هل تسعى مصراته لإطاحة السراج المدعوم دولياً؟

هل تسعى مصراته لإطاحة السراج المدعوم دولياً؟

24 مايو 2017
وجّه السراج رسائل تحذيرية إلى حلفائه العسكريين(سيمونا غراناتي/Getty)
+ الخط -
حملت كلمة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي فائز السراج، أمس الثلاثاء، رسائل تحذيرية واضحة لحلفائه العسكريين، وتحديداً في مصراته، والذين يبدو أنهم تخلوا عنه في الآونة الأخيرة.


وبعيد أنباء عن تحشيدات عسكرية كبيرة تقوم بها كتائب موالية لحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني لاستعادة سيطرتها على مقارها ومعسكرات في العاصمة، الأيام الماضية، قال السراج "إننا الآن قد وصلنا لمرحلة الحسم وعدم التهاون مع معرقلي الاستقرار والمستهترين بآمال ورغبات الشعب في المصالحة والوفاق".


وأضاف، في مؤتمر صحافي جمعه بسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا بيتر بودي، أمس، في طرابلس الذي وصلها بصحبة قائد قوات "أفريكوم" الجنرال توماس والدهاوسر؛ أن "التحذير موجه بالتحديد إلى من يحشدون لتهديد أمن العاصمة طرابلس"، مشدداً على أنه "لن يقف مكتوف الأيدي تجاه من يهدد أمن وسلامة المدنيين، وبأن الفرصة ما زالت متاحة ليعودوا إلى رشدهم".




وشهدت علاقة السراج بحلفائه من كتائب وسياسيي المنطقة الغربية، أخيراً، توتراً بدأ مع تصريحات وزير خارجية حكومة الوفاق محمد سيالة، حول اللواء خليفة حفتر عندما اعتبره "قائداً عاماً للجيش"، وعقبها توالت البيانات من قبل سياسيي مصراته والمجلس الأعلى للدولة وأمراء كتائب عسكرية تطالب بضرورة إقالته من منصبه.


وعقب اقتحام القوة الثالثة والكتائب التي تساندها بالجنوب الليبي لقاعدة "براك الشاطئ"، الخميس الماضي، استنكر السراج الحادث، واصفاً إياه بـ"الجريمة" جراء التصعيد العسكري قبل ساعة من إعلانه الأخير القاضي بإقالة وزير دفاعه المهدي البرغثي من منصبه على خلفية تصريحات قادة القوة الثالثة الذين أكدوا أن أوامر اقتحام القاعدة جاءت رأساً من وزير الدفاع.


ويبدو أن وزير الدفاع وعددا من السياسيين والعسكريين الموالين للسراج دفعوا بقواتهم في الجنوب لاقتحام قاعدة "براك الشاطئ"، التي تعد المعقل الرئيسي لقوات حفتر، بعد أيام من إعلان هدنة في الجنوب اتفق عليها السراج مع حفتر في لقائهما بأبو ظبي في رسالة واضحة تكشف عدم موافقته على الاقتراب الحاصل بين الإثنين لا سيما بعد تزايد الأنباء عن إمكانية عقد لقاء آخر بينهما في القاهرة.


ولم يتأخر وزير الدفاع المقال بالعودة إلى ليبيا بعد رحلة علاجية في تونس، وذلك بعد إعلان إقالته بساعات، ونظم له مؤيدوه استقبالاً رسمياً في طرابلس، ليعلن في كلمة نشرها المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع من مقره بطرابلس، أن "ما نتج عن اقتحام براك تحمل مسؤوليته قوات بن نائل التابع لحفتر، فهي من بدأت بقصف جوي ومدفعي لقاعدة تمنهنت".


الأيام الأربعة الماضية حفلت بعدد من التطورات أهمها إعلان المجلس العسكري لمدينة مصراته التي تعد أبرز المدن ذات الثقل العسكري والسياسي دعماً لحكومة الوفاق والاتفاق السياسي، عن "سحب الاعتراف بالمجلس الرئاسي" وإعلان الولاء لحكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني.



وظهر خلال الإعلان المتلفز قائد عملية "فجر ليبيا" السابق صلاح بادي، والذي تتوارد أنباء عن قيامه بتحشيدات عسكرية جديدة حول طرابلس ونيته إطلاق عملية جديدة تحت مسمى "فخر ليبيا" هذه المرة لاستعادة شرعية المؤتمر الوطني.

وأعلن بادي، في كلمته خلال البيان المتلفز، تأييده لعملية القوة الثالثة في الجنوب، متوعداً من وصفهم بأعداء الشرعية في طرابلس.


وتبرز أهمية المجلس العسكري لمصراته بالنسبة للمجلس الرئاسي لكونه المكون الرئيس الأبرز لعملية البنيان المرصوص التي رعاها، وأعلن عنها الرئاسي خلال العام الماضي لطرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من سرت.


في مقابل صمت وغياب للمجلس البلدي لمدينة مصراته الذي يشكل الصوت الرافض لمنطق السلاح بالمدينة، عقد الوزير البرغثي، الأحد الماضي، لقاء مع قادة عملية "البنيان المرصوص"، وهذه المرة أيضاً من مقر وزارة الدفاع في طرابلس رغم إقالته، طالبهم فيها بـ"التأهب والاستعداد لمواجهة أي خطر"، بعدما ناقش معهم تقارير عن تحركات خلايا "داعش"، بحسب المكتب الإعلامي للوزارة.


وأعلن المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص"، محمد الغصري، أمس الثلاثاء، عن تشكيل قوة جديدة لمواجهة خطر "داعش"، قائلاً "إن انقطاع المجلس الرئاسي عن دعم عملية البنيان المرصوص سيضطر مصراته إلى تشكيل قوة لرفع لواء الجهاد ضد داعش باسمها وبدعم من وزير الدفاع البرغثي"، متهماً المجلس الرئاسي بالتخاذل ومحاولة الحيلولة دون دعم وزير الدفاع لغرفة "البنيان المرصوص" لمواصلة ملاحقتها لفلول "داعش".



واعقبت تصريحات الغصري إعلان العضو البارز في المجلس العسكري لمدينة مصراته، سالم بوراوي، عن استعداد المجلس للمشاركة في القوة التي أعلن عنها الغصري، مؤكداً أن "كافة وحدات مصراته العسكرية ستنضم لرئاسة أركان حكومة المؤتمر الوطني لتحديد الهدف والاتجاه، وأن كل مكونات مصراته تؤيد شرعية المؤتمر الوطني كهيكل ومسمّى سياسي أيد العودة إليه الثوار ممن ساهموا في تحرير الدولة ولا سيما بعدما غاب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وغيب معه أمن واستقرار ليبيا".


انفصام الحلف بدا واضحاً من خلال هذه التصريحات التي لقيت من السراج تهديداً واضحاً يوم أمس، لكن السؤال إلى أين ستتجه بوصلة الحرب الجديدة، باتجاه الجنوب للحد من تمدد حفتر العسكري؟ أم إلى طرابلس لإعادة المؤتمر وحكومته للواجهة السياسية؟ وهل تعتبر زيارة السفير الأميركي وقائد قوات الأفريكوم رسالة واضحة لمناوئي المجلس الرئاسي الجدد؟




المساهمون