وزير بريطاني حاول إنقاذ شرطي مصاب في هجوم لندن

وزير بريطاني حاول إنقاذ شرطي مصاب في هجوم لندن

23 مارس 2017
إلوود حاول إنقاذ الشرطي قبل وفاته (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
"يا له من عالم مجنون"، تلك كانت كلمات وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والجندي السابق، توبياس إلوود، الذي خرج من موقع هجوم لندن، وقد غطت الدماء وجهه ويديه، بعد أن انضم إلى محاولات غير ناجحة لإنقاذ الشرطي كيث بالمر.


وجاء رد فعل البرلمانيين البريطانيين لينمّ عن التحدي والصدمة والتعاطف، اليوم الخميس، بعد أن استوعبوا هجوم أمس، الذي قتل فيه مهاجم أربعة أشخاص، منهم شرطي، داخل بوابات أقدم برلمان في العالم.


وكان بالمر أحد ثلاثة قتلهم المهاجم المنفرد، الذي قاد سيارة مسرعة وسط المارة على الجسر، ثم ركض عبر بوابة البرلمان مسلحًا بسكين، قبل أن ترديه الشرطة قتيلًا.




والهجوم هو الأسوأ الذي تشهده بريطانيا منذ 2005، عندما قتل مفجرون انتحاريون 52 شخصًا في وسائل مواصلات بريطانية. وهجوم أمس، كذلك، هو أسوأ اختراق أمني للبرلمان منذ عقود.


وقالت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، للمشرعين: "جاء إرهابي إلى مكان يتجمع فيه أشخاص من كل الجنسيات والثقافات للاحتفال بما تعنيه الحرية، وصب غضبه دون تمييز على رجال ونساء وأطفال أبرياء".


وفتح البرلمان أبوابه، كالمعتاد، اليوم الخميس، لكن النواب والعاملين تعين عليهم المرور عبر حواجز الشرطة الممتدة لمئات الأمتار حول القصر الذي بني في القرن التاسع عشر على الطراز القوطي على ضفة نهر "التايمز".


وقال النائب عن حزب العمال، هاريت هارمان: "كانت هذه جريمة مروعة أودت بحياة أناس وأصابت آخرين، لكنها فشلت كعمل إرهابي... فشلت لأننا هنا ولأننا سنقوم بأعمالنا".


وألقت ماي كلمة أمام قاعة ممتلئة، أشاد بها أعضاء البرلمان من كل الأحزاب، مع تغير النبرة الخلافية عادة للنقاش إلى نبرة باعثة على الوحدة. وقالت: "الشوارع مزدحمة كالمعتاد. المكاتب ممتلئة. المقاهي تعج بالناس".


وأضافت: "بمثل هذه الأفعال- ملايين الأعمال الطبيعية- نجد أفضل رد على الإرهاب"، مضيفةً أنها تحدثت مع إلوود بعد الهجوم وأشادت "بالمهنية العالية".


وقال إلوود: "كنت في المكان، وبمجرد أن أدركت ما يحدث تحركت باتجاهه... حاولت وقف نزيف الدم، وحاولت إنعاشه عن طريق الفم، إلى حين وصول الإسعاف، لكنني أعتقد أنه فقد كمية كبيرة من الدم. أصيب بجروح متعددة تحت الذراع وفي الظهر".


وأشاد نواب البرلمان بإيلوود، الذي فقد شقيقه في تفجير منتجع بالي الإندونيسي في 2002، ووصفوه بأنه بطل. وحملت الكثير من الصحف البريطانية صوره وهو جاثم بجوار جثة الشرطي عند بوابات البرلمان.


(رويترز)