الكاريكاتير الجزائري

الكاريكاتير الجزائري

30 مايو 2017
وزير السياحة الجزائري مسعود بن عقون في الوسط (فايسبوك)
+ الخط -

لا تنتهي صور الكاريكاتير السياسي في الجزائر، مَثَّل أحمد زكي في فيلم "معالي الوزير" قصة الوزير رأفت رستم الذي استدعي لتولي الوزارة بالخطأ بسبب تشابه في الأسماء بينه وبين شخص كان معداً لتولي الوزارة، لكن مسعود بن عقون ليس ممثلاً وقصته ليست فيلماً سينمائياً، إنها قصة حقيقية لوزير عيّن بالخطأ لمدة يومين في الجزائر.

عدا فيلم أحمد زكي، لم يحدث منذ خلافة عبد الله بن المعتز العباسي التي دامت يوماً وليلة قبل أن يخلع، أن عين وزير وأقيل من منصبه في ظرف يومين، لكن ذلك حدث في الجزائر العظيمة، عين بن عقون وزيراً للسياحة الخميس وأقيل الأحد بسبب زلات قضائية اكتشفت لاحقاً في سيرته. هكذا في الجزائر يعين الوزراء من دون تمحيص سيرهم وفحص قدرتهم على تقديم القيمة المضافة، أدنى حتى من تعيين حراس حظائر السيارات الذين يتوجب النظر في سيرهم قبل استئمانهم على سيارات الناس.

إذا كان من المؤسف أن الحكومة الجديدة المنكوبة قد نكست منذ يومها الأول، وكانت أول قصيدتها كفر، فإن هذه الصورة الكاريكاتورية ليست الوحيدة في الجزائر، هناك صورة أكثر سخرية، الجزائريون لم يسمعوا صوتاً لرئيسهم منذ مايو/أيار 2012 بسبب المرض، وبين الحين والحين يختفي نهائياً من المشهد حد إثارة الشكوك، وفي الجزائر فقط يترشح رئيس للرئاسة ويفوز من دون أن ينجز تجمعاً انتخابياً واحداً، وفي الجزائر أيضاً يفوز حزب الرئيس بالانتخابات من دون أن يقدم للناخبين برنامجاً انتخابياً ينافس به باقي الأحزاب، وفي الجزائر تعين حكومات، تأتي وتذهب من دون أن تقدم حسابها أو حصيلة عملها، وفي الجزائر يكلّف الرئيس الوزير الأول بإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة، وبعد 48 ساعة يعلن عن تعيين وزير أول آخر. وفي الجزائر تعلن العدالة إصدار أمر دولي لتوقيف وزير، وبعد أشهر يأتي الوزير (وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل) حراً طليقاً، وفي الجزائر فقط يقضي شخص سنوات في السجن بتهمة التجسس والفساد، ثم يعين مديراً للشركة الحكومية للنفط، من دون أن يفهم أحد ما يحدث.