القوات العراقية على مشارف "الموصل القديمة"

القوات العراقية على مشارف "الموصل القديمة"

10 مارس 2017
القوات العراقية تتقدّم في أحياء الموصل (محمد صوّاف/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي واصلت فيه القوات العراقية تقدمها في الجانب الأيمن للموصل، بإسناد من طيران التحالف الدولي، باشر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) استخدام السيارات المفخخة، لعرقلة تقدم القوات المشتركة التي وصلت إلى مشارف المدينة القديمة بالموصل، المحاذية لنهر دجلة من الجانب الغربي، بعد فرض سيطرتها على كامل حيي الدواسة والدندان، اللذين يضمان المجمع الحكومي وعدداً من المؤسسات الحكومية الأخرى، وفقاً لمصادر عسكرية عراقية.

في هذا السياق، أكد مصدر في قيادة العمليات المشتركة، أن "القتال مستمر في أطراف منطقة الموصل القديمة، بين الأزقة والشوارع بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة"، كاشفاً في حديث لـ "العربي الجديد" عن "مشاركة الطيران الأميركي في عمليات الدعم الجوي بطائرات إف 16 أميركية وطائرات الأباتشي المروحية". وأضاف أن "ستة سيارات مفخخة انفجرت أمام قوات الشرطة الاتحادية، وقوات التدخل السريع خلال المعارك، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر القوات العراقية المشاركة في العملية".

وقد واصلت القوات العراقية هجومها على الأحياء الغربية في مدينة الموصل من أربعة محاور، وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب عن فرض سيطرتها على حي المعلمين ومنطقة السايلو، منطلقة في هجومها من منطقة حي الشهداء. ولفت المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "قوة من الجهاز تمكنت من تحرير حيي المعلمين والسايلو في الساحل الأيمن للموصل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها". كما أفاد العقيد عبد الكريم المحمداوي من قوات التدخل السريع في تصريح صحافي، بأن "قوات التدخل السريع باشرت هي الأخرى تقدمها في حي العكيدات، المجاور لمنطقة الموصل القديمة".

في موازاة ذلك، شنّت قوات الشرطة الاتحادية هجوماً آخر استهدف السيطرة على منطقة جامع الحدباء، الواقع وسط منطقة الموصل القديمة، وأكد العقيد عبد الرحمن الخزعلي من قوات الشرطة الاتحادية، بأن "القوات العراقية بدأت تقدمها باتجاه وسط منطقة الموصل القديمة، بعد إحكام السيطرة على منطقة الدواسة، وتحصين مواقع القوات العراقية والمجمع الحكومي الذي سيطرت عليه القوات الأمنية أخيراً". ولفت إلى أن "قوات الشرطة الاتحادية تقف على مسافة 500 متر فقط عن منارة جامع الحدباء الأثري الشهير وسط الموصل". وتوقع مسؤولون عسكريون احتدام المعارك مع تقدم القوات العراقية في المناطق التي تشهد كثافة سكانية، تحديداً المدينة القديمة، التي لجأت أليها أغلب العائلات التي لم تتمكن من النزوح من المناطق التي دخلت إليها القوات الأمنية في جنوب غربي الموصل.



في غضون ذلك، واصلت قوات الجيش مدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي"، هجومها على القرى والنواحي الواقعة شمال غربي الموصل، بعد أن تمكنت في وقت سابق من السيطرة على الطريق الرابط بين مدينة تلعفر ومناطق غرب الموصل، وكذلك السيطرة على سجن بادوش. وأعلن ضابط في قوات الفرقة التاسعة المدرعة لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الجيش تمكنت خلال اليومين الماضيين من تحرير ثلاث قرى غرب الموصل، بمساندة طيران التحالف الدولي وقوات الحشد الشعبي". وأوضح أن "القرى التي تمت السيطرة عليها، هي قرى تل الريس والريحانية والصابونية، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها قوات الجيش، أسفرت عن مقتل 60 عنصراً من داعش وتفجير خمس مركبات مفخخة".

من جهة ثانية، تسببت عمليات القصف المكثف التي شنتها طائرات التحالف الدولي ومدفعيات الجيشين الأميركي والعراقي بدمار واسع في البنى التحتية والمباني الحكومية ومنازل المواطنين في مناطق غرب الموصل، وأكد مصدر محلي لـ"العربي الجديد" احتراق وتدمير "أجزاء كبيرة من مستشفى نينوى الأهلي في منطقة العكيدات، التي ما زالت تشهد معارك ضارية بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم داعش". وذكر سكان محليون لـ"العربي الجديد"، أن "ألسنة النار ارتفعت من مبنى المستشفى طيلة ليل الأربعاء ـ الخميس، بعد استهدافها من قبل غارة لطيران التحالف الدولي خلال المعارك التي يشهدها الحي". كما أفاد السكان عن "تعرض مئات المنازل لدمار واسع نتيجة القصف".

في هذا الإطار، كشف طبيب يعمل في مركز طبي ميداني في جنوب الموصل، لـ"العربي الجديد" أن "غارات لطيران التحالف الدولي وقصفاً بقذائف المدفعية، خلّفا عدداً من القتلى والجرحى من سكان حي العامل"، مشيراً إلى "وجود عدد من جثث القتلى تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف".

من جهته، ذكر عضو مجلس محافظة نينوى، زهير الجبوري، لـ "العربي الجديد"، أننا "نتلقى الكثير من المناشدات لإنقاذ عائلات تحت الأنقاض في مناطق الجانب الأيمن من الموصل"، مؤكداً أن "بعض المنازل دُمّرت بسبب الضربات الجوية وأخرى بمفخخات داعش. وقد بقيت بعض العائلات محاصرة تحت أنقاض منازلها أياماً عدة بعد تعذّر الوصول إليها وإخراجها".

في غضون ذلك، واصلت مئات الأسر نزوحها من مناطق غرب الموصل، باتجاه مناطق سيطرة القوات الأمنية في جنوب الموصل، بعد أن قطعت العائلات النازحة مسافة 12 كيلومتراً سيراً على الأقدام وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة".

من جانبه، أفاد الضابط في قوات الشرطة الاتحادية، أثير محمد، في تصريح صحافي أن "قوات الشرطة الاتحادية تستقبل أكثر من 1500 نازح بشكل يومي من مناطق غرب الموصل". وأضاف أن "قوات الشرطة الاتحادية تقوم بنقل العائلات النازحة بالمركبات العسكرية، نحو مخيمات النازحين في مناطق حمام العليل والقيارة بعد خروجها من مناطق وادي حجر والمأمون والطيران". وبحسب تقارير منظمات دولية فقد فرّ أكثر من 60 ألف شخص من سكان المناطق الغربية لمدينة الموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية في 19 فبراير/شباط الماضي لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي للمدينة.