معارضة فنزويلا تتحدّى مادورو بيوم العمل: "لا نزال أقوى"

معارضة فنزويلا تتحدّى مادورو بيوم العمل: "لا نزال أقوى"

01 مايو 2017
المعارضة ستتحدى السلطة بتجمعاتها بعيد العمل (رونالدو شيميدت/فرانس برس)
+ الخط -




في ذكرى مرور شهر على تظاهراتها، دعت المعارضة الفنزويلية، اليوم الاثنين، في يوم عيد العمل، إلى مسيرة جديدة ضد الرئيس نيكولاس مادورو، في تحدٍ للسلطة التي تنظّم عادة تجمعات ضخمة في الأول من مايو/ أيار.

وبعد شهر على إطلاق موجة الاحتجاجات للمطالبة بانتخابات جديدة ورحيل الرئيس الاشتراكي، أعلن معارضو التشافية (نسبة إلى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، 1999-2013) عن مسيرة في الولايات الـ24، وكذلك في العاصمة كراكاس نحو مباني المحكمة العليا، والهيئة الانتخابية.

وقال فريدي غيفارا، نائب رئيس البرلمان، الهيئة الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة، إنّ "النظام يراهن على استنزافنا، ولذلك بعد شهر من المقاومة يجب أن نوجّه رسالة بأنّنا لا نزال أقوى". وأضاف "في 1 مايو/ أيار يجب أن نظهر قوتنا، وأنّنا نريد أن تكون لنا كلمة في الانتخابات".

في المقابل، سيترأس مادورو تجمّعاً لمناصريه، في ساحة بوليفار بوسط كراكاس، والتي تعتبر معقلاً للسلطة. وأكد الرئيس الفنزويلي في إطلالته الأسبوعية، مساء الأحد، أنّ "الأول من مايو/ أيار هو للطبقة العمالية. وليس يوماً للرأسمالية ولا لليمين".

ومنذ 1 إبريل/ نيسان موعد بدء التظاهرات، أدت كل المسيرات إلى صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ولأعمال نهب وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وإلقاء قنابل حارقة. وقُتل 28 شخصاً خلال أعمال العنف التي رافقت هذه التجمّعات، بحسب النيابة، فيما أُصيب مئات بجروح، بينما تم توقيف أكثر من ألف شخص، غالبيتهم لفترات وجيزة.

وفيما تندّد المعارضة بالقمع الذي تمارسه الحكومة، يتهمها مادورو بارتكاب "أعمال إرهابية" لتسهيل انقلاب وإتاحة المجال أمام تدخل أجنبي تحت إشراف الولايات المتحدة.

وقال مادورو إنّ "ما قاموا به (المعارضة) في إبريل/ نيسان هو كمين وعنف من أجل بث الفوضى في المجتمع ومهاجمة السلطة السياسية، وفرض ثورة مضادة في فنزويلا".

وعشية حلول 1 مايو/ أيار أعلن مادورو، أمس الأحد، عن زيادة جديدة للحد الأدنى للأجور بنسبة 60% حيث أصبح الآن يصل إلى قرابة 65 ألف بوليفار، أي 90 دولاراً، بحسب معدلات الصرف الأعلى، فضلاً عن إعانات غذائية تقدّم مع الراتب.

ويرغب سبعة فنزويليين من أصل عشرة، برحيل الرئيس مادورو الذي تمتد ولايته حتى يناير/ كانون الثاني 2019.

فريدي غيفارا: النظام يراهن على استنزافنا (رونالدو شيميدت/فرانس برس) 

وما أشعل حركة الاحتجاج هذه، هو قرار المحكمة العليا، المقرّبة من مادورو، في مارس/ آذار الماضي، بإلغاء صلاحيات البرلمان وإعطاء كامل السلطات لمعسكر الرئاسة.

وأمام الانتقادات الدبلوماسية الواسعة، واتهامات المعارضة بـ"حصول انقلاب"، تراجعت السلطة القضائية بعد 48 ساعة، لكن ذلك لم يهدئ غضب المناهضين لمادورو ولا الضغوط الدولية.

ورغم دعواته إلى استئناف الحوار، اتهم الرئيس الفنزويلي، أمس الأحد، المعارضة برفض المشاركة فيه، مشيداً في الوقت عينه باقتراح البابا فرنسيس الذي أبدى، أول أمس السبت، استعداده للتدخل من أجل تسهيل الحوار في فنزويلا.

وقال مادورو: "إذا قلت كلمة حوار يهربون (المعارضة)، لا يريدون الحوار. بالأمس هاجموا البابا فرنسيس. أنا أحترم التصريحات الصادرة عنه".

قُتل 28 شخصاً بالتظاهرات منذ شهر (خوان باريتو/فرانس برس) 

لكن المعارضة الفنزويلية أكدت، أمس الأحد، في رسالة إلى البابا فرنسيس، رفضها استئناف الحوار مع الرئيس مادورو بدون "ضمانات" حول سبل هذا الحوار، شاكرة في الوقت نفسه، الحبر الأعظم على "اهتمامه الدائم" بالشعب الفنزويلي.

وفي هذه الرسالة، نفت المعارضة المنضوية في ائتلاف "طاولة الوحدة الديمقراطية"، ما قاله البابا، أول أمس السبت، بشأن "انقسام" المعارضة الفنزويلية. وقالت في الرسالة: "نحن الفنزويليين متّحدون اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ما يتعلّق بمطلب التغيير السياسي في بلادنا. واللاعبون الذين يشكّلون طاولة الوحدة الديمقراطية هم كذلك أيضاً"، مكررةً مطلبها بإجراء انتخابات عامة في العام 2017.

وكان إنريكي كابريليس، أحد القادة الأساسيين لطاولة "الوحدة الديمقراطية"، قد رفض، أول أمس السبت، عرض الوساطة الذي قدمه البابا. ونفى أيضاً أن تكون المعارضة منقسمة، معتبراً أنّ الحوار الذي جرى على مدى أشهر عدة عام 2016، كان هدفه "تبرئة" الرئيس مادورو.

ووسط هذه الأجواء، عبّرت ثماني دول في أميركا اللاتينية، بينها البرازيل والأرجنتين، أمس الأحد، في بيان مشترك، عن دعمها لاقتراح البابا، لكن وسط عدة شروط، بينها وقف العنف وتحديد موعد للانتخابات.

وكان البابا قد أبدى، في تصريح من الطائرة التي أعادته من مصر إلى روما، مساء السبت، استعداد الكرسي الرسولي للاضطلاع بدور "الوسيط" لمعالجة الأزمة في فنزويلا، ولكن في إطار "شروط واضحة". كما دعا، أمس الأحد، إلى وقف أعمال العنف في فنزويلا، وإلى إيجاد "حلول بالتفاوض" لأزمة "تنهك الناس".

من جانب آخر، ستسعى كراكاس التي بدأت، يوم الجمعة الماضي، عملية خروجها من منظمة الدول الأميركية، إلى الحصول على دعم مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي خلال اجتماع استثنائي يعقد غداً، الثلاثاء، في السلفادور.