"حزب الله" ينظّم جولة للإعلام جنوبي لبنان: إسرائيل تتحصن

"حزب الله" ينظّم جولة للإعلام جنوبي لبنان: إسرائيل تتحصن

الناقورة (جنوب لبنان)

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
20 ابريل 2017
+ الخط -
نظّم مكتب العلاقات الإعلامية في "حزب الله" جولة إعلامية لحوالى 100 صحافي يمثلون أكثر من 50 وسيلة إعلامية محلية وعربية ودولية على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة في منطقة الناقورة، اليوم الخميس. وتخلل الجولة شرح قدّمه ضابط في الحزب لبعض الوقائع العسكرية والجغرافية في المنطقة التي تشرف عليها عشرات المواقع العسكرية الإسرائيلية المقابلة.

ترجل الضابط في "حزب الله" اللبناني "إيهاب" (اسم عسكري) من السيارة رباعية الدفع التي تقله برفقة الوفد الإعلامي المحلي والأجنبي الكبير في منطقة الناقورة على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وأشعل سيجارة. دخنها بسرعة بانتظار عودة المصوّرين من قرب موقع "جل العلام" التجسسي الإسرائيلي الذي حاولت قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" منع الصحافيين من الوصول إليه، ولكن دون جدوى. أنهى المصورون والمراسلون عملهم قرب الموقع، على وقع النقاش الذي دار بين عناصر من جهاز استخبارات الجيش اللبناني والضابط الإيطالي العامل ضمن قوات الطوارئ حول حدود ولايتهم وصلاحياتهم ضمن الأراضي اللبنانية الواقعة داخل الخط الأزرق الدولي. وتم استكمال الجولة برفقة العقيد في الجيش اللبناني أنيس خوري، من "مديرية التوجيه".


رافق "إيهاب" الوفد الإعلامي الذي دعاه "حزب الله" للقيام بجولة على المنطقة الحدودية الجنوبية "للاطلاع على الإجراءات الوقائية والإنشاءات الدفاعية التي أقامتها قوات الاحتلال على الحدود مع لبنان"، بحضور مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، محمد عفيف. هدف الجولة أعلنه عفيف خلال الاجتماع الصباحي في مبنى بلدية الناقورة، عبر اتهام إسرائيل بـ"مواصلة التحضيرات الهندسية لمواجهة مقبلة مع المقاومة في لبنان". وأكد المسؤول في "حزب الله" أن "الإجراءات الإسرائيلية الجديدة" ذات طبيعة دفاعية وليست هجومية، لأن "التقديرات الإسرائيلية تُرجّح تقدّم مقاتلي المقاومة من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة الجليل الفلسطينية". واعتبر أن "الجولة تشكل استعراضاً ميدانيّاً لخطاب الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الذي تحدث فيه عن تصعيد إسرائيلي على الحدود وجهوزية قوة الردع في المقاومة للرد وتحقيق الانتصار".



تحدّث الضابط "إيهاب"، باللهجة نفسها، تاركًا الأسئلة "السياسية" التي طرحها الإعلاميون عليه لقيادة الحزب. وقف إيهاب قرب موقع تنفيذ عملية اللبونة في أغسطس/آب 2013 التي جُرح فيها 4 عسكريين إسرائيليين، بعد تفجير "حزب الله" عبوات مزروعة قرب المنطقة الحدودية بدورية حاولت التسلل داخل الأراضي اللبنانية. من تلك النقاط تحدث عن "اتخاذ القوات الإسرائيلية تدابير دفاعية جديدة طوال الأشهر الماضية في محيط مواقعها العسكرية والمستوطنات الحدودية مع لبنان، ظناً منهم أنها ستحميهم خلال أي مواجهة مقبلة مع المقاومة".


وعدّد الضابط هذه الإجراءات، التي تبدأ على بعد عشرات الأمتار من الموقع نفسه وصولاً إليه، وهي: "استحداث منحدرات عميقة تمتد لكيلومترات حول المواقع تتفاوت ارتفاعاتها بين 7 و15 متراً، ثم أسلاك إلكترونية ترصد الحركة وتنقلها إلى مركز قيادة، ثم بعدهما الطريق العسكري الخاص بالدوريات،​ ثم السياج المصمم لصد الصواريخ التي قد تستهدف الموقع في أي هجوم، وأخيراً أبراج المراقبة التي يعتليها الجنود داخل المواقع، وتتصل بأبراج مراقبة وتنصت".



استعرض "إيهاب"، في الجولة، 4 مواقع إسرائيلية على الحدود، تعتمد كلها باقة الإجراءات الأمنية الجديدة، وهي: "موقع حانيت في منطقة اللبونة، وموقع تلة النمر (المعروف بالنقطة صفر)، في اللبونة أيضاً، وموقع "جل العلام" الخاص بالتنصت والتشويش، وموقع التلة الحمرا". ونقلت بعض المحطات اللبنانية جزءاً من الشرح الذي قدمه الضابط في الحزب على الهواء مباشرة وللمرة الأولى.


ويؤكد "إيهاب" لـ"العربي الجديد"، أن ظهوره على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وداخل المنطقة الخاضعة للقرار الدولي 1701 (يُحظّر أي تواجد عسكري خارج إطار أجهزة الدولة اللبنانية على الحدود مع فلسطين المحتلة)، "لا يشكل أي خرق للقرار الدولي". ولدى سؤاله عن الأمر، يجيب بسؤال: "وهل أنا مسلح ليُشكل وجودي حرجاً؟". يشير "إيهاب" خلال حديثه إلى موقع "حانيت" الإسرائيلي، ويؤكد أنه "ساقط عسكرياً"، ومعه "المستوطنة (شلومي) التي يسكنها حوالى 4 آلاف مستوطن".

يعود الضابط الثلاثيني سريعاً إلى لهجته العسكرية عند سؤاله عن الإجراءات المقابلة للحزب، ويكتفي بالقول: "إجراءات المقاومة للمقاومة، ونحن جاهزون ومشتاقون للحرب". ولم يكن الضابط "إيهاب" أول العسكريين التابعين للحزب الذين شاهدهم الإعلاميون في الجولة، إذ "صودف" انتشار حوالى 20 مقاتلاً من الحزب معظمهم صغار السن في بستان قرب الطريق العام بجوار مبنى البلدية. حمل هؤلاء رشاشات خفيفة ومتوسطة وقاذفات صواريخ مضادة للدروع، وصاروخاً واحداً مضاداً للطيران محمولاً على الكتف.

رسائل سياسية وميدانية

حملت الجولة الإعلامية الثانية للحزب (الأولى في منطقة القلمون السورية العام الماضي)، والأولى في الجنوب اللبناني، مجموعة رسائل سياسية مرتبطة بالداخل اللبناني وبالإقليم. داخلياً، تُعيد الجولة التأكيد على انتشار "حزب الله" على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، والتي تمتد لحوالى 78 كيلومتراً من الساحل غرباً، حتى الحدود السورية شرقاً، كـ"مقاومة" مُعترف بها رسميّاً من خلال البيان الوزاري للحكومة، ومواقف رئيس الجمهورية الجديد، ميشال عون، حول "أهمية سلاح حزب الله في مواجهة إسرائيل". كما تحمل الجولة رسائل إلى الجانب الإسرائيلي عن متابعة الحزب كافة الإجراءات الجديدة المُتخذة في المنطقة الحدودية، وتقديم أقراص مدمجة للإعلاميين تتضمن مقاطع فيديو صورها جهاز "الإعلام الحربي" التابع للحزب لعملية تحصين المواقع الإسرائيلية، ولقطات مقارنة بين المواقع قبل التحصين وبعده.


كما يحاول الحزب من خلال تلك الجولة تأكيد مزاعمه بشأن عدم تأثير المعارك التي يخوضها مقاتلوه إلى جانب النظام في سورية على انتشاره جنوبي لبنان.

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.