قوة إقليمية من دون ردع عسكري، لكن في نفس الوقت، فإن هذا الردع لا يمكن أن يكون مصدره سلاح تحصل عليه تركيا من دول الغرب. وهذا ما يحتّم على تركيا الاعتماد على قدراتها الذاتية في تطوير السلاح".

وتوضح الورقة أنه "إلى جانب الدواعي الاستراتيجية والأمنية، فإن الصناعات العسكرية باتت مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي التركي"، مشيرة إلى أن "صادرات تركيا من السلاح والدفاعات الجوية ومنظومات التقنية العسكرية قد قفزت العام الماضي إلى 1.7 مليار دولار".

وكانت دراسة سابقة للمركز أعدّها مديره البرفسور إفرايم عنبار، قد ادّعت أن "حرص أردوغان على تطوير سلاح البحرية التركي يهدف بشكل خاص إلى تحسين مكانة تركيا في البحر الأبيض المتوسط، وتوسيع مدى المياه الاقتصادية التركية لتشمل المناطق التي تضم حقول الغاز المتنازع عليها حالياً مع قبرص".

المساهمون