منسّقة حملة ميلانشون: على فرنسا الاعتراف بفلسطين

منسّقة حملة ميلانشون: على فرنسا الاعتراف بفلسطين

21 ابريل 2017
جيرار وميلانشون خلال إحدى الفعاليات في باريس(برتراند غواي/فرانس برس)
+ الخط -
تكشف شارلوت جيرار، وهي منسقة حملة مرشح حركة "فرنسا غير الخاضعة"، جان لوك ميلانشون، في حوار تنشره اليوم الجمعة الصحيفة الإلكترونية، OrientXXI، على موقعها الإلكتروني، الخطوط العريضة لبرنامج ميلانشون الرئاسي حيال المنطقة العربية. وتقول جيرار إن ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تضمّنها البرنامج الانتخابي للمرشح اليساري، تحت عنوان "المستقبل المشترك"، ينطلق من الرؤية التي تفيد بأن الحروب الإقليمية تؤثر دائماً على استقرار فرنسا، وبالتالي على باريس أن تمتلك "صوتها المستقل ورفض الوقوع في الفخ الذي يترجم بأفكار صدام الحضارات" بين الغرب والإسلام مثلاً، من هنا على فرنسا بلورة سياستها الخارجية المستقلة عن الدبلوماسية الأميركية.

وتقول جيرار إن برنامج ميلانشون يعتبر أن الحرب في ليبيا (2011) كانت "خطأ استراتيجياً" لأنها تجاوزت مجلس الأمن الدولي، لتخلص إلى أنه على باريس أن تُخرج التدخل العسكري الذي لا يحمل غايات سياسية من أدوات عملها الخارجية، وإعادة النظر بتحالفاتها والقطع مع المصلحة المالية التي توجه قدراتها السياسية. وفي حين ترفض جيرار التعاطي العسكري الأوروبي مع مسألة المهاجرين السريين وضبط الحدود الأوروبية في وجه اللاجئين، تشدد على ضرورة معالجة أسباب الهجرات الجماعية، والتعاطي مع منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انطلاقاً من الرغبة المشتركة في التقدم، وتنفيذ مشاريع ملموسة، بيئياً واقتصادياً وتنموياً وإعلامياً وتربوياً وأمنياً ــ مدنياً مع بلدان هذه المنطقة.


وتنتقد منسقة حملة ميلانشون اكتفاء فرنسا بالتنديد بمقتل المدنيين السوريين والتغاضي عن اليمنيين الذي يُقتلون على يد حلفاء حاليين لفرنسا. كما تنتقد جيرار ما تسميها "المواقف المنفصلة عن الواقع" التي تتخذها فرنسا من نوع رفض أي تفاوض سياسي قبل رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد. من هنا، تعتبر جيرار أن فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتبعت سياسة لم تؤدّ سوى إلى تعزيز تفتيت الدول، لذلك يقترح مشروع ميلانشون في الشرق الأوسط، خصوصاً في سورية واليمن، وضع ثقل فرنسا في خدمة الحلول السياسية، وفي مقدمة هذه الملفات فلسطين وإسرائيل، من خلال الاعتراف بدولة فلسطين.

ويقترح برنامج ميلانشون في هذا السياق التشديد على شرعية الأطراف الأضعف وحقوقها. وحول الحرب العالمية على الإرهاب، وتنظيم "داعش"، تعتبر جيرار أن هذه الحرب لاقت فشلاً ذريعاً ولم تستفد منها إلا اللوبيات العسكرية ــ الصناعية. وتعود بجذور الإرهاب اليوم إلى احتلال العراق عام 2003. وتنتقد ما تسميه "الأسطورة الأميركية" التي ترى أن "داعش" ولد من رحم الأزمة السورية وأنه من إنتاجات النظام السوري، لتخلص إلى القول إن القصف المكثف لا يؤدي سوى إلى ضحايا مدنيين بشكل هائل وتقسيم المجتمعات في ظل غياب أجندة سياسية للحرب ضد الإرهاب في إطار التكتيك من دون إستراتيجية. وتقدم جيرار نظرة حملة ميلانشون لجذور الإرهاب التي تختصرها بالأصول الإيديولوجية أكثر منها الدينية، والاجتماعية ــ الاقتصادية ــ الجيوسياسية، وهي جميعها عوامل تطورت بفعل الحروب الأميركية برأي جيرار. ولكي تكون الحرب على الإرهاب ناجحة، علينا أن نرفض تصوير المعركة في بلدنا على أنها بين المسلمين وغير المسلمين، وهو ما يحاول أن يدّعيه "الجهاديون". من هنا، تتعهد جيرار بأن يكون جان لوك ميلانشون رئيس السلم الأهلي وليس رئيساً لمشهد الخوف على حد تعبيرها.

ورداً على سؤال حول الإمكانية التي تتيحها دولة إسرائيل للشباب اليهود في العالم ممن لا يحملون الجنسية الإسرائيلية بالتجند في الجيش من دون أن يصبحوا "مواطنين إسرائيليين"، وانضمام عدد من الشباب الفرنسيين إلى هذا البرنامج، تقول جيرار إن الموضوع يحمل مشكلة أخلاقية قبل أي شيء آخر في انضمام شاب فرنسي إلى جيش أجنبي. ثم تلفت جيرار إلى أن برنامج حملة ميلانشون ينص على إعادة النظر في شروط السماح بانضمام مواطن فرنسي إلى جيش أجنبي، وتعترف أن البرنامج لا يتوقف عند الحالة الإسرائيلية بشكل خاص. لكنها ترفض من حيث المبدأ أن يرتكب هؤلاء الفرنسيون الذي يحاربون في الجيش الإسرائيلي مخالفات للقانون الدولي، وتعتبر أنه في حال ارتكبوا مثل هذه المخالفات، فيجب أن تتم محاكمتهم أمام القضاء الفرنسي.