الاحتلال يسرّع الاستيطان بالضفة: 40% زيادة خلال عام

الاحتلال يسرّع الاستيطان بالضفة: 40% زيادة خلال عام

04 مايو 2017
يسرع الاحتلال من وتيرة الاستيطان (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

قبل شهر على حلول الذكرى الخمسين لاحتلالها، كشفت إسرائيل عن معطيات لافتة حول تعاظم وتيرة تدشين المشاريع الاستيطانية الهادفة إلى تهويد الضفة الغربية وحسم مصيرها. فقد تبين أن عام 2016 شهد زيادة بنسبة 40% على عدد الوحدات السكنية الجديدة التي تم بناؤها في المستوطنات المقامة في أرجاء الضفة مقارنةً بالعام الذي سبقه.

وحسب المعطيات التي كشف عنها تقرير صدر أمس عن "مكتب الإحصاء المركزي" الإسرائيلي، بمناسبة حلول الذكرى 69 للإعلان عن إسرائيل، فقد بنت وزارة الإسكان الإسرائيلية خلال العام الماضي في المستوطنات المقامة في الضفة 2630 وحدة سكنية.
ووفقاً للتقرير، فقد ضاعفت الحكومة الإسرائيلية الاستثمارات في بناء المؤسسات والمكاتب والمرافق الخدماتية العامة في مستوطنات الضفة عام 2016 ثلاث مرة تقريباً مقارنة بما تم بناؤه خلال العام 2015. ويتضح أن المساحة التي بنيت عليها مكاتب ومرافق عام خلال 2016 قد بلغت 6401 متر مربع، في حين بلغت خلال عام 2015 حوالى 2110 أمتار مربعة. وشهد عام 2016 زيادة كبيرة جداً في كل ما يتعلق ببناء المرافق التجارية للقطاع الخاص، إذ بلغت مساحة هذه المرافق 9733 متراً مربعاً، في حين بلغت 16 متراً مربعاً فقط خلال عام 2015.

وحسب المعطيات، فقد زادت مساحة الأبنية المخصصة للمرافق التعليمية خلال 2016، إذ بلغت 30 ألف متر مربع، في حين بلغت في 2015 حوالي 28 ألف متر مربع. وتبلغ نسبة مساحة الأبنية المخصصة للمرافق التعليمية في مستوطنات الضفة 9.2 في المائة من إجمالي مساحة الأبنية المخصصة للمرافق التعليمية في إسرائيل. ويعزو التقرير زيادة معدلات بناء المرافق التعليمية في مستوطنات الضفة إلى حقيقة أن معظم المستوطنين هم من المتدينين الذين تتعاظم نسبة الولادة في أوساطهم حيث تبلغ 4.9 في المائة، في حين تبلغ نسبة الولادة داخل إسرائيل 3.04%. ويذكر أنه حسب تقرير صادر عن "مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية" فإن ثلث المستوطنين اليهود هم من التيار الديني الحريدي.

ووفقاً للأرقام الصادرة عن "مركز أبحاث الكنيست" الإسرائيلي فإن متوسط عدد الولادات للمرأة المتدينة الحريدية 7 ولادات. ويذكر أن الحريديم يحتكرون العيش في ثلاث مدن استيطانية كبيرة داخل الضفة الغربية، وهي: بيتار عليت، وموديعين عليت، كريات سيفر.

ويستدل من المعطيات أن حوالى نصف المستوطنين في الضفة الغربية دون الثامنة عشرة، في حين تبلغ النسبة داخل إسرائيل 26 في المائة فقط، مما يدلل على أن فرص تعاظم عدد المستوطنين في الضفة الغربية كبيرة. كما تدلل المعلومات على أن الأوضاع الصحية للمستوطنين في الضفة الغربية أفضل بكثير من أوضاع سائر الإسرائيليين.

وقد تبين أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حرصت على توفير إغراءات كثيرة لجذب اليهود للإقامة في مستوطنات الضفة، لا سيما من خلال توفير فرص عمل ضمن مؤسسات "الدولة". وقد نقلت صحيفة "ميكور ريشون"، في عددها الصادر أمس عن المسؤولة في حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، المحامية حاجيت عوفرون، قولها إن نسبة المستوطنين من العاملين في سلك الدولة تبلغ ضعف نسبة العاملين من إجمالي سكان إسرائيل داخل الخط الأخضر. وأشارت إلى 20 في المائة من المستوطنين هم موظفو "دولة" بينما تبلغ نسبة موظفي "الدولة" من إجمال السكان 10 في المائة.

وحسب المعطيات فإن عدد المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية حالياً 420 ألف مستوطن في 150 مستوطنة، وهو ما يمثل 4.8 في المائة من إجمالي عدد سكان إسرائيل.

ولفت الباحث الاقتصادي أوري حودي في تحليل نشرته صحيفة "غلوبس" اليوم الأنظار إلى أن البناء في المستوطنات، وبخلاف البناء داخل إسرائيل، لا يتأثر بالعرض والطلب، بل يتوقف على الاعتبارات السياسية للنخب اليمينية الحاكمة.