اتفاق التهجير يقلق المدنيين شرقي دمشق

اتفاق التهجير يقلق المدنيين شرقي دمشق

13 مايو 2017
لم تتبيّن طبيعة الاتفاق بحي القابون (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -
شرعت العائلات المتبقية في حي القابون وحي تشرين شرقي العاصمة السورية دمشق، بمغادرة الحيين نحو الغوطة الشرقية وحي برزة، وذلك بعد تلقيها أنباء عن عقد اتفاق بين المعارضة والنظام، يقضي بتهجيرهم، فيما اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عمليات التهجير "جرائم حرب".

وأوضحت المصادر، اليوم السبت، أنّ النظام قام بالاتفاق مع المعارضة المسلحة في حي تشرين بإخراج المقاتلين من الحي، إما إلى الشمال السوري، وإما إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق، وتسوية أوضاع من يريد البقاء، بينما لم تتبين طبيعة الاتفاق في حي القابون، والذي أكدت المصادر أنّه يطابق اتفاق حي تشرين، في حين نفت مصادر أخرى ذلك.

وذكرت مصادر "العربي الجديد" أنّ عدد العائلات المتبقية في حيي القابون وتشرين يقدّر بـ700 عائلة، معظمها من عائلات مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، مشيرة إلى أنّ النظام السوري سمح بدخول عائلات إلى حي برزة، والذي تفصله عن حي تشرين حواجز لقواته.

كذلك أفاد "المكتب الإعلامي لحي برزة"، على صفحته على "فيسبوك"، بوصول الدفعة الثانية من أهالي ومقاتلي المعارضة السورية من حيي برزة وتشرين في شرق دمشق، إلى محافظة إدلب شمالي سورية. ونُقل المهجّرون إلى مركز الإيواء في مدينة معرة مصرين، ريثما يتم توزيعهم على المخيمات والبلدات الأخرى في إدلب.

وصعّدت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، من عملياتها ضدّ حيي القابون وتشرين، خلال الأسابيع القليلة الماضية، واستهدفتهما بعشرات صواريخ أرض-أرض والخراطيم المتفجرة وقذائف الهاون، محققة بعض التقدم على الأرض، بالتزامن مع عودة اقتتال فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

من جهةٍ أخرى، اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف أن "عمليات التهجير القسري، والتي تقوم بها قوات النظام ومليشياته في دمشق "جرائم حرب".

وشدّد سيف وأعضاء في الهيئة السياسية، في لقاء عبر الإنترنت، مع قياديين في حي القابون الواقع في العاصمة دمشق، والمهدد بحملة تهجير جديدة، على "ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة إجراءات حقيقية لمنع هذه العمليات، إضافة إلى محاسبة المسؤولين عنها".

وقال مسؤول الهيئة الطبية في حي القابون، خلال الاجتماع، إنّ "هناك إصابات كثيرة داخل الحي وأخطرها الإصابات العصبية"، لافتاً إلى أنهم "لا يملكون الأجهزة والمعدات الكافية لمعالجتها".

بدوره، أوضح مسؤول الدفاع المدني في الحي أنّ "القصف على الحي متواصل منذ أكثر من شهرين"، مشيراً إلى أنّه "بات مدمراً بنسبة 80 في المائة، وما زال هنالك 300 عائلة تقطن الحي".

وهجّرت قوات النظام العديد من أهالي الأحياء المعارضة بدمشق، إلى مخيمات في إدلب وحلب، بعد عمليات تجويع وتصعيد للقصف بكافة أنواع الأسلحة.

وفي الشأن نفسه، أعلن فصيل "جيش الإسلام" أنّه تبرّأَ من الاتفاق الذي تم بين فصائل من المعارضة والنظام السوري، والذي ينص على تهجير أهالي حي تشرين وحي القابون في شرق دمشق، ودفع العائلات إلى التوجه نحو حي برزة.

وقالت القيادة العامة في فصيل "جيش الإسلام" المعارض للنظام السوري، في بيان، إنّها تتبرأُ من اتفاقات التهجير في حي القابون وحي تشرين.

وجاء في البيان: "إنّنا وإذ نتبرأ من هذا الفعل، نعلن أنّنا ما زلنا على عهدنا في الدفاع عن هذين الحيين بكل ما أوتينا من قوة، ونطالب جميع الفصائل دون استثناء بالقيام بمسؤوليّاتها، وتقديم الدعم، وفتح طرق المؤازرات، وتشكيل غرفة عمليات فورية للقيام بما يلزم".

إلى ذلك، قال "جيش الإسلام" إنّ عناصره قتلوا ثلاثة من قوات النظام السوري، وأسروا اثنين آخرين، خلال قيامهم بعملية استطلاع على جبهة حي تشرين.


ميدانياً، قُتل 13 مدنياً وأصيب العشرات، اليوم السبت، بقصف طيران التحالف الدولي، على عدة قرى بريفي مدينة الرقة الشمالي والغربي.

وشنّت مقاتلات التحالف الدولي أكثر من ثلاث غارات جوية على قرى شنينة، ومزرعة الرشيد شمال الرقة، إضافة إلى قصف مدفعي، سقط نتيجته 7 مدنيين وأُصيب أكثر من 46 آخرين.

كذلك قُتل ستة مدنيين في مزرعة يعرب بريف الرقة الغربي، نتيجة القصف المدفعي المتبادل بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومليشيا "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) الكردية في محيط المنطقة.

وكانت (قسد) قد أعلنت سيطرتها على مزرعة اليرموك بريف الرقة الشمالي، عقب معارك مع "داعش"، وبإسناد جوي من طيران التحالف الدولي.

وتحدّثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن مقتل وجرح مدنيين جراء قصف مدفعي من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية على منازل المدنيين في منطقة الهشم، وبلدة شنينة شمال مدينة الرقة، وتزامن القصف مع اشتباكات بين المليشيا وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المنطقة.

على صعيد آخر، قُتل مدني في بلدة كفربطنا بريف دمشق الشرقي، جرّاء إصابته برصاص قناص من قوات النظام السوري المتمركزة في محيط البلدة.

وفي درعا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، عند أطراف حي المنشية إثر محاولة قوات النظام التقدّم في المنطقة.

وجدّدت قوات النظام خرق اتفاق "تخفيف التصعيد"، باستهداف مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي بالطيران الحربي، وقرية الحويز في ريف حماة الغربي بالمدفعية والدبابات، كما قصفت بالهاون بلدة بيانون في ريف حلب الشمالي، ومدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية.

وفي ريف حلب الشرقي، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام السوري دخلت أطراف مطار الجراح الواقع غربي مدينة مسكنة بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش"، وقصف جوي ومدفعي كثيف على مواقع التنظيم، الأمر الذي أجبره على التراجع، بينما لا تزال المعارك مستمرة.

دلالات