معركة الموصل: اجتماعات في بغداد لمنع مجزرة جديدة

معركة الموصل: اجتماعات في بغداد لمنع مجزرة جديدة

30 مارس 2017
عملية إجلاء النازحين تواجه مشاكل كبيرة (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
من المقرر أن تشهد العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الخميس، اجتماعاً موسعاً بين قيادات التحالف الدولي والجانب العراقي لمناقشة حسم معركة الساحل الأيمن لمدينة الموصل، وفقاً لمصادر عسكرية عراقية، قالت لـ"العربي الجديد"، إن الأحياء الاثني عشر المتبقية من أيمن الموصل حشر فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أكثر من 300 ألف مدني، ما يجعل من إمكانية وقوع مجزرة جديدة أمراً وارداً جداً، وهو السبب الرئيس لهذا الاجتماع المنتظر.
وقال مسؤول عسكري عراقي في رئاسة أركان الجيش، لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع سيناقش محاور عدة، أولاً كيفية تخليص السكان وسحبهم من مناطق سيطرة "داعش"، والثاني إمكانية فتح محور شمال غرب الساحل الأيمن باتجاه منطقة حاوي الكنيسة بهدف تضييق الخناق على التنظيم، فضلاً عن مناقشة التنسيق في الطلبات العراقية بقصف مواقع "داعش" بعد خطأ المجزرة في الموصل الجديدة الأسبوع الماضي.
ومن المقرر وفقاً لمعلومات لـ"العربي الجديد"، أن يحضر الاجتماع مسؤول الجانب الإنساني وعمليات الإغاثة في خطة تحرير الموصل العميد الركن أحمد كمال، في بادرة هي الأولى من نوعها قد تشي بوجود اهتمام أكبر بحياة سكان الموصل بعد فاجعة مقتل 550 مدنياً بقصف جوي على منطقة الموصل الجديدة قبل أيام. كذلك ستتم مناقشة جدية لإيقاف استخدام السلاح الثقيل في المعارك، خصوصاً داخل الأزقة الضيقة.
في غضون ذلك، صعّد تنظيم "داعش" من عمليات قصفه مناطق شرق وجنوب غرب الموصل، بالتزامن مع تضييق القوات العراقية الخناق على عناصره في منطقة الموصل القديمة وسيطرتهم على مناطق جديدة تقع في جوار منطقة الموصل القديمة التي تشهد حرب شوارع ضارية منذ أكثر من أسبوعين. وأكدت مصادر محلية في مدينة الموصل مقتل وجرح العشرات من المدنيين بقصف عشوائي بقذائف الهاون نفذه عناصر تنظيم "داعش" الذين ما زالوا يفرضون سيطرتهم على عدة مناطق في الجانب الغربي لمدينة الموصل. كذلك قُتل سكان آخرون بقصف مماثل نفذته القوات العراقية واستهدف المناطق الغربية لمدينة الموصل، على الرغم من إعلان قيادات عسكرية عراقية وقف عمليات القصف العشوائي على خلفية الكشف عن مقتل مئات المدنيين بغارات جوية في منطقة الموصل الجديدة قبل عدة أيام.
وأعلن مصدر طبي في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد" أن "ما لا يقل عن عشرة أشخاص من سكان مناطق شرق الموصل قُتلوا إثر سقوط قذائف هاون وصاروخ كاتيوشا أطلقه عناصر تنظيم داعش من المناطق التي يسيطرون عليها في غرب الموصل". وأوضح المصدر أن "قصف تنظيم داعش استهدف سوق منطقة النبي يونس للمرة الثالثة خلال يومين، كما استهدف منطقة الجزائر وأدى إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، بالإضافة إلى إحداث أضرار جسيمة في المنازل والممتلكات".


كذلك أفاد مصدر أمني في مدينة الموصل وشهود عيان بأن "30 مدنياً بينهم أطفال ونساء سقطوا بين قتيل وجريح في قصف للقوات العراقية استهدف أحياء في الجانب الغربي من مدينة الموصل". وأضاف أن "صواريخ عدة من نوع كاتيوشا سقطت على أحياء رأس الجادة والمشاهدة وباب البيض وأسفرت عن إصابات في صفوف المدنيين وأضرار في منازل للمواطنين".
من جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى الزبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية باتت تسيطر على نحو 60 في المائة من مساحة الجانب الأيمن ولم يتبقَ لدينا سوى 40 في المائة، وحتى في تلك المساحة المتبقية فالتنظيم يفقد في بعضها التوازن ويحاول توزيع عناصره بينها بسبب قلة من تبقى منهم، مشيراً إلى أن عمليات أمس الأربعاء أسفرت عن تقدّم في مناطق عدة داخل عدة أحياء ومعالجة جوية لمواقع تابعة للتنظيم.
في غضون ذلك، تفاقمت أوضاع النازحين الفارين من مناطق القتال في غرب الموصل، وهو ما دفع الحكومة العراقية والمنظمات الدولية إلى افتتاح المزيد من المخيمات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين الذين يعانون من قلة المساعدات المقدّمة للفارين منهم.
وواصل آلاف المدنيين الفرار من الأحياء المحررة غربي الموصل، والتي تشهد معارك بين القوات الأمنية العراقية وعناصر تنظيم "داعش"، باتجاه المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية العراقية. وخلال الأيام الماضية، نزح آلاف المدنيين من أحياء وسط الجانب الغربي للموصل باتجاه مناطق جنوب غرب المدينة، لكن عملية إجلاء النازحين تواجه مشاكل كبيرة وتعقيدات، بحسب مسؤولين إغاثيين.
وقال الناشط الإغاثي محمد البياتي، لـ"العربي الجديد"، إن "النازحين الفارين من مناطق غرب الموصل يعانون من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، إذ يصل يومياً إلى نقطة تفتيش العقرب في منطقة حمام العليل مئات النازحين وهم يعانون من آثار الإعياء والأمراض نتيجة الحصار الخانق والطويل الذي عاشوه خلال وجودهم في مناطق سيطرة داعش في غرب الموصل. وأكد البياتي أن "جهود الحكومة العراقية والمنظمات الإغاثية ما زالت تُعاني من الضعف وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين، إذ لا يجد النازحون العناية الطبية اللازمة ولا المركبات الكافية لنقلهم إلى مخيمات النازحين في حمام العليل والقيارة".

المساهمون