حي الوعر.. موافقة على تهجير جديد وخلاف على الطريقة

حي الوعر.. موافقة على تهجير جديد وخلاف على الطريقة

09 مارس 2017
روسيا تهدد علناً بإبادة الحي (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن المعارضة السورية في حي الوعر وافقت على الخروج من الحي بعد جولة من المفاوضات مع وفد يضم ممثليْن عن روسيا وممثل عن النظام السوري، وجاءت الموافقة بعد التهديد العلني من الموفد الروسي بإبادة الحي.

وقالت المصادر إن اللجنة الممثلة للمعارضة في حي الوعر لم توقع على ورقة الاتفاق إلى الآن، مشيرة إلى وجود خلاف على كيفية الخروج من الحي، حيث تطلب روسيا من المعارضة الخروج بشكل فوري وسريع إلى ثلاث مناطق هي "إدلب، جرابلس، ريف حمص الشمالي".


كما طلبت روسيا خروج 3500 مقاتل بسلاحهم فورا من الحي، ودخول كتيبة شيشانيّة إلى الحي أو شرطة عسكرية روسية من أجل ضمان عدم دخول قوات النظام، وبقاء من يريد البقاء من عناصر المعارضة شريطة تسليم سلاحه وعقد مصالحة مع النظام السوري.


في المقابل رفضت لجنة المعارضة الخروج السريع وطالبت بأن يكون الخروج على دفعات ولمدة بين 3-6 أشهر، بالتزامن مع فتح المعابر والسماح بدخول المواد الطبية والغذائية إلى الحي، وضمان عدم المساس بالمدنيين، وتأمين طريق آمن إلى مدينة جرابلس تحديدا.


وأوضحت المصادر أنّ وفداً ممثلا للمدنيين في حي الوعر المحاصر اجتمع مع الناطق باسم القوات الروسية في سورية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، اليوم الخميس، وجاء الاجتماع بطلب روسي بعد جولة المفاوضات مع لجنة الفصائل العسكرية، ولم تتبيّن إلى الآن نتيجة الاجتماع.


وتحدثت المصادر أن كوناشينكوف، وهو المسؤول عما يسمى بـ"مركز حميميم للمصالحة"، هدد لجنة المعارضة أمس بإبادة الحي في حال لم تخرج المعارضة منه، واتهم الحي بإيواء عناصر من "جبهة النصرة"، في حين قامت اللجنة بتقديم أدلة واضحة على عدم وجود "جبهة النصرة" في الحي.


وأكدت المصادر أن المعارضة السورية في الحي أبلغت الطرف الروسي موافقتها على الخروج، مبينة تخوفها من افتعال النظام السوري لمجازر بحق المدنيين في حالة الخروج السريع، وسلمت الجانب الروسي ورقة تضمّنت شروطها وطلبت توقيع النظام عليها كطرف، وتوقيع روسيا كضامن للاتفاق.


وكانت قد توصلت لجنة المفاوضات في الحي مع الوفد الروسي إلى وقف لإطلاق النار كمرحلة أولى لبدء عملية تهجير المعارضة المسلحة والمدنيين من الحي يوم الاثنين الماضي.


ويذكر أن النظام السوري كان قد هجر نحو 225 عنصراً من المعارضة السورية المسلحة مع عوائلهم من حي الوعر إلى ريف حمص الشمالي برعاية الأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي على دفعتين، بعد اتفاق بين لجنة الحي وممثلين عن النظام السوري.


وكانت المعارضة قد توصلت إلى الاتفاق مع النظام مقابل إفراج النظام عن معتقلين في سجونه والكشف عن مصير سبعة آلاف معتقل من أهالي مدينة حمص في سجونه وفتح الطرق وفك الحصار عن الحي ووقف القصف، لكن النظام السوري لم يلتزم بالاتفاق وعاود قصف الحي موقعا عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين.


ويعيش حي الوعر تحت حصار قوات النظام السوري والمليشيات الطائفية منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2013، وهو آخر حي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة في مدينة حمص التي يطلق عليها السوريون اسم "عاصمة الثورة".