مؤتمر محاربة "داعش" بلا خطة جديدة وتيلرسون وزير مغيّب

مؤتمر محاربة "داعش" بلا خطة جديدة وتيلرسون وزير مغيّب

23 مارس 2017
تيلرسون كرّس صورة "اللاعب الهامشي" (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -

إذا كانت وفود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قد جاءت إلى واشنطن للوقوف على حجم ووزن ودور وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في القرار الخارجي، كما للاطلاع على أي تغيير في سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه هذه الحرب؛ فالأرجح أنها عادت بانطباع يرسّخ الاعتقاد السائد لا أكثر. 

بقدر ما بدت دبلوماسية دول التحالف الـ67 توّاقة إلى التعرف عن كثب على رئيس الدبلوماسية الأميركية الجديد، في لقائها معه باجتماعها السنوي في مقر الخارجية بواشنطن، بقدر ما تكشّف لها، بحسب ردود بعض الحضور؛ أن ما لمسته لا يختلف عن الذي سمعته من بعيد، بل ربما يؤكّده: فلا صورة تيلرسون المغيّب والراضي بالتغييب تغيّرت كثيراً؛ ولا إدارة ترامب في وارد إجراء تحوّل نوعي في الحرب على "داعش"

في خطابه الافتتاحي للاجتماع، بدا الوزير تيلرسون وكأنه ينقل رسالة وليس مبادرة استنفار وتحفيز تحمل بصماته؛ ولو من ضمن الخطوط التي رسمها البيت الأبيض


وكان يفترض، في مثل هذه المناسبة، أن يقوم وزير الخارجية الأميركي بعرض أو طرح أفكار تحرّك التحالف وتحمله على الاعتقاد بأنه يشارك فعلاً في صياغة سياسة للإدارة الجديدة، وبما يؤكد اعتزامها على مغادرة الجمود الذي كانت دول التحالف تأخذه على إدارة أوباما، خصوصاً في سورية. وكان المطلوب أن يقدم الوزير نفسه بصورة مغايرة للصورة التي تكونت عنه بأنه "لاعب هامشي في إدارة يرسم سياستها الخارجية اثنان في البيت الأبيض: مستشار الرئيس ترامب، ستيفن بانون، وصهره جارد كوشنر"، مثلما قالت "نيويورك تايمز".

آثر تيلرسون، في كلمته، البقاء ضمن حدود السردية المألوفة عن الإنجازات الميدانية التي حققتها العمليات العسكرية التي "ساهمت الولايات المتحدة  بنسبة 75% منها"، والتي أدت إلى انكماش رقعة أراضي التنظيم وإمكاناته القيادية والمالية وقدراته التجنيدية، على حدّ قوله، والتي أدت إليها خطة أوباما التي يتهمها فريق ترامب بـ"التراخي الذي قاد إلى تمكين وتصليب عود "داعش"".

وفي هذا السياق، وإلى جانب الإشادة بالجهود التي قامت بها دول التحالف، والتي خصّ بالذكر منها العراق والبيشمركة الكردية، حرص وزير الخارجية الأميركي على التأكيد بأن "هزيمة داعش هي أولوية"، أو الأولوية في المنطقة، لإدارة ترامب، بل إن هذه الأخيرة ليست ملتزمة بما يعقب هذه الهزيمة سوى بالمساهمة في دعم الجهود "لإقامة مناطق آمنة انتقالية"، كما لإعادة ترتيب الأوضاع التي يجب أن تنهض بها القوى المحلية. 

الإدارة الأميركية "ليست معنية ببناء الدول"، بحسب ما أوضح المتحدث ذاته، وبذلك فهي لا تتمايز عن مذهب أوباما الذي ناله من انتقادات ترامب ما يكفي.

لكن الفارق هذه المرة أن إدارة ترامب تتعامل مع هذا التحدي بذهنية الصفقة، "عليكم جميعاً تقديم المزيد. وأنا أسأل كل دولة في التحالف أن تبحث عن أفضل الطرق لدعم هذه الجهود، وخاصة فيما يتعلق بالمساهمة العسكرية والمالية"، بحسب الوزير. 

والمقصود بالتحديد هو المساهمة الثانية، إذ لم يعترض تيلرسون على الحصة العسكرية الأميركية في الحرب على"داعش والتي قال إنها توازي ثلاثة أرباع العمليات، بل كان الاعتراض على عدم المشاركة في كلفتها، وهذا في عرف إدارة ترامب غير مقبول، ولا بدّ من تصحيحه. 

وقد أوصل الوزير هذه الرسالة إلى الشركاء، وانتهى الاجتماع عند هذه الحدود، فهل تلجأ بعده إدارة ترامب إلى سياسة ليّ الذراع؟