دونالد ترامب في أولى قممه الأطلسية بمبنى المليار يورو

دونالد ترامب للمرة الأولى في قمة الأطلسي... خشية أوروبية

بروكسل

لبيب فهمي

avata
لبيب فهمي
25 مايو 2017
+ الخط -
يجتمع رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الخميس، في أول قمة تجمعهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. قمة تعقد في المقر الجديد للحلف الذي تكلف بناؤه أكثر من مليار يورو. وينتظر أن يلتقي الرئيس الأميركي أيضاً بعدد من المسؤولين الأوروبيين. مع العلم أن ترامب سبق له أنه اعتبر أن "حلف شمال الأطلسي عفا عليه الزمن"، قبل أن يتراجع عن تصريحاته في شهر إبريل/ نيسان الماضي. ولكنه ما زال يصر على دعوة الدول الأعضاء الأخرى في التحالف إلى زيادة مساهماتها في المنظمة الأطلسية وتمويلها لقطاع الدفاع. ملف قد يخيم على الاجتماع. فقد أكدت المتحدثة باسم الأطلسي، أوانا لونجيسكو، لـ"العربي الجديد"، أن "القادة سيناقشون مسألة تكيف حلف شمال الأطلسي مع التحديات الأمنية الجديدة، بما في ذلك دور الحلف في مكافحة الإرهاب، وأيضاً أهمية زيادة الإنفاق على الدفاع وتقاسماً أفضل للعبء".

وكان رؤساء دول وحكومات المنظومة الأطلسية قد خلصوا في قمتهم في التاسع من يوليو/ تموز 2016، في بيانهم الختامي، إلى أنهم "يتطلعون بسرور إلى الاجتماع مرة أخرى في عام 2017، في المقر الجديد لحلف شمال الأطلسي في بروكسل". غير أنه عند تحرير النص، كانت استطلاعات الرأي ما زالت ترجح الانتصار المحتمل للمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية الأميركية. لكن الناخبين اختاروا يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني دونالد ترامب، الذي ردّد كثيراً لازمة أن "الأطلسي عفا عليه الزمن بسبب عدم فعاليته ضد الإرهاب، وعبئه الذي لا يطاق على دافعي الضرائب الأميركيين".

وأشار إلى أن "مبدأ (الاتحاد قوة) لا يصلح، في حالة هجوم من عدو ما، سوى بالنسبة للمشاركين الجيدين في التمويل". وقد حاول ترامب نفسه في بعض المرات أو من خلال مبعوثيه، إطفاء الأزمة التي طبعت العلاقات بين ضفتي الأطلسي منذ وصوله إلى الحكم. وتعد قمة بروكسل جزءاً من هذه الاستراتيجية.

وتضم أجندة الاجتماع نقطتين: مساهمة حلف شمال الأطلسي في مكافحة الإرهاب، تحديداً تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإعادة التوازن لتحمل عبء الإنفاق العسكري، وهي النقطة التي تهم الرئيس الأميركي. فالدول الـ21 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي لا تمثل سوى 20 في المائة فقط من تمويل المنظمة.

وكان الحلفاء قد تعهّدوا في عام 2014 برفع الإنفاق العسكري إلى نسبة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024، لكن عدداً قليلاً من الدول نفّذت التعهد حتى الآن. وهو ما ينذر بتحويل الاجتماع إلى منصة لدونالد ترامب لتذكيرهم، مرة أخرى، بضرورة احترام التزاماتهم. حتى وإن كانت القمة فرصة لإبراز وحدة حلف الأطلسي، كما شدد على ذلك الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ.


كما سيسعى الرئيس الأميركي، بدعم من ستولتنبرغ، إلى إقناع مجموعة من الأعضاء، على رأسهم ألمانيا، بقبول فكرة انضمام الحلف الأطلسي إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وذلك "لتوجيه رسالة سياسية مفادها الوحدة في مواجهة الإرهاب وتعزيز التنسيق العسكري الذي ستشارك فيه المنظومة الأطلسية".

ويسود الدوائر الأطلسية بعض الخوف من ردود فعل ترامب خلال هذه القمة، فبحسب مجلة "فورين بوليسي"، قلق حلفاء العم سام دفعهم إلى إعداد القمة بطريقة خاصة جداً. ونقلاً عن مصادر دبلوماسية ومسؤولين آخرين في حلف شمال الأطلسي، كشفت المجلة المختصة في العلاقات الدولية، أنه "تمّت دعوة رؤساء الدول الأعضاء إلى إلقاء خطب قصيرة، لأن القدرة على التركيز محدودة جداً لدى دونالد ترامب". وأضاف مصدر اطلع على ترتيبات استقبال الرئيس الأميركي للمجلة، أن "المسؤولين يعانون نوعاً من الذعر، ويستعدون بطريقة سخيفة لقمة الأطلسي، لأن ترامب لا يهتم بشكل معمق بالقضايا السياسية". وتابع المصدر "الحلفاء يخافون من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، ويخشون من أن يعطي رأيه بصوت عال أو أن يرسله عبر تغريدة".

تبدو الأمور أقرب إلى ممارسة غير عادية في قمم منظمة حلف شمال الأطلسي، المعروفة بأنها تشهد نقاشات حادة ومعمقة حول الملفات المطروحة وغالباً تقنية. وبحسب مسؤول كبير سابق في التحالف، فاللقاءات التي تعرفها هذه القمم "مهمة ولكن مملة ومتعبة"، ومن الواضح أنها قد تكون صعبة جداً بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة. لذا فقد تم تخفيض مدة القمة إلى الحد الأدنى، أي جلسة عمل واحدة تدوم حوالي أربع ساعات، بدلاً من جلسات عدة في قمة عادية.

كما تقرر، بشكل استثنائي، عدم نشر أي بيان ختامي للقمة، "لتفادي أي رد فعل من قبل دونالد ترامب. فيكفي قراءة ما بين سطور التصريحات الرسمية لكي يفهم المرء ذلك. على الرغم من أن التفسير الرسمي هو القول إن القمة ليست سوى اجتماع استثنائي، لذلك ليست هناك حاجة لنشر بيان"، حسبما ذكر الخبير في الشؤون الأمنية، نيكولا غرو فيرهايد، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن "أية قمة أطلسية مهما كانت وجيزة فإنها ستكون مملة بالنسبة لترامب".



وتشير "فورين بوليسي" إلى عدم وجود خبير في وزارة الدفاع أو الخارجية الأميركية، مسؤول بشكل مباشر عن القضايا الأوروبية. كما أن دونالد ترامب لم يعين بعد السفير الأميركي الجديد لدى حلف شمال الأطلسي. وباختصار، يتم التحضير لهذه القمة بشكل لا مثيل له وهي قد لا تشبه قمة أخرى.

الاتحاد الأوروبي لم يفلت أيضاً من انتقادات الرئيس الأميركي، وما زال يرى فيه تكتلاً من دول يسعى إلى علاقات ثنائية معها بدلاً من علاقات بين تكتلين سيحظى قادته بلقاء مع دونالد ترامب. فبعد أن حامت الشكوك لأيام حول إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الأميركي وكل من رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أكد الطرفان أن لقاءً موجزاً أيضا، سيتم اليوم الخميس، قبل بدء قمة الحلف الأطلسي. لقاء ستنضم إليه منسقة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، ورئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني. وينتظر أن تنصب النقاشات حول تعزيز العلاقات بين ضفتي الأطلسي. إذ كانت المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متقدمة بشأن التوقيع على أكبر اتفاق تجاري في العالم قبل وصول ترامب إلى الحكم ودخول المحادثات فترة من الركود.

وكان الرئيس الأميركي قد أصدر مجموعة من التصريحات المتناقضة حول الاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى في يناير/ كانون الثاني الماضي، مؤكداً أن "بلداناً أخرى ستترك التكتل" اقتداء ببريطانيا. ولكن في إبريل/ نيسان الماضي، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني، إلى واشنطن، عاد ليؤكد أن "أوروبا قوية مسألة مهمة جداً بالنسبة له كرئيس للولايات المتحدة"، كما أشاد بـ"التعامل الجيد" للاتحاد الأوروبي الذي سمح له بأن يبقى موحداً بعد الاستفتاء البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد. وقبل أن ينتخب كرئيس للولايات المتحدة، وصف دونالد ترامب، في مقابلة مع تلفزيون أميركي، مدينة بروكسل بـ"حفرة الجرذان"، موضحاً أن بلجيكا فشلت في دمج مواطنيها المسلمين.

ذات صلة

الصورة
الفنان جان بوغوصيان امام لوحة من لوحاته في معرض الدوحة (العربي الجديد)

منوعات

التقت "العربي الجديد" الفنان جان بوغوصيان في الدوحة بمناسبة افتتاح معرضه (نيران) في غاليري (أنيما)، فكان هذا الحديث عن فنه واختياره النار وسيلة تعبيره.
الصورة
تظاهرة تضامنية مع فلسطين وغزة في كتالونيا 26/11/2023 (روبرت بونيت/Getty)

سياسة

منذ صباح 7 أكتوبر الماضي بدا الاتّحاد الأوروبي، أو القوى الكبرى والرئيسية فيه، موحدًا في الاصطفاف إلى جانب إسرائيل، ورفض عملية طوفان الأقصى ووصمها بالإرهاب
الصورة

سياسة

ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الإخباري، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وحملته الانتخابية يعملون على مشروع جد حساس بالنسبة إلى إعادة انتخابه في المنصب الرئاسي، والمتمثل بتفادي تعثره أو سقوطه في أثناء مشاركته في الأنشطة العامة.
الصورة

سياسة

أكد نائب في البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، أنّ السلطات التونسية رفضت دخول بعثة نواب أوروبية من كتل مختلفة في البرلمان الأوروبي إلى أراضيها.

المساهمون