دلالات تحوّل خطاب ترامب تجاه الإسلام بعد قمة الرياض

دلالات تحوّل خطاب ترامب تجاه الإسلام بعد قمة الرياض

24 مايو 2017
وصف ترامب منفذي الاعتداء بـ"الخاسرين" (فرانس برس)
+ الخط -

فسّر كثيرون استخدام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبارة "خاسرون" في وصف منفّذي الهجوم الإرهابي في مدينة مانشستر، بأنه دليل واضح على تحوّل جذري في خطاب ترامب تجاه الإسلام السياسي، وتراجع إيديولوجي عن عبارة "الإسلام الراديكالي"، التي شكّلت، العام الماضي، محور الخلاف الانتخابي مع مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون.

ولا يخفى ارتباط هذا التغيير المفاهيمي في خطاب ترامب بحدث المشاركة في القمة الأميركية الإسلامية، التي استضافتها العاصمة السعودية، والمراجعة النقدية التي قام بها اليمين الأميركي المتطرف لخطابه الإيديولوجي في محاولة التكيّف مع التطورات المستجدة في البيت الأبيض، الذي يتعرّض لهجمة شرسة على خلفية التحقيقات في التدخل الروسي، والاشتباه في علاقة أفراد من حملة ترامب الانتخابية بمسؤولين روس.

ولعل أبرز مؤشرات التحول في خطاب ترامب وحلفائه في اليمين الأميركي المتطرف، هو نزعة التسامح والانفتاح التي غلبت على ما جاء في الكلمة التي وجهها الرئيس الأميركي لقادة أكثر من خمسين دولة إسلامية شاركوا في قمة الرياض.

علماً أن ستيفن ميلر، وهو كاتب خطاب الرئيس، كان يُعتبر من أشد المعادين للإسلام في فريق ترامب، فيما كان لافتاً ظهور المستشار الاستراتيجي للرئيس، ستيفن بانون، في كافة محطات زيارة ترامب للسعودية.

وتكمن المفارقة في أن ترامب، الذي كان يأخذ على الرئيس السابق، باراك أوباما، تجنبه العبارات المسيئة للإسلام، في وصف العمليات الإرهابية التي نفّذها تنظيم "داعش" في أوروبا والولايات المتحدة، قام بالأمر نفسه بعد اعتداء مانشستر الذي هو بمثابة الاختبار الأول لرد فعله، كرئيس للولايات المتحدة، على حدث تعرّض بلد أوروبي حليف مثل بريطانيا لهجوم إرهابي كبير.

وقد يكون لمبلغ الـ380 مليار دولار، الذي بلغته قيمة صفقات السلاح التي وقّعها ترامب في المملكة العربية السعودية، دور في اختيار صاحب الصفقات الناجحة لعبارة "الخاسرون"، ربما لمخاطبة الجمهور الأميركي والغمز من قناة كلينتون التي كان يطلق عليها، خلال الحملة الانتخابية، وصف "خاسرة"، أو للإشارة إلى اتهاماته بأن سياسات إدارة أوباما في العراق هي المسؤولة عن تأسيس تنظيم "داعش".

ولعل الوجه الآخر للمفارقة الأميركية يتمثل في سيل الانتقادات التي تعرضت لها تصريحات ترامب بعد تفجيرات مانشستر من وسائل إعلام معادية له، كانت في السابق تأخذ عليه استخدام عبارة "الإسلام الراديكالي"، وباتت اليوم تأخذ عليه تجنبه استخدام تلك العبارة.