هل تفضح درنة أطماع السيسي وحفتر؟

هل يفضح قصف درنة أطماع السيسي وخليفة حفتر؟

30 مايو 2017
ضربات القاهرة تستهدف خصوم حفتر (العربي الجديد)
+ الخط -

يبدو أن تصاعد الأحداث الليبية وتشابكها، في الآونة الأخيرة، يأتي في إطار تغيير موازين القوى في البلاد، إذ بدأ القصف المصري المكثف على الأراضي الليبية على خلفية اتهام النظام المصري مقاتلي مدينة درنة بتدريب منفّذي هجوم المنيا، قبل أن ينتقل إلى ضرب أهداف في منطقة الجفرة، المعقل العسكري الأكبر لمناوئي اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ما يُعد دعماً تقدمه القاهرة لحليفها حفتر، بعد المباركة الأميركية للضربات.

وتُعتبر مدينة درنة في الشرق، ومنطقة الجفرة في وسط الجنوب، من أكبر العوائق التي تواجه مشروع حفتر العسكري المدعوم من القاهرة، حيث تتركز فيهما تشكيلات مسلحة قوامها ثوار سابقون تمكنوا، طيلة السنوات الماضية، من شل آلة حفتر العسكرية، رغم الدعم الإقليمي والدولي أحيانا.

ويأتي النداء المفاجئ للواء خليفة حفتر، إلى وحداته "المقاتلة في المنطقة الجنوبية والغربية للاستعداد للمواجهة بعد سيل من الغارات الجوية المكثفة على درنة والجفرة، وانكسار قوات حكومة الإنقاذ في طرابلس.

وطالب حفتر جميع الوحدات المقاتلة في المنطقة العسكرية الجنوبية والغربية بـلاستعداد لتأمين الجنوب الليبي، بعد السيطرة على منطقة سبها العسكرية، والمطار العسكري وقاعدة تمنهنت"، مستدركا أن "أمن الجنوب لا يستقيم ولا يكتمل إلا بالسيطرة على قاعدة الجفرة، والتي تتخذها حركات إسلامية متطرفة وقوات المرتزقة التي تدعم الإرهاب مقرا لها"، حسب قوله، متوعدا بـ"حساب عسير" للمجموعات المسلحة بالجفرة.

وكان اللافت في نداء حفتر هو "ثناؤه الكبير" على قوات حكومة الوفاق، واعتبارها "قوات وطنية"، في إشارة ربما تفيد بإمكانية تقاربه مع هذه المجموعات المسلحة المسيطرة على طرابلس.

وأضاف "راقبنا عن كثب جهود القوات الوطنية في مواجهة خطر المليشيات المؤدلجة صبيحة يوم الجمعة، وتحملها المسؤولية للدفاع عن العاصمة طرابلس"، وذلك بالتوازي مع إعلانه عن "إصدار تعليمات لوحدات القوات المسلحة في المنطقة الغربية للاستعداد للدفاع عن العاصمة ومواجهة الإرهاب وطرده، وتدمير قواعده، ومساعدة القوة الوطنية التي تدافع عن أمن العاصمة"، مطالباً قيادات وحداته المسلحة في غرب البلاد بـ"إعلان حالة النفير من أجل الاستعداد للمواجهة".

ورغم ترجيح إمكانية انتقال قوات حفتر إلى معركة عسكرية للسيطرة قاعدة الجفرة، إلا أنه من السابق لأوانه القول إنه اقترب من عقد تحالف مع قوات "الوفاق"، التي أعلنت احتجاجها، قبل أيام، على تصريحات وزير خارجية الحكومة، محمد سيالة، التي اعتبر فيها حفتر قائدا للمؤسسة العسكرية، كما أن حكومة الوفاق أدانت القصف المصري على درنة.

ويرى متابعون للشأن الليبي في "نداء حفتر" كشفا حقيقيا للأهداف التي من أجلها أعلن النظام المصري عن وجوده العسكري في ليبيا، فـ"لم تكن درنة الوجهة الحقيقية لطائرات السيسي"، بحسب مراقبين، لكن "يبدو أن القاهرة تسعى إلى استثمارها، بشكل أوسع وأكبر، في دعم حليفها حفتر، بعد المباركة الأميركية للهجمات على ليبيا".







دلالات

المساهمون