صراع دولي على منبج...وقوة أميركية "رمزية" لمنع الاشتباكات

صراع دولي على منبج...وقوة أميركية "رمزية" لمنع الاشتباكات

07 مارس 2017
12 مركبة مصفحة أميركية دخلت منبج(ديلل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
تسلط الأضواء هذه الأيام بشكل متزايد على مدينة منبج السورية، نظراً لتعدد أطراف الصراع، فالأتراك كانوا يتحدثون عن عزمهم السيطرة عليها مع حملة "درع الفرات" لمتابعة الطريق إلى الرقة واستعادتها من يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أما "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فهي بدورها لا تزال تعلن تمسكها بالمدينة، عبر "مجلس منبج العسكري".

وللأهداف ذاتها سلمت قوات حرس الحدود التابعة للقوات النظامية شريط التماس مع "درع الفرات"، في وقت أحضرت فيه الولايات المتحدة الأميركية قوة "رمزية" إلى منبج، لتعلنها منطقة صديقة لا داعي لأن يتقدم إليها أي طرف، والمقصود هنا بشكل رئيسي الأتراك.

من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس، أمس الإثنين، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، إنّ "القوات نُشرت هناك كي تكون إشارة واضحة للردع والطمأنة"، مضيفاً "هذا جهد جديد. هذه المرة الأولى التي يستلزم الأمر فيها أن نقوم بشيء كهذا وهو ضمان أن نكون هناك كرمز واضح إلى تطهير منبج من العدو"، وأنّه "ليست هناك حاجة لزحف الآخرين عليها في محاولات لتحريرها".


ولفت إلى أنّ "القوات المدعومة من تركيا اقتربت من غرب منبج"، موضحاً أنّهم "رأوا أرتال النظام السوري، ووحدات روسية جاءت إلى المنطقة".

ولم يذكر المتحدث عدداً محدّداً للجنود الأميركيين المشاركين، لكنّه قال إنّهم أقل من عشرات، وسيتبادلون التناوب لفترة قصيرة، موضحاً أنّ عدد المركبات المصفحة في المنطقة أقل من 12.

وتابع "أحضرنا قوات إضافية حتى نتمكّن من القيام بهذه التطمينات ومهمة الردع"، مبيّناً أنّ "الجنود الأميركيين لديهم حق الدفاع عن أنفسهم، إلا أنّه ليس لديهم صلاحية الدخول في اشتباكات مع أي قوات في المنطقة".

كما لفت ديفيس إلى أنّ عدد الجنود الأميركيين في سورية يبلغ 503 جنود، مشيراً إلى أنّ هذا العدد قابل للزيادة على ضوء طلب من القادة العسكريين الميدانيين في المنطقة، والذين لديهم سلطة إدخال قوات محدودة لفترة قصيرة.


وفي وقتٍ سابق، قال المتحدث باسم "مجلس منبج العسكري"، شرفان درويش، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هناك قوات أميركية ضمن التحالف الدولي، انتشرت في محيط منبج، ومتواجدة أيضاً على خط وقف إطلاق النار المتفق عليه مع تركيا، وتحت رعاية التحالف".

وبيّن درويش أنها عبارة عن "قوات مراقبة، وكذلك ضمن التزامها تجاه مجلس منبج، حماية منبج من أي تهديد، فتحرير منبج تم بمساهمة ومشاركة فعالة من التحالف".

واعتبر أن الحديث عن تسويات برعاية أميركية لإعطاء منبج أو معبر من تل أبيض إلى الرقة لقوات "درع الفرات"، "كلام فارغ"، بحسب وصفه، قائلًا: "نحن حررنا منبج، وضحينا لأجل تحريرها، وهي الآن تدار من قبل أبنائها وبحماية أبنائها، وسندافع عن منبج ضد أي تهديد ومن أي جهة كانت، ولا صحة لأي حديث غير ذلك، وكلام كهذا تروّج له تركيا، وهو من خيالها".

من جانبها، قالت عضو المكتب الإعلامي في "وحدات حماية المرأة" التابعة لقوات "قسد"، نيروز كوباني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "القوات الأميركية المتواجدة هي على شكل دوريات تتجول في المنطقة لمنع وقوع اشتباكات".

وكان مجلس منبج قد أعلن بعد اشتباك مع مقاتلين من "الجيش السوري الحر" مدعومين من تركيا إلى الغرب من منبج الأسبوع الماضي، عن اتفاق مع روسيا لتسليم قرى على خط المواجهة مع القوات التركية إلى سيطرة النظام السوري، في وقت سبق أن اتفق الروس والأتراك فيه على عدم وقوع اشتباكات بين درع الفرات والقوات النظامية ومليشياتها.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن رؤساء أركان جيوش روسيا والولايات المتحدة وتركيا يجتمعون في تركيا لمناقشة ملفي سورية والعراق، في حين كان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم،  قد أعلن أمس الإثنين، أن بلاده لن تشن هجوماً للسيطرة على مدينة منبج، من دون تنسيق مع واشنطن وموسكو.




المساهمون