النظام السوري يقصف مدينة اللطامنة بغازات سامة

النظام السوري يقصف مدينة اللطامنة بغازات سامة

30 مارس 2017
إطلاق صواريخ تحوي مواد سامة على اللطامنة(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
أُصيب عشرات الأشخاص بحالات اختناق، صباح اليوم الخميس، جرّاء استهداف طائرة حربية تابعة للنظام السوري، مدينة اللطامنة، في ريف حماة الشمالي، بصواريخ محمّلة بغازات سامة.


وقالت مصادر محليّة لـ"العربي الجديد"، إنّ "طائرة حربية من طراز سوخوي 22 تابعة للنظام استهدفت مناطق سكنية في مدينة اللطامنة، ومنطقة الزوار قربها، بصواريخ تحوي مواد سامة، ما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص بحالات اختناق".


وأوضحت المصادر أنّ "المصابين يعانون هياجا وتخريشا في العينين وارتخاء أعصاب، ما يرجح تعرّضهم لمادة الفوسفور العضوي، إضافة إلى ضيق في التنفّس وتوسّع في حدقتي العينين"، مشيرةً إلى أنّ "العدد غير معلوم بسبب كثرة الإصابات وتوزّعها على مستشفيات المنطقة".


وأضافت أنّ "العديد من الحالات الحرجة تمّ نقلها إلى المشافي التركية القريبة، نظراً لغياب الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة في المناطق الشمالية من سورية".


وتستخدم مركبات الفوسفات العضوي في تصنيع العديد من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والعوامل العصبية، وهي واحدة من أنواع الغازات المستخدمة في مكافحة الشغب، وتُصنَّف من وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأميركية ضمن المواد الخطيرة تجاه الإنسان والمخلوقات البرية والحشرات.


وقتل طبيب وأصيب آخرون بحالات اختناق، يوم السبت الفائت، جرّاء قصف جوي بالغازات السامة استهدف مستشفى "اللطامنة الجراحي" في المدينة، لتعلن مديرية صحة حماة، في اليوم نفسه، خروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل.

ويأتي هذا القصف في إطار محاولات تقوم بها قوات النظام لاستعادة المناطق التي خسرتها أمام فصائل المعارضة خلال الأيام الأخيرة. 


وعلى ضوء ذلك، استعادت قوات النظام ومليشياتها السيطرة على قرية أرزة بريف حماة، التي سيطرت عليها المعارضة حديثاً.

وتبعد أرزة نحو خمسة كيلومترات عن مدينة حماة، وتطل على بساتين قرية شرعايا المحاذية مباشرة لحي كازو، أول أحياء المدينة من الجهة الغربية.

وكانت قوات النظام استعادت، الأربعاء، قريتي معرزاف وكفر عميم، وذلك بعد استعادتها  السيطرة على قريتي كوكب في الريف الشمالي الشرقي، وشيزر في الشمال الغربي.

وتساند قوات النظام في المعركة ثماني مليشيات أجنبية ومحلية، أبرزها الحرس الثوري الإيراني، حزب الله اللبناني، وحركة "النجباء" العراقية.

من جانبها، أعلنت "هيئة تحرير الشام" استعادة السيطرة على نقطة استراتيجية في ريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات مع قوات النظام.

وأضافت الحركة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مقاتلي الحركة سيطروا على "النقطة 50"، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من قوات النظام والمليشيات وتدمير آلياتهم.

وتقع النقطة المذكورة فوق هضبة على بعد كلم واحد شمال غربي بلدة قمحانة، ويتيح موقعها كشف مواقع قوات النظام في القرى والبلدات المحيطة، وهي ضرورية للتقدم نحو بلدة قمحانة الاستراتيجية.

 وقال ناشطون إن معارك كر وفر تدور بين الجانبين منذ عدة أيام، وذلك بعد سيطرة قوات المعارضة خلال الأيام الماضية على نحو 20 قرية ونقطة عسكرية، تمكّن النظام من استعادة بعضها حتى الآن. 

 كما قصفت فصائل المعارضة بعشرات الصواريخ، مطار حماة العسكري، في محاولة لوقف إقلاع الطائرات الحربية من المطار.


وكانت فصائل المعارضة أطلقت معركتين ضد مواقع النظام في ريف حماة في 21 آذار/ مارس الجاري، حققت من خلالهما تقدمًا سريعًا، وسيطرت على نحو 15 بلدة وقرية، أبرزها صوران ومعردس وخطاب.


من جهة أخرى، قُتل اثنا عشر مدنياً، خمسة منهم من عائلة واحدة، وأُصيب آخرون، اليوم الخميس، بقصف جوي ومدفعي لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، على ريف مدينة الرقة (شمال شرقي سورية).

وذكرت حملة "الرقة تُذبح بصمت" المختصّة بتوثيق الانتهاكات في المحافظة، أنّ "خمسة مدنيين من عائلة واحدة قُتلوا بقصف جوي لطائرة تابعة للتحالف، على قرية المنصورة، في ريف مدينة الرقة".

وكانت هذه القرية تعرضت قبل أيام لمجزرة كبيرة ارتكبتها طائرات التحالف أيضا، ذهب ضحيتها أكثر من مائة قتيل وجريح، إثر قصف المخبز الوحيد في القرية.

وجاء القصف على المنصورة، بعد ساعات قليلة من استهداف طائرات التحالف قرية الرحيات، شمال مدينة الرقة، ما أوقع ثلاثة قتلى، بينهم طفل، إثر استهدافها سيارة خضار ومغسلا للسيارات.


وذكرت مصادر ميدانية كذلك، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أربعة مدنيين آخرين، بينهم سيدة، قُتلوا، وأُصيب ثمانية آخرون، إثر استهداف مدفعية القوات الأميركية المتمركزة في قلعة جعبر منازل المدنيين في قرية وادي شعبة، شرق مدينة الطبقة، في ريف الرقة الغربي".

وأحصى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل 16 شخصا على الأقل، بسبب ضربات  طائرات التحالف في أماكن مختلفة من ريفي الرقة الغربي والشمالي، منذ ليل الأربعاء.

ويشهد ريف الرقة معارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة، ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" من جهة أخرى، في محاولة من الأخيرة لبسط سيطرتها على المدينة بإسناد من التحالف.

إلى ذلك، قالت إذاعة "بيان" التابعة لتنظيم "الدولة"، إنَّ عناصر التنظيم شنوا هجوماً، الليلة قبل الماضية، على طريق الرقة - الطبقة، قرب مزرعة الصفصافة، وآخر داخل المطار، قرب المدرج الأول والثاني، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف "قوات سورية الديمقراطية".

وتواصلت الاشتباكات، أمس، بين الجانبين على هذا الطريق، حيث يسعى التنظيم إلى تأمين طرق إمداده بين الرقة والريف الحلبي.

في سياق متصل، امتدت مجازر طيران التحالف إلى محافظة دير الزور، حيث قتل وأصيب عشرات المدنيين جراء غارات ليلة الأربعاء - الخميس على بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي.

وذكرت مصادر محلية أن مقاتلات التحالف استهدفت البلدة بأكثر من غارة جوية، مركّزة على معبر البلدة المائي، الذي يستعين به السكان المحليون كبديل عن الجسور الإسمنتية التي دمرها التحالف في وقت سابق.

ويتزامن قصف طيران التحالف مع قصف طيران النظام لحيي الصناعة والعمال، في مدينة دير الزور، إضافة إلى اندلاع اشتباكات بين تنظيم "الدولة" وقوات النظام على أطراف الحيين.

وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة و"قوات سورية الديمقراطية"، فجر اليوم، قرب قرية مرعناز في ريف حلب الشمالي، إثر محاولة الأخيرة التسلل إلى محيط مدينة إعزاز، وسط قصف مدفعي تعرضت له الأحياء السكنية في القسم الشمالي من المدينة.

واستهدف الجيش التركي بعشرات الصواريخ، مواقع عسكرية لـ"قوات سورية الديمقراطية"، في بلدة كفر جنة بمنطقة عفرين، شمال حلب.



ويتزامن ذلك مع إعلان مجلس الأمن القومي في تركيا، انتهاء عملية "درع الفرات"، التي سيطرت خلالها فصائل المعارضة المدعومة من تركيا على مواقع تابعة لتنظيم "الدولة" و"قوات سورية الديمقراطية" في ريف حلب الشمالي.

وفي جنوب البلاد، قتلت سيدة وأُصيب آخرون جراء قصف لقوات النظام أحياء درعا البلد، بعشرات صواريخ أرض - أرض وقذائف المدفعية، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة وقوات النظام في حي المنشية بدرعا البلد، أسفرت عن قتل وجرح خمسة عناصر من قوات النظام.

ويتزامن ذلك، مع إعلان "جيش أسود الشرقية"، التابع لـ"الجيش السوري الحر"، طرد تنظيم "الدولة" من كامل ريفي دمشق والسويداء المتاخمين للبادية السورية، مؤكداً نقل المعركة إلى منطقة المحسا في ريف حمص، لفك الحصار عن القلمون الشرقي.

وذكر جيش "أسود الشرقية"، في بيان له، أنه سيطر خلال المرحلة الثالثة من معركة "سرجنا الجياد" على مناطق رجم الدولة، الساقية، الدياثة، الكراع، تل أصفر، رجم البقر، بير قنيان، بير العورة، الأصفر، شنوان، في ريف السويداء.

وأضاف البيان أنه تمت السيطرة أيضاً على مناطق "بئر القصب وجبلي دكوة والمكحول في ريف دمشق"، داعياً أهالي تلك المناطق للعودة إلى مناطقهم، مؤكداً نقل المعركة إلى منطقة المحسا وريف حمص، لفك الحصار عن القلمون الشرقي.