استطلاع فرنسي: هولاند "رئيس جمهورية سيئ"

استطلاع فرنسي: هولاند "رئيس جمهورية سيئ"

06 ابريل 2017
تنتهي ولاية هولاند بعد 3 أسابيع(Getty)
+ الخط -

ربَّما لاَحَظ متتبعو المناظرة السياسية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قبل أيام، أن المرشح إيمانويل ماكرون، حاول أكثر من مرة، أن ينأى بنفسه عن حصيلة حكومة فرانسوا هولاند، وعن الحكومات التي تعاقبت خلال عشرين سنة. وهو موقف المرشح الاشتراكي بونوا هامون ذاته.

ويبدو أن مصدر قلقهما من الحصيلة يتعزز، باستمرار. ومن آخر ملامحه الاستطلاع الجديد الذي أشرف عليه معهد أودوكسا، اعتبر فيه نحو 70 في المائة من الفرنسيين أن الرئيس فرانسوا هولاند "رئيس جمهورية سيئ" (من بينهم 57 في المائة من المتعاطفين مع اليسار)، مقابل 29 في المائة اعتبروا أنه "رئيس جيد".

ومن بين الفئة التي رأت في هولاند رئيساً جيداً، نعثر على 43 في المائة لدى مجموع المتعاطفين مع اليسار، و76 في المائة من المتعاطفين مع الحزب الاشتراكي.

ويبدو من الاستطلاع، أن نسبة كبيرة من الفرنسيين، 54 في المائة، كانت راضية عن أداء هولاند فيما يخص مكافحة "الإرهاب" وتحقيق الأمن، وأيضاً في موضوع مجتمعي، خاص بقانون الزواج للجميع، الذي اعتبره نحو 48 في المائة من الفرنسيين الحدث الأهم في ولاية هولاند الرئاسية.

وفي ما يخص السياسة الخارجية التي اتبعها الرئيس هولاند، فقد اعتبرتها أغلبية من الفرنسيين، 58 في المائة، سلبية، مقابل إشادة من طرف 41 في المائة.

واشتدّ الرفض الشعبي لسياسات هولاند في ما يخص أخلاقيات الحياة السياسية، بنسبة 69 في المائة مقابل 30 في المائة، وأيضاً في موضوع السياسة الاقتصادية والاجتماعية، حيث اعتبر 83 في المائة من الفرنسيين أن أداء الرئيس كان "سيئاً للغاية"، مقابل رضى 16 في المائة، فقط.

ولا شك أن هذه الرفض الشعبي الواسع لحصيلة الرئيس التي تنتهي ولايته بعد ثلاثة أسابيع، لا تساعد كِلا المرشحين، المقربين، منه، إيمانويل ماكرون، باعتباره وزيراً سابقاً ومُهمّاً في حكومته، والذي استقبل في حركته "ماضون قدماً"، قيادات اشتراكية مهمة، وحظي بدعم قادة آخرين اشتراكيين كان آخرهم وأهمهم مانويل فالس، رغم استقباله الفاتر له، ولا بونوا هامون، لأنه كان وزيراً في حكومة هولاند، ثم باعتباره مرشح حزب الرئيس الرسمي، على الظهور بمظهر الخليفة أو الاستمرارية لسياسة الرئيس، الذي تنتقده غالبية الفرنسيين بسبب فشله في مكافحة البطالة، وبفرضه لقانون الشغل الجديد المثير للجدل.

وليس الرئيس فرانسوا هولاند أول من عرف هذه العلاقة السيئة مع الفرنسيين، في نهاية حكمه، كما يقول استطلاع الرأي، فالرئيسان السابقان، نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، عرفا مصيرا مشابها، غير أن الأخير، استعاد شعبيته، بعد خروجه من الإيليزيه، وأصبح ينظر إليه باعتباره من أكثر الرؤساء الفرنسيين شعبية وتواضعاً. فيما يتعين على ساركوزي أن ينتظر طويلاً، إنْ بسبب مشاكله مع القضاء، أو بسبب طموحه الجموح للعودة إلى الحلبة السياسية، في حال فشل فرانسوا فيون.