طول أمد اشتباكات عين الحلوة يُحرج "فتح"

طول أمد اشتباكات عين الحلوة يُحرج "فتح"

10 ابريل 2017
الاشتباكات تدخل يومها الرابع (محمود زيّات/فرانس برس)
+ الخط -
تكاد اشتباكات مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين، بمدينة صيدا جنوبي لبنان، تدخل يومها الرابع، دون بروز أي أفق ميداني لتمكن "القوة المشتركة" لفصائل مدعومة بمقاتلين من حركة "فتح"، والقيادي المنشق عن الحركة، محمود عيسى، من اقتحام معقل الإسلامي المُتشدد بلال بدر، في حي الطيري داخل المخيم، وذلك رغم الغطاء السياسي الذي تحظى به "القوة المشتركة"، وإجماع الفصائل الفلسطينية على رفض مهاجمة مسلحي بدر لعناصر هذه القوة عند محاولة انتشارهم في المخيم، بعد ظهر الجمعة.

ونقل أمس الأحد الذي سجل ارتفاعًا في حدة الاشتباكات، أعضاءٌ من القيادة السياسية للفصائل إلى بدر طلباً بتسليم نفسه مقابل وقف إطلاق النار، وهو ما ردّ عليه بعرض نقلته "الوكالة الوطنية للإعلام"، ويتضمن: "إخلاء حي الطيري من الوجود المسلح، وانتشار القوة المشتركة فيه، وإعلان بلال بدر مطلوباً ومُطارداً بدل تسليم نفسه". وهو أمر قيد البحث حالياً، مع وجود توجه لحركة "فتح" برفض أي طرح لا يتضمن تسليم بلال بدر نفسه أو توقيفه. وأفيد مساء الأحد عن ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات إلى 6 على الأقل، وإصابة العشرات بجروح، بينهم أشخاص خارج المخيم طاولهم الرصاص العشوائي.

ومع بداية الأسبوع في لبنان اليوم الإثنين، والذي يشهد حركة كثيفة في مدينة صيدا، عكس أيام عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت كل المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة عن التعطيل، بسبب الأوضاع الأمنية في المخيم، وذلك بعد أن تم إخلاء مستشفى صيدا الحكومي القريب من "عين الحلوة" من المرضى خوفاً من تعرضهم لقذائف أو رصاص عشوائي.

كما يستمر إغلاق طريق "الحسبة"، وهو أحد الطرقات الأساسية التي تربط مدينة صيدا بكل مدن الجنوب اللبناني، الأمر الذي يزيد من حالة الضغط على "فتح" لمحاولة إنهاء الاشتباكات، إما سياسياً عبر القبول بعرض بلال بدر؛ أو الاستمرار في خيار التصعيد العسكري واستخدام المزيد من القوة النارية في محاولة السيطرة على حي الطيري. علماً أن الطرفين قد استخدما مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة منذ يوم الجمعة وحتى الأحد، ومن بينها قذائف الهاون ذات العيار الخفيف.

وقد استقدم الجيش اللبناني، بالأمس، وحدات من الفوج المجوقل (المحمول جوّاً)، التي انتشرت في محيط المخيم. وهو أحد أفواج النخبة في الجيش، وسبق أن شارك مقاتلوه في معركة عبرا ضد مسلحي أحمد الأسير عام 2013 في صيدا.