رحيل الزعيم الاشتراكي الفرنسي هنري إيمانويلي... الأب الروحي لهامون

رحيل الزعيم الاشتراكي الفرنسي هنري إيمانويلي... الأب الروحي لهامون

21 مارس 2017
تورّط إيمانويلي في كثير من القضايا (الإنترنت)
+ الخط -

لم يُخف مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي بونوا هامون حزنه، لدى تلقيه نبأ رحيل والده الروحي، القيادي الكبير في الحزب الاشتراكي، هنري إيمانويلي، بعد مرض عضال، عن سن الواحدة والسبعين.

وبدأ هذا السياسي مسيرته نائباً في البرلمان، لأول مرة، عن منطقته لاند سنة 1978. وعمل سكرتير دولة في حكومة ميتران الاشتراكية لشؤون الدوم توم، ثم شؤون الميزانية ما بين سنتي 1981 و1986، ثم أمين الحزب الاشتراكي سنة 1987، بعدها أصبح رئيساً للجمعية الوطنية ما بين سنتي 1992 و1993، ثم أمينا عاما للحزب الاشتراكي (ما بين 1994 و1995).

وكان إيمانويلي قد تورّط في كثير من القضايا، ومنها قضية "أُورْبا"، في ما يخص التمويل غير القانوني للحزب، والتي دفع ثمنَها حرمانَه من حقوقه المدنية خلال سنتين. اندفع بعدها نحو يسار الحزب الاشتراكي، اليسار الذي كان يشكل أقلية؛ وهو ما سمح لليونيل جوسبان بأن يهزمه سنة 1995، والتقدم، باسم الحزب، في انتخابات 1995 الرئاسية، والتي فاز فيها المرشح اليميني جاك شيراك.

وأصبح إيمانويلي زعيماً للتيار اليساري في الحزب الاشتراكي، بعد الاستفتاء على الدستور الأوروبي، سنة 1995، والذي عارضه بكل قوة، وظل يساريا، على الرغم من علاقاته الوثيقة مع إيمانويل ماكرون، بسبب اشتغالهما لبعض الوقت مع روتشيلد.

ووفاءً من إيمانويلي لالتزامه اليساري، لم يتأخر كثيراً في إعلان دعمه للمرشح هامون في الانتخابات الفرعية، على الرغم من بعض المؤاخذات على برنامجه.

ولهذا السبب، حظي رحيل هذه "المنارة اليسارية"، كما يقول أحد أنصاره، النائب أوليفيي دوسوبت، بتقدير كثير من شخصيات اليسار، ومن بينهم اليسارية والعضو في مجلس الشيوخ ماري-نوويل ليينمان، والتي امتدحت: "رجل عمل، كان في معظم الأحيان "صوت ضمير اليسار" أو "كائناً نادراً"، على حد تعبير الأمين العام الحالي للحزب الاشتراكي، جان-كريستوف كامباديليس.

والجدير بالذكر أن هنري إمانويلي كان يرتبط بعلاقات قوية ووثيقة بالأحزاب الاشتراكية الشقيقة، ومن بينها الحزب الاشتراكي في كوت ديفوار، وكانت تربطه علاقات صداقة وثيقة مع زعيمه القابع، الآن، في سجون هولندا، لوران غباغبو، والذي وصفه، مرة، بأخيه "التوأم الأسود"، والذي ولد مثله في نفس تاريخ الولادة، 31 مايو/أيار 1945.

وشاءت الأقدار أن يرحل هذا القائد اليساري في وقت استطاع فيه يسار الحزب الاشتراكي أن يقدم مرشحاً رسمياً للانتخابات الرئاسية، مقصياً ممثلي التيار الليبرالي، لكن في ظل تهديد حقيقي بانفجار قريب للحزب.