تطوّر قدرات "كوماندو حماس" البحري يقلق إسرائيل

تطوّر قدرات "كوماندو حماس" البحري يقلق إسرائيل

29 مارس 2017
تستخدم البحرية الإسرائيلية منظومة إنذار مبكر مائية(جاك غيز/فرانس برس)
+ الخط -
منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة صيف 2014 يُبدي الجيش والمؤسسات الاستخبارية الإسرائيلية اهتماماً واسعاً برصد مظاهر تطور وحدة "الكوماندو البحري" التابعة لـ"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، بسبب طابع العمليات التي نفذتها هذه الوحدة خلال الحرب، والتي شكّلت مفاجأة للقيادة العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب تراكم المخاوف من إمكانية أن تقوم هذه الوحدة بعمليات ذات طابع استراتيجي خلال أية مواجهة عسكرية مقبلة.
وكشف تحقيق نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، الإثنين الماضي، أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وسلاح البحرية الإسرائيلية رصدا بشكل خاص إقدام قيادة "الكوماندو البحري" لـ"حماس" على الاعتماد على خبرات ذاتية في تطوير منظومات قتال بحرية خاصة بعناصرها، من أجل تمكين كل عنصر من عناصرها من قطع عدة كيلومترات من دون أن تتمكن وسائط الرصد الإلكتروني الخاصة بسلاح البحرية الإسرائيلي من رصد تحركاتهم تحت الماء.
ونقل المراسل العسكري لـ"يديعوت أحرنوت" يوآف زيتوني، معدّ التحقيق، عن مصادر في قيادة سلاح البحرية الإسرائيلية قولها إن تعليمات صدرت لضباط السلاح بعدم المخاطرة وإلقاء قنابل عندما تثار الشبهات حول تحركات لعناصر "كوماندو حماس" البحري. وحسب المصادر، فقد ألقى عناصر سلاح البحرية الإسرائيلية عشرات المرات قنابل خلال الأشهر السابقة في عمق البحر بعد الاشتباه بوجود تحركات مريبة. وذكرت المصادر أن سلاح البحرية الإسرائيلي يبذل جهوداً كبيرة في مراقبة الحدود المائية الفاصلة بين شمال قطاع غزة ومنطقة "زيكيم"، والتي تضم واحدة من أكبر القواعد البحرية للجيش الإسرائيلية، والتي تعرضت لهجوم خلال مطلع حرب 2014 من قبل عناصر "الكوماندو البحري" لـ"حماس".
ويتبيّن أن قطاعاً بعرض 2.7 كيلومتر يقع شمال ساحل قطاع غزة، يُعد المنطقة الأكثر حساسية بالنسبة لسلاح البحرية الإسرائيلية، إذ إن تمكّن عناصر "كوماندو حماس" من تجاوز هذا القطاع يعني وصولهم إلى قاعدة "زيكيم" أو توجّههم لضرب أهداف أكثر عمقاً سواء في الموانئ الإسرائيلية أو أهداف أخرى في عمق البحر. ورأت مصادر في قيادة سلاح البحرية وقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، أن ما يبعث على القلق حقيقة أن "كتائب القسام" تمكّنت، وعلى الرغم من الحصار المفروض على قطاع غزة، من الاعتماد على قدراتها الفنية وخبراتها في إنتاج منظومات قتال بحري بشكل ناجح ومتقن. واعتبرت المصادر أن تطوير إمكانات "الكوماندو البحري" يأتي في إطار استراتيجية "حماس" للاستعداد للحرب المقبلة، مشيرة إلى أن المركّبات الأخرى لهذه الاستراتيجية تتضمن تطوير مدى الصواريخ، وإنتاج طائرات من دون طيار، ومواصلة بناء شبكات الأنفاق الهجومية والدفاعية.


وأشارت المصادر إلى أنه تبيّن أن "كوماندو حماس" بات يضم المئات من العناصر، والذين يتدربون بشكل متواصل على الغوص، لافتة إلى أن منظومات الغوص التي طوّرتها "الكوماندو" تتضمن منظومة تُمكّن المقاتل من التنفس تحت الماء على مدى كيلومترات عدة، ما يقلّص من قدرة سلاح البحرية الإسرائيلية على رصد تحركات عناصره. وأشار التحقيق الإسرائيلي إلى أن سلاح البحرية أوكل لـ"وحدة 916" المسؤولة عن تأمين الساحل الجنوبي مهمة مراقبة أنشطة "كوماندو حماس" البحري، وتبيّن أن عناصر الوحدة الإسرائيلية يستخدمون "قنابل شظايا" ضد الأفراد يقومون بإلقائها باتجاه أي هدف عندما تثار الشبهات حول حركة "مريبة" تحت الماء، ويصل مدى شظايا هذه القنابل إلى عشرات الأمتار، ما يزيد من فرص إصابة أي عنصر من "الكوماندو البحري" إن وجد في المحيط. وأشار التحقيق إلى أن عناصر "وحدة 916" يستخدمون أيضاً قنابل تزن الواحدة 28 كيلوغراماً تنفجر في عمق البحر، وتغطي شظاياها مساحة واسعة لزيادة فرص إصابة "الكوماندو".
وكشف التحقيق أن سلاح البحرية الإسرائيلي يستخدم منظومة إنذار مبكر مائية للحصول على إنذارات مباشرة حول أية محاولات يمكن أن يقوم بها عناصر "حماس" البحريون للتسلل باتجاه أهداف إسرائيلية. ونقل التحقيق عن ضابط كبير في البحرية الإسرائيلية قوله إنه يكاد لا يمر شهر من دون أن تتم إضافة "تحسينات على أداء عمل منظومة الإنذار المبكر".
ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" أخيراً عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن "الكابوس" الذي تخشاه إسرائيل يتمثل في إمكانية أن يتمكن عناصر "كوماندو حماس البحري" من التسلل إلى حقول الغاز التي تشغلها إسرائيل في عمق البحر، وتفجيرها، مع العلم أن هذه الحقول تمثّل أهم مصادر الذخر الجيوستراتيجي لإسرائيل. ولم تستبعد المصادر أن يهاجم عناصر "الكوماندو" الموانئ المهمة والقواعد العسكرية، لا سيما ميناء أسدود، والقاعدة البحرية الكبرى التي تجاوره.