جدل بشأن مشاركة الرئيس السوداني بالقمة الإسلامية - الأميركية

جدل بشأن مشاركة البشير بالقمة الإسلامية- الأميركية: هل تتحاشى الخرطوم إحراج الرياض؟

18 مايو 2017
البشير مطلوب للجنائية الدولية (ويندوم هايلو/الأناضول)
+ الخط -
أحدث إعلان السودان مشاركة الرئيس عمر البشير في القمة الإسلامية - الأميركية في العاصمة السعودية الرياض، بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، جدلاً واسعاً، بالنظر إلى التحفظات الغربية على مشاركة البشير في أي اجتماعات دولية أو إقليمية، إذ سجل، لأكثر من مرة، انسحاب دبلوماسيين بسبب وجود الرئيس السوداني، آخرها قمة بقطر.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في 2009، مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني، لاتهامه بـ"ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور"، الأمر الذي قيد حركته بين الدول، وظلت سفرياته للدول الموقعة والمصادقة على ميثاق الجنائية تثير جدلاً واسعاً.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، زيارة البشير للسعودية غدا الجمعة، فيما تنطلق القمة الإسلامية الأميركية يومي السبت والأحد، ولكن الوزير لم ينف أو يؤكد مقابلة البشير للرئيس ترامب.


واعتبر البشير، في تصريحات صحافية الثلاثاء، أن مشاركته في القمة المقامة بالرياض "نقلة في علاقة بلادة مع المجتمع الدولي"، وقال إنها "رد على من يحرضون الدول على عدم دعوته للمؤتمرات الدولية التي تقام على أراضيها".

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الإدارة الأميركية أبلغت الرياض رسميا باعتراضها على مشاركة البشير في أية لقاءات ثنائية مع الرئيس ترامب، وتلقت تأكيدات من الرياض بعدم إحراج واشنطن بشأن تلك الخطوة، مع التشديد على مشاركة الخرطوم، لا سيما وأن الأخير ينتظر أن يلعب دوراً مهماً في قضية محاربة الإرهاب، كما أن القمة ستقرر تفعيل المادة 16 من ميثاق روما الخاص بتجميد قرار الجنائية في مواجهة البشير، لتسهيل خروجة من السلطة في السودان، وإفساح المجال للانطلاق أمام حليف السعودية الجديد رئيس الوزراء السوداني، بكري حسن صالح.

وأوضحت المصادر أن هناك "اتجاهاً دولياً وأميركياً لاتخاذ خطوات إيجابية مع نظام الخرطوم، أملته ظروف الحرب في دولة جنوب السودان، واقتناع تلك الدول بأن مفتاح الحل الجنوبي في جارته السودانية التي انفصل عنها قبل ستة أعوام"

وأشارت المصادر إلى المجهودات التي تبذلها الرياض لتحقيق السودان مكاسب من خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية، بحيث تلعب دوراً فعالاً في ملف العقوبات الأميركية، لكن مراقبين يرون أن الخرطوم لن تسعى إلى إحراج السعودية مع المسؤولين الأميركيين، وستعمد إلى إرسال رئيس الوزراء، بكري حسن صالح، بديلا للبشير للمشاركة في القمة، لا سيما وأن التوقيت ليس مناسبا لخطوة مشاركة البشير باعتبار أنها يمكن أن تقود ترامب لمقاطعة جلسات القمة.

وسارعت سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم، الخميس، إلى نشر تصريح تلمح فيه إلى عدم موافقة واشنطن على مشاركة البشير في القمة، وأكدت "موقف أميركا الثابت برفض عملية دعوة وتسهيل إجراءات سفر الشخصيات التي يصدر بشأنها مذكرات توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية"، وجددت إدراج اسم السودان ضمن قائمة الدولة الراعية للإرهاب، مشددة على أن تلك القضية "لم يطرأ عليها جديد".

ويرى المحلل السياسي، ماهر أبو الجوخ، أن "مجرد مشاركة السودان في القمة العربية الإسلامية الأميركية تأكيد عن انتقاله من راعٍ للإرهاب إلى محارب له"، مبرزا أن "ضغوطا كبيرة ستمارس لعدم مشاركة البشير"، ورأى أن "المشاركة في حال تمت ستشكل إحراجا لواشنطن، فضلا عن كونها انتقالاً كبيراً للسودان دوليا وإقليميا"

وأوضح: "لكنني لا أستبعد أن يشارك في القمة، بالنظر لطبيعة الرئيس الأميركي، التي لا تلتزم بالثوابت الأساسية للسياسة الأميركية داخليا وخارجيا، إلى جانب أن عمليات التنسيق للقمة تمت بين الرياض وواشنطن قبل وقت مسبق، وأن الأخيرة اطلعت على قائمة الشخصيات المدعوة"، ورجح أبو الجوخ أن لا يعمل البشير على إحراج السعودية مع حلفائها الغربيين.

ووصل وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، محمد بن عبدالملك آل الشيخ، إلى السودان الأربعاء، حيث التقى بالرئيس البشير دون أن تخرج أية تصريحات للإعلام بشأن اللقاء وما دار فيه.