رسائل ترامب لطهران

رسائل ترامب لطهران

17 ابريل 2017
تراجع ترامب عن تمزيق الاتفاق النووي (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -

لم تنل طهران حتى الآن نصيبها من التصعيد الأميركي. فبعد ضربات توماهوك على سورية، وقصف أفغانستان بـ"أم القنابل"، وتحريك ثلاث حاملات طائرات أميركية باتجاه شبه الجزيرة الكورية، لم تلوّح إدارة دونالد ترامب بالخيار العسكري في وجه إيران. اكتفت الإدارة الأميركية بالتصعيد الكلامي ضد طهران، في الوقت الذي تراجع فيه ترامب عن تمزيق الاتفاق النووي الذي وقّعه سلفه باراك أوباما ووصفه الرئيس الأميركي الحالي بـ"الأسوأ في التاريخ". في ظل تجنّب القيادة الإيرانية الاصطدام مع ترامب.
لا تريد الإدارة الأميركية أن تنخرط في مواجهة مباشرة مع طهران، الأمر الذي تجنّبته كل الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ ثورة الخميني في عام 1979، ومن غير المتوقع أن يشذّ ترامب عن هذا التوجّه، خصوصاً مع تنامي هيمنة جنرالات البنتاغون على القرار في البيت الأبيض. إلا أن ترامب يريد شيئاً من طهران، يبدو أنه سيحاول أخذه من خلال "التلويح بالعصا" لا استخدامها. والتلويح هنا سيكون في وجه آخرين، لا تجاه المرشد الأعلى علي خامنئي.
كانت العصا من نصيب من حاول استعراض قوته في حقبة ترامب، فالرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون يصعّد ضد واشنطن من خلال تجارب الصواريخ البالستية التي تخيف حلفاء أميركا، كوريا الجنوبية واليابان. والنظام السوري استغل تصريح المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، نيكي هيلي، بعدم أولوية إسقاط بشار الأسد، ليشن هجوماً كيميائياً، رآه ترامب على الأرجح إهانة شخصية له، بعد خط أوباما الأحمر سيئ الصيت.
إيران فهمت الرسالة على ما يبدو، فهي لا تريد أن تواجه رئيساً يصعب التنبؤ بتصرفاته. فعلى عكس ترامب، كان أوباما يعلن تخليه عن "العصا" واكتفاءه بالجزرة، والمفاوضات طويلة النفس، لتحقيق الحد الأدنى من المكتسبات. من المؤكد أن ترامب لا يفعل هذا اليوم.
ترامب يلوّح بكل ما يستطيع من قوة، لفرض أجندته على مناوئيه، وهي لعبة خطرة، إذ لا يمكن التراجع عنها، والتصعيد سيخلق المزيد من التصعيد والتوتر. على الأرجح لن يهدد ترامب باستخدام القوة ضد طهران، حتى لا يجبر على تنفيذ تهديداته. لكنه سينفذ تلويحه بالقوة، واستخدامها، ضد سورية وكوريا الشمالية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لتسجيل أهداف مجانية في شباك إيران.