معارك محتدمة بالطبقة السورية وطيران التحالف يواصل قتل مدنيين

معارك محتدمة بالطبقة السورية وطيران التحالف يواصل قتل مدنيين

03 مايو 2017
"قسد" تتلقى دعماً أميركياً (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

تحتدم معارك تُوصف بـ"العنيفة" داخل مدينة الطبقة السورية (شرقي دمشق بنحو 500 كيلومتر) وفي محيطها، حيث تواصل "قوات سورية الديمقراطية"، مدعومة بغطاء ناري من طيران التحالف الدولي، حملة واسعة النطاق لانتزاع السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ويتواصل سقوط مدنيين قتلى ومصابين نتيجة القصف الجوي والاشتباكات، حيث تمت إبادة عائلات كاملة، خلال الأيام القليلة الفائتة.


وذكرت مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" أن اشتباكات وصفتها بـ"العنيفة" اندلعت، اليوم الأربعاء، بين هذه القوات التي تشكّل الوحدات الكردية عمادها، وبين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، في قرية الصفصافة شرق مدينة الطبقة، وداخل الأحياء التي انتزعت "قوات سورية الديمقراطية" السيطرة عليها داخل المدينة.

وأشارت المصادر إلى مقتل نحو 20 من مقاتلي التنظيم الذي لا يزال يحاول إيجاد ثغرة تمكّن مقاتليه من الانسحاب من المدينة المطوّقة من كل الاتجاهات.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات الأعنف تدور في الأحياء القريبة من سد الفرات، والواقعة على كتف بحيرته الجنوبي. وكانت "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت، أمس، على أغلب أحياء مدينة الطبقة، مع انسحاب من تبقّى من مقاتلي التنظيم إلى داخل سد الفرات الواقع شمال المدينة، والذي لا يزال تحت سيطرة التنظيم.

في غضون ذلك، لا تزال غارات طيران التحالف تتسبب في حدوث مجازر بحق المدنيين، وقتلت عائلات كاملة تحت ركام مساكنها، خلال الأيام القليلة الفائتة، نتيجة قصف يصفه ناشطون بـ"العشوائي" من قبل طيران التحالف الدولي الساعي إلى حسم لا يراعي وجود آلاف المدنيين داخل أحياء المدينة. وكانت "قوات سورية الديمقراطية" بدأت، منذ نحو شهرين، هجوما على مدينة الطبقة، في إطار المرحلة الرابعة من عملية "غضب الفرات"، ولكن الهجوم اصطدم بمقاومة كبيرة من مقاتلي "داعش"، الذي يتخذ من سد الفرات ورقة ضغط على التحالف الدولي.

ووردت أنباء غير مؤكدة عن قيام "داعش" باحتجاز نحو 700 مدني، لاتخاذهم دروعا بشرية كي يتفادى قصف طيران التحالف الدولي في حال قرر مقاتلوه الانسحاب من المدينة، معيدا بذلك سيناريو مدينة منبج شمال شرقي حلب، والتي فقد السيطرة عليها العام الفائت لصالح "قوات سورية الديمقراطية" أيضا.

ولم يبق أمام تنظيم "الدولة الإسلامية" إذا نجح في فك حصاره، إلا الانسحاب باتجاه بلدة مسكنة غربي مدينة الطبقة بنحو 50 كيلومترا، والتي لا تزال تحت سيطرته، أو شرقا باتجاه بلدة المنصورة. وكانت مصادر محلية أشارت إلى وجود مفاوضات عن طريق وسطاء بين التنظيم، و"قوات سورية الديمقراطية" لانسحاب التنظيم من المدينة، وتجنيب المدنيين القتل قصفا، أو نتيجة الاشتباكات، ولكن اندلاع الاشتباكات، الأربعاء، يشير إلى فشل الوساطة.

وتعد مدينة الطبقة (غربي الرقة بنحو 50 كيلومترا) واحدة من معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية منذ سيطرته عليها بدايات عام 2014، في خضم اندفاعة كبرى أفضت إلى سيطرة التنظيم على نحو نصف مساحة سورية، قبل أن يبدأ بالتقهقر أواخر العام الفائت.
وتكتسب مدينة الطبقة أهمية استثنائية كونها تحتضن سد الفرات، أكبر السدود المائية السورية، والذي يحتجز خلفه بحيرة يصل طولها نحو 80 كيلومترا، وعرضها في أماكن نحو 5 كيلومترات.

وفي حال خروج المدينة عن سيطرة التنظيم - وهو المرجح- يكون قد انهار الخط الدفاعي الأول عن معقله الأبرز، وهو مدينة الرقة، حيث من المتوقع أن تواصل "قوات سورية الديمقراطية" التقدم شرقا، حيث يقع سد "البعث" شمال قرية الحمام، وهو ممر استراتيجي يربط شمال محافظة الرقة بجنوبها. وتحاول "قوات سورية الديمقراطية" تحقيق استراتيجية التحالف الدولي بـ"عزل" الرقة من كل الجهات قبيل البدء في محاولات اقتحامها لطرد التنظيم منها.

المساهمون