تصعيد عسكري بين الجيش التركي وفصيل كردي شمال سورية

تصعيد عسكري بين الجيش التركي وفصيل كردي شمال سورية

27 ابريل 2017
تطور الخلاف إلى مرحلة الصدام العسكري(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
تطوّر الخلاف بين تركيا من جهة، وحزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية في سورية من جهة ثانية، إلى مرحلة الصدام العسكري المباشر، في ظل مؤشرات على نيّة أنقرة القيام بعمل واسع النطاق ربما يستهدف مواقع في شمال العراق وسورية، تقول إنها تحولت إلى معاقل لمقاتلي الطرفين الكرديين.


وتبادل الجيش التركي والوحدات الكردية، الأربعاء، القصف المدفعي، على الحدود السورية التركية، بعد يوم من قصف جوي تركي على مقر للوحدات في منطقة المالكية، شرقي القامشلي، أسفر عن مقتل نحو عشرين من عناصر الوحدات الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.

 وذكرت مصادر صحافية في القامشلي أن عدة قذائف تركية سقطت في محيط مدينة الدرباسية الواقعة على الحدود السورية التركية، الأربعاء، لم تؤد إلى سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين، مشيرة إلى أن عمليات نزوح بدأت باتجاه مدينة عامودا في ظل مخاوف من عملية تركية برية.

وأفادت مصادر إعلامية بأن الوحدات الكردية دمّرت دبابة تركية تقول الوحدات إنها حاولت الدخول إلى مناطق سورية تقع تحت سيطرتها، مشيرة إلى مقتل جندي تركي، وإصابة ثلاثة آخرين في الاشتباكات. ونقلت وكالة "الأناضول" عن الجيش التركي تأكيده أنه رد "بالمثل" على قذائف هاون استهدفت 3 مخافر حدودية في ولاية ماردين (جنوب شرق)، أُطلقت الأربعاء، من مناطق سيطرة الوحدات الكردية في شمال سورية. ونقلت الأناضول عن مصادر أمنية تركية، أن "قذائف هاون أطلقت من منطقة الدرباسية، التابعة لمحافظة الحسكة (شمالي سورية)، والخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، استهدفت 3 مخافر حدودية تابعة لقضاء كيزيل تبة، بماردين.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتداداً سوريّاً لحزب العمال الكردستاني المدرج ضمن التنظيمات الإرهابية. وتسيطر الوحدات الكردية على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سورية، ويتمركز ثقلها العسكري في محافظة الحسكة التي يقطنها عدد كبير من أكراد سورية. كما تتمركز الوحدات الكردية في ريف الرقة الشمالي، وريف حلب الشمالي الشرقي، وخاصة في عين العرب، ومنبج. وتفرض الوحدات الكردية سيطرة كاملة على مدينة عفرين وريفها الواسع في شمالي غربي حلب، غير بعيد عن الحدود السورية التركية.


ويعمد الطيران التركي بين فينة وأخرى إلى استهداف مواقع للوحدات في محيط مدينة عفرين، في محاولة لمنع أي تمدد لها في تلك المنطقة. وكانت مصادر تركية مطلعة ذكرت لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش التركي على وشك البدء بعملية عسكرية من أجل تطهير منطقة سنجار العراقية من مسلحي حزب العمال الكردستاني"، مشيرة إلى أن أنقرة تنوي "إعادة ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، إلى مكانه السابق في منطقة قره قوزاق، في شمال شرقي حلب" والتي تقع الآن تحت سيطرة الوحدات الكردية.

وترتبط الوحدات الكردية مع التحالف الدولي بعلاقة شراكة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية، حيث تخوض معارك ضد التنظيم في ريف الرقة في إطار عملية "غضب الفرات" التي بدأت أواخر العام الفائت.

وفي هذا الصدد، يرى مستشار رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، سيهانوك ديبو، أنه من غير الصواب توجه وحدات حماية الشعب، وعموم قوات سورية الديمقراطية (قسد) لتحرير الرقة ودير الزور، والأظهر مكشوفة، وكذلك الرؤوس لطيران "الاحتلال التركي"، وفق قوله. واعتبر في حديث مع "العربي الجديد"، أن قصف الطيران التركي، الثلاثاء، للمقر العام للوحدات الكردية "خطوة عدائية"، وفق قوله.

 وتحاول الوحدات الكردية الاستفادة من التحالف الدولي لإيقاف أي عمليات عسكرية واسعة النطاق تستعد أنقرة للقيام بها شمال سورية، في الوقت الذي تؤكد الحكومة التركية أنها ماضية في خطة تستهدف القضاء على كل ما تعتبره خطرا على أمنها القومي، وتأمين حدودها الجنوبية، ما يفتح الباب أمام تصعيد في الشمال السوري.



المساهمون