"العربي الجديد" على خطوط القتال الأولى بالموصل: جثث ودمار

"العربي الجديد" يدخل خطوط القتال الأولى في الموصل ويرصد بالفيديو جثثاً ودماراً

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
26 مايو 2017
+ الخط -
بين أكوام حطام البنايات المدمرة، ومن خلال أزقة ضيقة قطعت أوصالها السواتر الترابية وخطوط الصد التي أقامتها القوات العراقية، استطاع "العربي الجديد" الوصول إلى مركز المدينة القديمة في الجانب الغربي للموصل، ورصد مركز المدينة وبناية مجلس محافظة نينوى بالفيديو.

وترابط عند مداخل المنطقة قوات الشرطة الاتحادية منذ أكثر من شهرين، دون أن تتمكن حتى الآن من اختراق الحي الذي بات معضلة بالنسبة للقوات العراقية، وذلك بسبب مجريات المعركة، التي بدأت منذ سبعة أشهر لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وتحاصر قوات الشرطة الاتحادية، التابعة لوزارة الداخلية العراقية، مركز المدينة القديمة، الذي يضم المجمع الحكومي، من ثلاثة محاور، مستعينة بمجاميع من مليشيات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" منذ أكثر من شهرين، حيث تخوض قوات الشرطة الاتحادية اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر مع مجموعات صغيرة من مقاتلي تنظيم "داعش"، الذين ما زالوا يفرضون سيطرتهم على أجزاء واسعة من منطقة المدينة القديمة، بالإضافة إلى أحياء الشفاء والزنجيلي وباب سنجار.

وقال ضابط من قوات الشرطة الاتحادية، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم على مركز المدينة القديمة قد توقف منذ يومين دون أن نعرف لماذا، ونحن نرابط في عدة محاور على أطراف مركز المدينة القديمة، ونتعرض باستمرار لعمليات قنص وهجمات مباغتة يشنها تنظيم داعش من وقت لآخر".

وأضاف الضابط أن "توقف الهجوم سمح لعناصر داعش بمهاجمة قواتنا في المنطقة"، مؤكدا "سقوط قتلى من قوات الشرطة الاتحادية بشكل يومي، بسبب عمليات القنص المستمرة والهجمات الصاروخية التي يشنها داعش"، مبرزا أن "التنظيم قام بنشر عشرات القناصين بين البنايات المتراصفة في منطقة المدينة القديمة في أماكن يصعب كشفها، وهم يستهدفون عناصر الشرطة الاتحادية بشكل مستمر طوال ساعات اليوم".

وبخصوص المدنيين المحاصرين في منطقة المدينة القديمة، كشف النقيب بسام المعموري، لـ"العربي الجديد": "إننا نتوقع وجود 200 ألف مدني ما زالوا محاصرين في المنطقة، من ضمنهم عوائل عناصر داعش ومدنيون آخرون يتخذهم التنظيم كدروع بشرية لتلافي الغارات الجوية التي يشنها طيران الجيش العراقي والتحالف الدولي في المنطقة".

وقد أظهرت كاميرا "العربي الجديد" انتشار مئات العناصر من قوات الشرطة الاتحادية بين الأزقة الضيقة التي تضم منازل صغيرة متراصفة في مناطق باب جديد والدواسة وباب لكش وباب السراي، بينما وضعت هذه القوات سواتر ترابية عالية أنشأتها من حطام البنايات المدمرة عند أطراف الشوارع المؤدية إلى مركز المدينة القديمة، لتلافي مرور العربات المفخخة التي يرسلها "داعش" لمهاجمة قطعات الشرطة الاتحادية في المنطقة.

كما أظهرت لقطات أخرى سيطرة عناصر قوات الشرطة الاتحادية على جزء محدود من المجمع الحكومي، الذي يضم بناية محافظة نينوى، بينما ما زالت بنايات حكومية أخرى خارج سيطرة الشرطة الاتحادية، أو أنها تقع وسط مناطق الاشتباكات، وقد تطلب المرور عبر هذه البنايات العبور من خلال فتحات صغيرة تتسع لشخص واحد فقط بين جدران البنايات، بالإضافة إلى آثار الدمار الواسع الذي تعرضت له المنطقة بسبب تواصل الاشتباكات والقصف المكثف الذي تعرضت له المدينة.

ومن المتوقع أن تنطلق عملية عسكرية واسعة خلال الأيام المقبلة للسيطرة على مركز المدينة القديمة، بعد إجراء قيادة العمليات المشتركة لتغييرات كبيرة في خطة السيطرة على غرب مدينة الموصل، شملت تغيير وإبعاد قيادات عسكرية، بالإضافة إلى إسناد عملية اقتحام مركز المدينة القديمة لقوات جهاز مكافحة الإرهاب بدل قوات الشرطة الاتحادية، بموجب خطة أميركية ودعم واسع من طيران التحالف الدولي، وذلك بحسب مصادر عسكرية عراقية.




ذات صلة

الصورة
جثث شهداء فلسطينيين في رفح كان الاحتلال يحتجزها (فاطمة شبير/ أسوشييتد برس)

مجتمع

اتّهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل بسرقة أعضاء من جثث تعود إلى شهداء فلسطينيين من شمالي القطاع، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في هذا الشأن.
الصورة
تحقيق غزة

تحقيقات

يكشف التحقيق كيف استهدفت روبوتات إسرائيلية قاتلة مدنيين غزيين تمت عمليات تصفيتهم في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر
الصورة
"خطوة".. مشروع صناعة الأطراف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالموصل

مجتمع

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية
الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.