خميس حاسم في عدن... والبيض يرفض قرارات هادي

خميس حاسم في عدن... والبيض يرفض قرارات هادي

02 مايو 2017
دعوات للمشاركة في تظاهرة كبيرة بعدن الخميس(صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
تتجه الأنظار في اليمن نحو مدينة عدن جنوبي البلاد، حيث تجري استعدادات لإقامة تظاهرة كبيرة يوم الخميس المقبل، ينظمها أنصار الحراك الجنوبي والمعارضون لقرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأخيرة، الأمر الذي ينظر إليه مراقبون بوصفه تحولاً محورياً سيحدد مصير أزمة القرارات، إن لم يكن لها تأثير محوري، على الأزمة في البلاد ككل.  

وأطلقت العديد من المكونات والشخصيات الجنوبية في بيانات متفرقة اطلع "العربي الجديد" على نسخة منها، دعوات للمشاركة في تظاهرة كبيرة في عدن يوم الخميس، من المتوقع أن يتم خلالها الإعلان عن موقف رسمي لمحافظ عدن، المقال، عيدروس الزبيدي من القرارات الأخيرة، بالإضافة إلى احتمال الإعلان عن تأسيس مجلس سياسي جنوبي، يشمل المناطق الجنوبية لليمن، على غرار ما دعا إليه محافظ عدن المقال، في سبتمبر/ أيلول العام الماضي. 

وتحت عنوان "#إعلان_عدن_التاريخي" بدأ أنصار الحراك الجنوبي والناشطون الجنوبيون المعارضون لقرارات الرئيس هادي، بالترويج لتظاهرة الخميس المقبل، بوصفها حاسمة في أزمة القرارات، وتصعيد الاحتجاجات ذات الطابع الجنوبي ضد الحكومة الشرعية، بعد أسبوع من القرارات التي استهدفت أبرزها محافظ عدن، ووزير الدولة هاني بن بريك، وهما من المعروفين بقربهم من الإمارات العربية المتحدة. 

وفي السياق، أعلن نائب الرئيس اليمني الأسبق، والقيادي البارز في الحراك الجنوبي، علي سالم البيض، مباركته لما وصفها بـ"الخطوات التنظيمية السلمية" التي تجرى للرفض الشعبي لهذه القرارات في عموم الجنوب، والتحضير للمهرجان الكبير في عدن، والذي قال إنه حضوره سيشكل "نقلة نوعية إيجابية للدفاع عن قضية الجنوب وشرعية المقاومة والحراك الجنوبي".
 

وعلى الرغم من دعمه للتظاهرة، فقد اعتبر البيض في البيان الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن القرارات جاءت في مرحلة "تتطلب الكثير من الحكمة والتروي عوضاً عن التهور والحسابات الضيقة"، وقال "ساءنا بشكل كبير أن تستهدف تلك القرارات شخصيات وطنية تشهد لها ساحات النضال بالشرف والأمانة والشجاعة والنزاهة". 

واعتبر نائب الرئيس اليمني الأسبق، الموجود في الإمارات، في الأعوام الأخيرة، أن القرارات الأخيرة للرئيس هادي متسرعة، وأنها لم تتم بالتشاور مع دول التحالف العربي، وناشد هذه الدول بـ"كبح مصدر هذه التصرفات الرعناء، والتي يمكن أن تمعن في التمادي"، مؤكداً أن "الجنوب طرف أساسي في هذه الحرب، وله حقوق يجب أن تراعى وينظر لها". 

وتطرق البيض إلى الإمارات، قائلاً "نرى أن هذه القرارات قد استهدفت أيضاً وبشكل واضح شراكة طرف أساسي في هذا التحالف، وهو دولة الإمارات العربية المتحدة"، والتي قال إنها "قدمت وما زالت تقدم الدعم والدم والرجال في الجنوب وتتواجد هناك وفق خطط بناء، ما يعني أن من حقها أن تأمن على وجودها بمن تراه أهلاً للثقة، بعيداً عن مكر جماعات الإخوان التي تناصب الإمارات حالة عداء معروفة"، وأضاف متسائلاً "كيف يمكن اتخاذ مثل هذه القرارات المضرة بدولة حليفة للدولة الأكبر المملكة العربية السعودية". 

إلى ذلك، دعا نائب الرئيس الأسبق "قيادات الجنوب في الداخل إلى الإسراع في تشكيل حامل سياسي يمثل قضيتنا ويدافع عنها"، وتعهد بتأييده "طالما عبر عن إرادة شعب الجنوب البطل في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية المستقلة"، حسب تعبيره. 

يشار إلى أنه، وعلى الرغم من التصعيد الحاصل بالرفض للقرارات، تتحدث تسريبات في المقابل عن جهود تفاهمات سياسية تجرى بعيداً في الأطر السياسية، وتسعى لاحتواء الأزمة والحد من تبعات أي تصعيد، وهو ما سيتضح يوم الخميس المقبل، من خلال ما سيتم إعلانه من عدمه. 

الجدير بالذكر أن قرارات الرئيس اليمني صدرت يوم الخميس الماضي وأطاحت محافظ عدن المحسوب على الحراك الجنوبي والمدعوم من الإمارات، بالإضافة إلى وزير الدولة النافذ على قوات الحزام الأمني، هاني بن بريك، وهو الآخر من الشخصيات المعروفة بقربها من أبوظبي، وعقب صدور القرارات تعرّض الرئيس اليمني لحملة انتقادات إماراتية، تلاها لقاء جمع الرئيس اليمني بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فُسر بأنه دعم سياسي لهادي بوجه الانتقادات.