المعارضة تواصل معاركها في دمشق وحماة...والنظام يرد بحرق الأرض

المعارضة تواصل معاركها في دمشق وحماة...والنظام يرد بحرق الأرض

29 مارس 2017
قصف عنيف للنظام على حي جوبر (عامر الموهباني/فرانس برس)
+ الخط -


تتواصل المعارك في مختلف المناطق السورية، بين فصائل المعارضة المسلحة وفصائل إسلامية، وبين النظام السوري وروسيا وعشرات المليشيات، خصوصاً في مناطق ريف حماة وشرق العاصمة دمشق. ومع الخسائر التي لحقت بالنظام وحلفائه على صعيد المناطق والعتاد والعتيد، اندفع إلى اتّباع سياسة الأرض المحروقة عبر قصف المناطق التي خسرها بمختلف الأسلحة الثقيلة وشديدة التدمير، في مسعى لاسترجاعها.
وقال الناشط الإعلامي في ريف حماة أبو خالد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "طبيعة المعارك في ريف حماة الشرقي حالياً بين قوات النظام وفصائل المعارضة هي كر وفر، خصوصاً على جبهة قمحانة وأرزة"، لافتاً إلى أن "قوات النظام استطاعت استعادة بلدة معرزاف بعد اعتماد سياسة الأرض المحروقة، مستهدفة إياها بعشرات الغارات ومئات الصواريخ". وأضاف أن الفصائل جددت صباح أمس الثلاثاء قصفها قوات النظام والمليشيات الموالية له بالمدفعية الثقيلة على جبهات الريف الشمالي والغربي، في حين قام الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام باستهداف كفرزيتا واللطامنة وحلفايا. وذكر الناشط الاعلامي أنه "يتم التحضير لمعركة واسعة في الريف الغربي خصوصاً على جبهات كرناز والمغير وبريدج، بمشاركة عدة فصائل أبرزها أحرار الشام وفيلق الشام وجيش النصر، ويتوقع أن تخفف هذه المعركة من الضغط على الفصائل في الريف الشرقي".
من جهته، قال المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور، على صفحته في موقع "فيسبوك"، إنه "في إطار المرحلة الثالثة من معركة "في سبيل الله نمضي"، حرر جيش العزة حاجز القرامطة المتحكم بطريق محردة السقيلبية، وبذلك أصبحت مدينة شيزر ساقطة نارياً ومدينة الجديدة تسلّم مفاتيحها، وتلملح تحت النار وبات الطريق باتجاه الغاب مفتوحا أمام المجاهدين لتحرير القرى والمدن الأخرى".
وأفاد ناشطون بأن الفصائل استطاعت أمس السيطرة على قرية الصخر ومنطقة القرامطة، ودمّرت 3 دبابات ومدفعاً للمليشيات ضمن معركة "صدى الشام" في ريف حماة الغربي. وكشف رئيس قسم المداخلات في "مركز حماة الإعلامي" حسن العمري، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن تدهور الأوضاع في القرى المحاصرة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة حماة، إذ يتواصل منذ نحو 50 يوماً قصفها جواً ومدفعياً، ما دفع الكثير من العائلات إلى النزوح إلى ريف حمص المجاور لها أو لبنان وتركيا مقابل دفع آلاف الدولارات لسماسرة مرتبطين بالنظام ومليشياته. وأوضح أن "الأهالي يتخوفون من جلب النظام الباصات الخضر، في حال استطاع أن يفرض تسوية شبيهة بتسويات المناطق المحاصرة، ما يجبرهم على التهجير إلى مناطق محددة"، لافتاً إلى أن "المعارك الدائرة في الريف الشرقي قد تصل إلى كسر الحصار عنهم، في حال تمكنت المعارضة من السيطرة على المطار".
أما عن تطورات المعارك في شرق دمشق، فقال عضو "المكتب الإعلامي بحي جوبر" محمد أبو يمان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "النظام والروس ما زالوا يكثفون القصف على المناطق التي سيطرت عليها الفصائل"، مضيفاً أن يوم أمس "شهد اشتباكات عنيفة بين الثوار ومليشيات النظام على جبهة المنطقة الصناعية، كما شن الطيران الحربي أكثر من 8 غارات استهدفت الأبنية السكنية في حي جوبر بالعاصمة دمشق بالتزامن مع قصف عنيف بقذائف الهاون".
ولفت إلى أن "النظام يحاول أن يستعيد النقاط التي ما زالت بيد الفصائل، عقب نجاحه في تأمين كراجات العباسيين وشارع فارس خوري، إثر تدميره بشكل كامل لمعمل النسيج وكراش وشركة سيرونيكس، اللذين كانا نقطتين أساسيتين بيد الفصائل لقطع وكشف الكراجات والأوتوستراد نارياً، بما أنهما أعلى بناءين مطلّين على الكراجات وعلى عقدة البانوراما".
وأوضح أبو يمان أن النظام يسيطر حالياً على جزء من مؤسسة الكهرباء وشعبة التجنيد وجزء من شركة سادكوب ومعمل الأوكسجين، وعدة كتل صناعية أخرى، في وقت يواصل قصفه على باقي النقاط بهدف تدميرها بشكل كامل. وأشار إلى أن طريق جوبر القابون مقطوع حالياً نارياً، بعدما تم تدمير المنطقة بشكل كامل، ونشر النظام عشرات الدبابات والمدرعات في المنطقة، مضيفاً أن "المعركة ما زالت قائمة، والفصائل حالياً تلتقط أنفاسها عقب فترة من القتال العنيف". وذكر أن "ضمن الاشتباكات الدائرة في المنطقة، هناك معركة قنص متبادل، ويقوم قناصة الفصائل يومياً بقنص 5 أو 6 مقاتلين من النظام ومليشياته، في وقت يحشد النظام على خط جبهة العاصمة أكثر من خمسة آلاف مقاتل كمؤازرة للقوات التي كانت متواجدة في محيط جوبر".


من جهته، أفاد "المكتب الإعلامي في حي تشرين" شرق دمشق، لـ"العربي الجديد"، بأن "المعركة في الحي مستمرة بين كر وفر، في حين استطاع النظام التقدّم بشكل طفيف، بينما تختلف وتيرة الاشتباكات بين حين وآخر، في وقت يتواصل فيه القصف العنيف بصواريخ أرض-أرض شديدة التدمير، والغراد والصواريخ الحارقة، والهاون والمدفعية الميدانية وغارات الطيران الحربي، ما تسبب في أن يتخطى الدمار في الحي الـ90 في المائة".
وفي ريف دمشق، واصلت فصائل معارضة تقدّمها في القلمون الشرقي والبادية، عقب سيطرتها على منطقة بئر القصب على الحدود الإدارية بين ريف دمشق والسويداء، والتي كانت تُعتبر من أهم قواعد تنظيم "داعش"، إذ شن منها العديد من الهجمات على ريف دمشق وحمص.
وفي الرقة، تواصلت المعارك بين قوات "سورية الديمقراطية" و"داعش"، في محيط سد الفرات بعد هدنة لمدة 4 ساعات الإثنين، تم خلالها دخول فريق من الخبراء للتأكد من حالة السد الفنية بعد الحديث عن احتمال انهياره، في حين شن "داعش" هجوماً على مطار الطبقة الذي كان قد خسره أخيراً.

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المعارضة السورية المسلحة اتفقت مبدئياً أمس مع ممثل لإيران في سورية على وقف لإطلاق النار في محيط بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف إدلب، ومدينتي الزبداني ومضايا المعارضتين في ريف دمشق. وأوضحت المصادر أن وقف إطلاق النار يأتي تمهيداً لإعلان هدنة جديدة في البلدات والمدن المذكورة، وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، في حين لا تزال المفاوضات جارية بين الطرفين حول عدّة أمور وبنود لا تزال عالقة.

وبموجب بنود الاتفاق المسمى بـ"اتفاق الفوعة" سيشمل وقف إطلاق النار مناطق أحياء جنوب دمشق، ومدينتي الزبداني ومضايا وبلدة بقين في ريف دمشق الشمالي الغربي، وبلدات ومدن كفريا والفوعة وتفتناز وبنش وطعوم وإدلب وبروما وزردنا وشلخ ومعرة مصرين ورام حمدان في محافظة إدلب. وتخضع بلدتا الفوعة وكفريا لسيطرة النظام وتحاصرها المعارضة المسلحة، بينما تخضع البقية لسيطرة المعارضة المسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق الجديد قد يُفضي إلى إجلاء مقاتلي "هيئة تحرير الشام" المعارضة، من مناطق جنوب دمشق، وريف دمشق، مقابل إخراج جرحى ومرضى من الفوعة وكفريا. وأوضحت المصادر أن البنود التي لم يتم الاتفاق عليها بعد هي "إجلاء من يريد الخروج من الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني وجنوب دمشق، ومدة الهدنة لا تقل عن تسعة أشهر". وبيّنت المصادر أن النظام وإيران كالعادة يريدان أن يكون هناك في الاتفاق بند استثناء المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة "فتح الشام" (النصرة) أو "هيئة تحرير الشام" وهو دائماً ما يُستخدم كذريعة لقصف وتهجير المدنيين.