طهران تشهر ورقة الضحايا العراقيين بوجه واشنطن
قتل الجيش الأميركي آلاف العراقيين(لوكاس جاكسون بول/Getty)
قال مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم الجمعة، إن أحزاباً موالية لإيران وفصائل مسلحة مختلفة باشرت منذ أيام بتسمية محاميين محليين للبدء بتحريك ملف عشرات الآف العراقيين الذين قتلوا إبان الاحتلال الأميركي للبلاد 2003 ـ 2011، في خطوة اعتبرها مراقبون مناكفة إيرانية لواشنطن داخل الساحة العراقية.
ووفقاً لمصادر حكومية عراقية بارزة في بغداد، فإن الجناح اليميني داخل التحالف الوطني الحاكم، والذي يتزعمه زعيم حزب الدعوة الإسلامية، نوري المالكي، كلف 12 محامياً بإجراءات التحرك لرفع دعاوى قضائية ضد الجيش الأميركي للمطالبة بتعويض واعتذار.
وأكدت المصادر ذاتها، أن التحرك يشمل دولاً غربية أيضاً من غير المعلوم ما إذا سينجح حراكهم في قبول الدعاوى القضائية تلك التي من بينها محكمة العدل الدولية.
تلك المعلومات، أكدتها مصادر من داخل البرلمان العراقي، قالت إن الحراك جاء بعد لقاء جمع السفير الإيراني الجديد إيرج مسجدي مع زعماء أحزاب سياسية معروفة بولائها لإيران.
وقال عضو في البرلمان العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "فتح الملف مناكفة لواشنطن من قبل إيران ومحاولة لفتح ملفات حساسة تتعلق بالعراقيين قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب".
ولفت إلى أن "الغريب في الموضوع هو أن غالبية الضحايا الذين يتحدثون عنهم هم من سكان مدن شمال وغرب العراق، وقتلت المليشيات وأجنحة تلك الأحزاب وحكومة المالكي نفسه أضعافهم"، وفقاً لقوله.
ولا يوجد إحصاء أو أرقام دقيقة حول عدد الضحايا العراقيين، الذين قتلوا على يد الجيش الأميركي، إبان الاحتلال الذي دام ثماني سنوات فعلية، إلا أن منظمات محلية تقدر عدد المدنيين بأكثر من 100 ألف مدني قتلوا على يد الأميركيين بشكل مباشر، في حين تشير سجلات وزارة الصحة العراقية إلى أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير.
من جانبه، أكد القيادي في حزب "الدعوة" والنائب بالبرلمان العراقي محمد الصيهود، الموضوع، مبيناً في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن الحكومة أهملت الملف بالكامل ويجب تقديم شكاوى ضد الولايات المتحدة بالمحاكم الدولية لمقاضاتها".
وأضاف أن الأميركيين اعترفوا أكثر من مرة بجرائم قتل عراقيين ويجب أن يدفعوا تعويضاً عن ذلك".
