حاكم الشارقة يوضّح للجزائريين: حديثي فُهم بشكلٍ خاطئ

حاكم الشارقة يوضّح للجزائريين: حديثي فُهم بشكلٍ خاطئ

23 مارس 2017
اعتذر حاكم الشارقة عن تصريحاته (كريم صحيب/فرانس برس)
+ الخط -

قدّم حاكم إمارة الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، توضيحات بشأن تصريحه الذي أدلى به في لندن بشأن الرئيس الفرنسي شارل ديغول وثورة الجزائر، فيما أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي اتصالاً برئيس الحكومة الجزائرية بشأن القضية.

ونشر حاكم الشارقة توضيحاً جاء فيه "أعرف تاريخ الجزائر جيداً، الثورة الجزائرية كانت السبب في الإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية، والأشقاء في الجزائر لهم كل الود والاحترام، وحديثي في لندن فُهم بشكل خاطئ بسبب الاختصار، وأشيد بثورة الجزائر وتضحيات المقاومين".

وأضاف أن "ثورة الجزائر التي قامت سنة 1954 واستمرت حتى سنة 1962 على يد جبهة التحرير الشعبية الجزائرية، سببت أزمات حادة في فرنسا، وكانت وراء سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة، ورجوع شارل ديغول للحكم، والإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية".

وأتى توضيح القاسمي في أعقاب غضب واستياء كبيرين في الجزائر، بشأن تصريحات أدلى بها في لقاء إعلامي على هامش معرض لندن للكتاب، قال فيها إن "الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول، منح الجزائر استقلالها بهدف التقرّب وتحسين علاقاته مع الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، ما أثار ردود فعل غاضبة ومستهجنة في الجزائر من قبل ناشطين ومثقفين وإعلاميين وشخصيات سياسية جزائرية".



وتابع القاسمي توضيحه "لست جاهلاً بتاريخ الجزائر، ففي 16 مارس/آذار 1986، قمت بزيارة رسمية لجمهورية الجزائر، ألقيت خلالها محاضرة أشدت فيها ببطولات جبهة التحرير الجزائرية، ووصفت الجهاد الذي كان قائما في منطقة الجبال، والذي رافق صيحات الله أكبر التي عمت أرجاء المنطقة كلها، وكانت الصحف الرسمية والشعبية الجزائرية تنشر تلك المحاضرة التي وصفت الجهاد في جبال الجزائر".

ولفت المسؤول إلى أن هناك كتابات كثيرة "لا نأخذ بها مثل كتاب من أجل تقييم تاريخ حرب الجزائر، للكاتب جي برفيليه، المنشور سنة 2002، والذي ذكر فيه كثيرا من الروايات، ونحن كمؤرخين لا نأخذ بما جاء به هذا الكاتب، حيث إن فيه موضوعات تمس الجزائر، وأخرى تمس فرنسا، وهي موضوعات تخالف الحقائق".

وتابع "لست جاهلا بالتاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيداً، وكل ما ذكرته في معرض لندن للكتاب كان في معرض الحديث عن الود الذي كان بين ديغول ومورنو وزير ثقافته، وكيف أنه كان يؤثر عليه كثيراً، وربما فُهم حديثي بشكل خاطئ بسبب الاختصار المخلّ، وديغول الذي كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين، حتى وصفته بأنه كالعود من الخَشب به شوك كثير، لكن بعد ترؤسه الحكومة تم الاتصال سرا بجبهة التحرير وبدأت المفاوضات، وإذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافاً بحقهم فأنا أعتذر عن ذلك ولهم كل الود والاحترام".

وفي نفس السياق، وسعياً لتجاوز تداعيات تصريحات حاكم الشارقة، أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة الإماراتي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، أكد خلاله "متانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين، واستذكر النضال البطولي والمقاومة الأسطورية للشعب الجزائري الشقيق، والتي توّجت بنيل الاستقلال من الاستعمار بعد نضال مشهود".

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، قد أكد، في وقت سابق، أنه "لا يجوز التشكيك في حب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها"، ووصف الوزير الإماراتي "الثورة الجزائرية بأنها أحد أهم فصول التحرر الوطني وعلامة فارقة في تفكيك عصر الاستعمار الأوروبي، التضحية الأسطورية للشعب مكنته من الحرية والاستقلال، وثورة الجزائر تتجاوز في بُعدها الإطار العربي، لتكون معبراً عن مرحلة التحرر الوطني في التاريخ الإنساني، التضحية بالنفس والنفيس حققت الإنجاز".