مجزرة خان شيخون: 100 قتيل و500 مصاب بغازات سامة

مجزرة خان شيخون: 100 قتيل و500 مصاب بغازات سامة

جلال بكور

avata
جلال بكور
04 ابريل 2017
+ الخط -
بلغت حصيلة ضحايا القصف السام على مدينة خان شيخون في ريف إدلب 100 قتيل و500 مصاب، في حين يواصل الطيران الحربي التابع للنظام السوري والطيران الروسي حصد أرواح المدنيين في مناطق مختلفة من البلاد.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، محمد فراس الجندي، إن الحصيلة غير النهائية لقتلى مجزرة الكيماوي في خان شيخون بلغت 100 قتيل و500 مصاب.

وأضاف الجندي: "لا يمكننا حصر أعداد القتلى والمصابين حاليا بسبب توزّعهم على مراكز طبية كثيرة، إضافة إلى دخول عدد كبير إلى المشافي التركية لتلقي العلاج".

وكان طيران النظام السوري قد استهدف مدينة خان شيخون فجر اليوم بصواريخ تحمل غازا ساما يعتقد أنه غاز الأعصاب السارين، قبل أن يعاود استهداف المدينة ويتسبب بخروج مركزين طبيين عن العمل.

وأكّد وزير الصحة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الطيران الروسي استهدف المركز الطبي في مدينة سلقين، ما أدّى إلى وقوع قتلى وجرحى بين المتواجدين في المشفى، والحصيلة الأولية تشير إلى مقتل ثمانية، بينهم أطفال.

وأكّد الجندي أنهم "يقومون بجمع كافة الأدلة والعينات التي تؤكد استهداف النظام للمدنيين بغاز السّارين السام من أجل تقديمها للجان التحقيق المعنية".



وتبقى حصيلة القتلى مرجّحة للارتفاع، نتيجة العدد الكبير بين المصابين، والذين تم نقلهم إلى مراكز طبية في مناطق عدّة بريف إدلب.

وبيّن الناشط أبو محمّد أن طائرة من نوع سوخوي شنت أربع غارات وألقت أربعة صواريخ على مناطق متفرقة في المدينة، مشيراً إلى أن الصواريخ تحوي غازا ساماً.

ولوحظ على المصابين ارتخاء شديد في العضلات والأعصاب، وخروج الزبد من الفم، واحمرار العينين، وصعوبة شديدة في التنفس، ما يرجح أن الغاز المستخدم هو غاز السارين، وفق ما ذكرت مصادر طبيّة لـ"العربي الجديد".

وأكدت المصادر أن ستة أطفال من عائلة واحدة كانوا من بين ضحايا الغاز السام، موضحة أن "رئة الطفل وجسده الصغير لا يتحملان قوة المادة السامة الموجودة في غاز السارين".

وفي السياق نفسه، قال الدفاع المدني في إدلب إن "الطيران الحربي التابع لقوات النظام استهدف مدينة خان شيخون بعدة غارات جوية، إحداها تحمل غازات سامة، ويوجد ما يقارب 100 مصاب، من ضمنهم عدة إصابات في صفوف رجال الدفاع المدني".

ونشر الدفاع المدني، على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، صوراً تظهر أطفالاً مصابين بالغاز السام، ومحاولة رجال الدفاع المدني تقديم العلاج لهم.

إلى ذلك، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مجلس الأمن الدولي إلى "عقد جلسة طارئة وفتح تحقيق فوري في استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين في مدينة خان شيخون".

وجاء في بيان صحافي عن الائتلاف "نطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة، وفتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين المتورطين فيها وفق الفصل السابع".

وشدد البيان على أن "الفشل في القيام بذلك سيفهم كرسالة مباركة للنظام على أفعاله، وبالتالي بمثابة صمت دولي، وربما تورط في المسؤولية عن تلك الجرائم".



كذلك دعا إلى "تفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118، والتي تنص على أنه في حال عدم امتثال النظام للقرار، بما يشمل نقل الأسلحة الكيميائية أو استخدامها؛ فإنه يتم فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".

وفي الشأن ذاته، أفاد الناشط جابر أبو محمد أن الطيران الحربي الروسي قصف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما تسبب بوقوع خمسة قتلى وتسعة جرحى بين المدنيين في حصيلة أولية.

وفي إدلب أيضا، أفاد الدفاع المدني بأن الطيران الحربي الروسي شن غارة على بلدة كفتين، أصيب على إثرها امرأة وثلاثة أطفال، بينهم طفل بحالة خطرة انتشلته فرق الدفاع من تحت الأنقاض.

إلى ذلك، قال الناشط حازم الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن أربعة مدنيين، بينهم طفلان، قضوا جراء غارات جوية وقصف مدفعي من قوات النظام السوري على مدن وبلدات دوما وعربين وحمورية وسقبا وكفربطنا في غوطة دمشق الشرقية.

وأسفر القصف أيضا، عن وقوع عشرات الجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلا عن وقوع أضرار مادية في الممتلكات.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بمقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين نتيجة قصف مدفعي من قوات النظام السوري على الطريق الواصل بين بلدتي زمرين وسملين في ريف درعا الغربي.

وفي حماة، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن مقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة بقصف جوي من الطيران الروسي على مدينة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي الغربي.

وكان الطيران التابع للنظام السوري قد استهدف، مساء أمس، بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي ببرميل يحوي غازات سامة، ما أدّى إلى إصابة نحو عشرين مدنياً بحالات اختناق، كما أُصيب أكثر من عشرة مدنيين آخرين بحالات اختناق أيضاً جرّاء استهداف مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي ببرميل يحوي غازاً ساماً.






ذات صلة

الصورة
عائلة غنام في عزمارين السورية تعيش ألم الزلزال (عامر السيد علي/ العربي الجديد)

مجتمع

مضى عام على كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية والجنوب التركي، وخلف معاناة لدى الناجين منه، خاصة العوائل التي فقدت أفراداً منها.
الصورة
تحقيق غزة

تحقيقات

يكشف التحقيق كيف استهدفت روبوتات إسرائيلية قاتلة مدنيين غزيين تمت عمليات تصفيتهم في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر
الصورة
نزوح جديد لسكان مخيم أهل سراقب شمال غرب سورية (عدنان الإمام)

مجتمع

غادر نازحو مخيم "أهل سراقب" في ريف إدلب شمال غربي سورية، مخيمهم من دون رجعة، إلى مخيم جديد، اليوم الاثنين، بعد أن أحرقت قنابل الطائرات الحربية مخيمهم وتسببت بمقتل 5 من سكانه وجرح آخرين قبل عدة أيام.
الصورة
إدلب1

تحقيقات

يجيب تحقيق "العربي الجديد" عن سؤال، لماذا لم يتمكن السوريون من تفادي عمليات القصف التي تستهدف المدنيين منذ بداية الحرب وحتى اليوم؟ إذ فشلت محاولاتهم في الاحتماء بالأقبية والمغارات والأنفاق التي حفروها