تصاعد الأوضاع بالأقصى بالتزامن مع الاحتفال بذكرى احتلال القدس

تصاعد الأوضاع بالأقصى بالتزامن مع الاحتفال بذكرى احتلال القدس

24 مايو 2017
710 مستوطنين اقتحموا باحات الأقصى(صائب عوض/الأناضول)
+ الخط -
تصاعدت الأوضاع في المسجد الأقصى، ظهر اليوم الأربعاء، بعد الاعتداء الوحشي الذي تعرض له حراسه من قبل الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال، التي انتشرت بكثافة في القدس المحتلة، بالتزامن مع اقتحامات متكررة من قبل مستوطنين للمسجد الأقصى، وذلك مع احتفالهم بالذكرى الخمسين لاحتلال القدس وضمها وفق التقويم العبري.


واعتدت قوات الاحتلال على أربعة من الحراس، واعتقلت ثلاثة منهم، فيما نقل الرابع إلى مستشفى المقاصد لإصابته برضوض وشعر في الصدر نتيجة هذا الاعتداء.


وقال المدير العام لأوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الاعتداء الذي استهدف حراس الأقصى ظهر اليوم، هو الأكثر وحشية في سلسلة الاعتداءات التي تستهدفهم بصورة يومية من قبل قوات الاحتلال، بما في ذلك اعتقالهم وإبعادهم عن المسجد".




وفي وصفه لتفاصيل ما جرى، قال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن "الاعتداء على الحراس وعلى المواطنين الذين تواجدوا قرب باب السلسلة، أحد أبواب الأقصى، داخل الساحات جاء بعد محاولة الحراس منع عدد من المستوطنين إقامة طقوس وصلوات خاصة، لكن شرطة الاحتلال الخاصة سارعت وبوحشية وعنف بالغين في مهاجمة الحراس والاعتداء".


من جهته، قال مسؤول الحراسة في المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الاعتداء كان معداً له مسبقاً، وسبقه تحرش قوات الاحتلال الخاصة بالحراس منذ ساعات الصباح ومحاولتهم إعاقة عملهم". لافتا إلى أن الحراس المعتدى عليهم تم تحذيرهم وتهديدهم في وقت سابق من قبل عناصر الاحتلال الذين أمنوا الحماية للمستوطنين.


أما المصابون، فهم: عرفات نجيب، خليل الترهوني، نور أبو هدوان، ونضال الوعري، حيث تلقوا علاجاً أولياً في عيادة الطوارئ بالأقصى، ثم جرى اعتقال ثلاثة، ونقل رابع وهو عرفات نجيب، إلى مستشفى المقاصد.


بدوره، قال طبيب في عيادة الطوارئ بالأقصى لـ"العربي الجديد": إن "حالة الحارس نجيب كانت الأصعب، حيث تعرض لضرب مركز في منطقة الصدر، ويخشى أن يكون تسبب له بكسور، أما الحراس الآخرون فأصيبوا برضوض في مختلف أنحاء الجسم".


وشهد المسجد الأقصى، صباح اليوم، اقتحامات متكررة لمئات من الإسرائيليين المتطرفين الذين دخلوا باحات وساحات الأقصى لإقامة شعائر دينية، فيما منعت عناصر الشرطة المقدسيين والمصلين من الدخول للمسجد.


وعن اقتحامات اليوم، قال الكسواني، لـ"العربي الجديد": "حتى الساعة الثانية عشرة كان نحو 710 من المستوطنين أنهوا اقتحامات استفزازية للأقصى، وجلهم من مستوطني المستوطنات اليهودية في الضفة والمعروفين بتطرفهم البالغ".


وأضاف: "لم يحدث أن سجل هذا العدد الكبير من المقتحمين في غضون ثلاث ساعات فقط، علماً بأن جولة ثانية كانت بدأت قبل قليل ويتوقع أن يرتفع أعداد هؤلاء".


 

من جهته، أصدر مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودائرة الإفتاء الفلسطينية ودائرة الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس ظهر اليوم الأربعاء، بيانا، وصفوا فيه ما جرى اليوم في المسجد الأقصى بأنه استباحة.

وجاء في البيان، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه: "بتخطيط وتحريض مسبق من الجهات الرسمية الحكومية الإسرائيلية ومن وزراء أعضاء الكنيست وحاخاماتها اقتحمت مجموعات كبيرة من الـمتطرفين اليهود اليوم الأربعاء، ساحات الـمسجد الأقصى الـمبارك/ الحرم الشريف، وبشكل همجي قامت بعض هذه الـمجموعات برفع الأصوات مما أدى إلى قيام الحراس والـمصلين والـمرابطين بالتصدي لهم، ووقع خلالها إصابة أربعة حراس واعتقال ثلاثة منهم".

وبينت الهيئات أنه تم اقتحام الأقصى من قبل 708 متطرفين خلال 3 ساعات، وهو يعد سابقة خطيرة وخطيرة جدا لم يسبق لها مثيل منذ عام 1967 ولغاية اليوم، مؤكدة أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تقوم بتوفير الحماية لـمثل هؤلاء الـمتطرفين تتحمل الـمسؤولية الكاملة عما جرى ويجري من خلال إصرارها على استكمال برنامجها التهويدي في الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم الشريف والذي تريد من خلاله تحقيق حلمها التوراتي الخرافي في إقامة الهيكل الـمزعوم على أنقاض الـمسجد الأقصى الـمبارك.

وأكدت أن قيام سلطات الاحتلال بالاعتداء على الحراس والـمصلين واعتقالهم وإبعاد العشرات كان الهدف منه تجفيف الوجود الإسلامي في الـمسجد الأقصى الـمبارك، وناشدت الهيئات العالم العربي والإسلامي والعالم الحر للتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ومحاكمة الـمسؤولين عن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم الشريف.

في حين، أشار بيان آخر، صادر عن مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودائرة الإفتاء الفلسطينية ودائرة الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس، إلى قيام الاحتلال بمنع الأذان في الـمسجد الأقصى الـمبارك أمس الأول.


وكانت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميريت ريغف، وجهت، أخيراً، نداء للإسرائيليين للمشاركة الواسعة في اقتحام الأقصى في ذكرى احتلال القدس وضمها، مؤكدة أنها لن تتردد في المشاركة بهذه الاقتحامات.

وتعمل ريغف منذ سنوات، عندما كانت رئيسة للجنة الداخلية البرلمانية في عهد الحكومة السابقة، من أجل تطبيق تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى المبارك.


ويأتي ذلك، في وقت تشهد البلدة القديمة من القدس ولا سيما شارعا صلاح الدين والسلطان سليمان، تدابير أمنية مشددة تسبق مسيرة ضخمة للمستوطنين ستنطلق عصراً من القدس الغربية باتجاه أسوار البلدة القديمة وعلى بواباتها قبل أن تستبيح حاراتها وأزقتها، حيث يتواصل تدفق المستوطنين إلى هناك، خاصة من مستوطنات القدس والخليل ونابلس.


وفي هذا الإطار، قيدت سلطات الاحتلال حركة تنقل مركبات الفلسطينيين على طريق القدس ـ الخليل لتسهيل وحماية مسيرة دراجات لمئات المستوطنين كانت انطلقت من مستوطنات جبل الخليل نحو البلدة القديمة من القدس.

وسبق ذلك أيضاً، اعتقال الاحتلال نحو 25 ناشطاً مقدسياً احترازياً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، ومدد اعتقالهم إلى ما بعد يوم الخميس.