10 رموز خسرتهم الثورة السورية

10 رموز خسرتهم الثورة السورية

15 مارس 2017
اختفى الخير بعد عودته إلى سورية (العربي الجديد)
+ الخط -
تفتقد الثورة السورية، مع دخولها عامها السابع، الكثير من رموزها الذين كانت لهم بصمات واضحة في العمل الثوري، وتركوا برحيلهم أو بتغييبهم أثراً بالغاً على مسيرتها في كل النواحي العسكرية والسياسية والإعلامية. ومع مرور ست سنوات على الثورة، تستذكر "العربي الجديد" أبرز تلك الرموز لما كان لهم من أثر ولما قدّموه من تضحيات في سبيل نيل السوريين حريتهم.

حسين هرموش
أحد أبرز أوائل ضباط قوات النظام السوري الذين أعلنوا انشقاقهم عنه في وقت مبكر من الثورة السورية، وقد أعلن انشقاقه في شهر يونيو/حزيران 2011، قبل أن يؤسس "لواء الضباط الأحرار"، الذي رفع شعار الدفاع عن المدنيين تجاه هجمات قوات الأمن ضدهم. وهرموش من مواليد جبل الزاوية في محافظة إدلب، ودرس الهندسة الحربية في موسكو، قبل أن يتنقل في عدة مؤسسات عسكرية سورية لاحقاً، آخرها الفرقة 11، التي كان فيها برتبة مُقدم عندما انضم للحراك الثوري، مُطالباً من خلال "لواء الضباط الأحرار" عناصر وضباط قوات النظام بالانشقاق.
أواخر شهر أغسطس/آب من العام 2011، اختفى هرموش في ظروف غامضة، بعد اجتماعه بمسؤولين أمنيين أتراك في مخيم للنازحين السوريين قرب الحدود السورية-التركية؛ وأعلنت قوات أمن النظام اعتقاله، وقد ظهر لاحقاً في مقابلة تلفزيونية بثتها وسائل إعلام النظام، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم.

غياث مطر

عُرف مطر بنشاطاته السلمية في مدينة داريا في ريف دمشق، أثناء التظاهرات التي عمت سورية سنة 2011؛ إذ كان يُقدّم الورد والماء لعناصر الأمن، سعياً منه لثنيهم عن قمع التظاهرات بالرصاص، ولإيصال رسالة بأن هذه الاحتجاجات سلمية وحضارية لها مطالب مشروعة. في شهر سبتمبر/أيلول سنة 2011، تمكنت قوات الأمن من اعتقاله بعد ملاحقته لأسابيع، وبعد أيام وصلت جثته لأهله، وتوفي أثناء التعذيب في أقبية الاستخبارات، وكان عمره حينها 26 عاماً. شيّعه آلافٌ من سكان داريا، وأقيمت له خيمة عزاء زارها سفراء دول غربية، أبرزهم سفيرا الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في دمشق.

عبد القادر صالح

من أبرز القادة العسكريين في الثورة السورية، والتي حظيت بشعبية واسعة جداً في أوساط المعارضين للنظام، وهو من مؤسسي "لواء التوحيد" الذي خاض معارك كثيرة مع قوات النظام، خصوصاً في محافظة حلب، وكان قائداً لهذا الفصيل العسكري حتى مقتله بغارةٍ استهدفته أثناء تواجده في اجتماعٍ ضم قياديين آخرين في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2013.
عُرف عبد القادر صالح بـ"حجي مارع"، إذ ولد في مدينة مارع الواقعة بريف حلب الشمالي سنة 1979، وكان يعمل بتجارة الحبوب قبل اندلاع الثورة، التي شارك فيها بداية بالحراك السلمي، قبل أن يؤسس مع آخرين "لواء التوحيد"، الذي كان له دورٌ بارز في المعارك التي اندلعت في شهر يوليو/تموز، وسيطرة المعارضة السورية المسلحة خلالها، على أحياء مدينة حلب الشرقية.

مشعل التمو

لم يكن يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011، عادياً في مسيرة الثورة السورية، إذ شهد مقتل واحد من أهم رموز هذه الثورة، وهو المناضل السوري مشعل تمو (1957-2011) الذي خرج من المعتقل في الخامس من مايو/أيار 2011، ليجد جموع السوريين تجوب شوارع البلاد معلنة الثورة على نظام الاستبداد. لم يتأخر التمو في إعلان موقفه المؤيد للثورة، والانخراط فعلياً في فعالياتها في محافظة الحسكة (أقصى شمال شرقي البلاد)، وهو ما أعطاها زخماً أكبر في الشارع السوري الكردي الذي حاولت قوى مقربة من النظام تحييده عن الثورة، وواجهه التمو بقوة معلناً أن السوريين كلهم في خندق واحد. تمو الذي كان يحمل إجازة في الهندسة الزراعية كان منخرطاً في حركة المعارضة للنظام، إذ كان عضواً في حزب "الاتحاد الشعبي الكردي"، كما قام بتأسيس تيار "المستقبل" الكردي عام 2005، إثر نشاطه في حركة إحياء المجتمع المدني في سورية في بدايات الالفية الجديدة. اعتقلته أجهزة النظام الأمنية عام 2009، وحكمت عليه بالسجن مدة ثلاث سنوات. أسس الجمعية الوطنية السورية قبيل اغتياله، كما كان عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة السورية. أنهت عدة رصاصات حياة تمو الذي كان يعتبر الأكراد جزءاً من النسيج السوري، ويرفض أي دعوة انفصالية. ولم تُعرف الجهة التي اغتالت تمو، إلا أن المعارضة اتهمت النظام وجهات حزبية كردية مرتبطة به بالوقوف وراء العملية التي تمت في مدينة القامشلي.

أبو فرات
لا تحل ذكرى الثورة السورية إلا وتستحضر الذاكرة واحداً من أهم رموزها العسكرية، وهو العقيد يوسف الجادر المعروف بـ"أبو فرات". يتحدّر أبو فرات من مدينة جرابلس، شمال شرقي حلب، وكان قائد لواء دبابات في الساحل السوري، وقد رفض أوامر قصف مدينة الحفة في ريف اللاذقية، وانحاز إلى الثورة. قاد عدة معارك في حلب وريفها انتهت بخروج قوات النظام من مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي، والشمالي الشرقي. قُتل في 15 ديسمبر/كانون الأول من عام 2012 في مدرسة المشاة العسكرية، شمال حلب، إثر قيادته معركة انتهت بالسيطرة عليها. يُعتبر أبو فرات من أهم الضباط المنشقين الذين تركوا إرثاً لا يُنسى، إذ لا يزال السوريون يستذكرون مواقفه الوطنية.

خلدون زين الدين
يُعدّ الملازم أول خلدون زين الدين أول ضابط سوري من الطائفة الدرزية ينشق عن جيش النظام، معلناً انحيازه إلى ثورة السوريين، موجّهاً صفعة للنظام الذي كان يدعي أن الثورة جاءت من مكوّن واحد من مكونات الشعب السوري. لم تكد تمر أشهر حتى أطل زين الدين على السوريين معلناً تشكيل كتيبة تحمل اسم سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية ضد الفرنسيين في عشرينيات القرن المنصرم. نشط زين الدين عسكرياً في جنوب سورية، قبل أن يُقتل في منتصف يناير/كانون الثاني من عام 2013، لتنتهي حياة ضابط شاب دخل ذاكرة سورية، ويحضر اسمه بقوة في ذكرى الثورة.


عبد العزيز الخير

عبد العزيز الخير هو ناشط سياسي من مواليد القرداحة عام 1951. اعتُقل المرة الأولى من قبل الأمن السوري مطلع فبراير/شباط 1992 حتى 2005 بتهمة الانتماء إلى حزب محظور (رابطة العمل الشيوعي). واعتُقل مرة أخرى بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 2012 أثناء عودته من الصين في زيارة رسمية، تتصل بنشاطه في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة داخل سورية والتي يُعتبر أحد مؤسسيها، واختفى بعد خروجه من المطار وما زال مصيره مجهولاً. الخير خريج كلية الطب في جامعة دمشق عام 1976، وعضو المكتب السياسي في حزب العمل الشيوعي منذ عام 1982، ومارس دوره القيادي ومهنته، بوصفه طبيباً، طوال عشر سنوات في دمشق، وكان ملاحقاً ومتخفياً، تحت اسم حركي "أبو أحمد".
وتقول زوجة الخير فدوى محمود حول حيثيات اختفاء زوجها وولدها من زوجها السابق ماهر عبد الرزاق الطحان الذي ذهب لاستقباله في المطار، إضافة إلى عضو هيئة التنسيق إياس عياش، إنه كان مقرراً عقب عودته من الصين عقد مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي دعت إليه هيئة التنسيق في 23 سبتمبر/أيلول 2012 وكان هناك تخوف من عقد المؤتمر في دمشق، فتعهدت إيران وروسيا والصين بسلامة الأعضاء المشاركين.
وحول الأسباب التي دفعت لاعتقال الخير، قالت إن النظام لا يؤمن بالحل السياسي، فضلاً عن كون الخير "شخصية علوية ذات تأثير قوي ربما تستقطب العديد من أبناء الطائفة العلوية، فضلا على أنه شخصية توافقية". وحمّلت فدوى محمود التي اعتقلت كذلك في تسعينيات القرن الماضي، الروس والإيرانيين، المسؤولية عن اختفاء زوجها على اعتبار أنهم كانوا الضامنين لسلامته. وبعد شيوع أخبار عن وفاته داخل المعتقل، نقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن مصدر سوري وصفته بأنه على علاقة بشخصيات نافذة في النظام قوله إن الخير معتقل، مع شخصيات معارضة مهمة، في سجن أمني خاص داخل مطار دمشق الدولي.

ياسر العبود

المقدّم ياسر العبود شخصية عسكرية سورية معروفة. من مواليد 19 مارس/آذار 1967 وانشق عن جيش النظام في فبراير/شباط 2012، وكان من أوائل الذين انضموا لقيادة الجيش الحر في محافظة درعا جنوبي البلاد، وتسلّم قيادة المنطقة الجنوبية. قُتل في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 مع عدد من رفاقه خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في مدينة طفس بمحافظة درعا.
يُعتبر العبود من أكثر القادة فعالية على الأرض، وحظي بشعبية كبيرة نتيجة إخلاصه للثورة ومحاربته السرقات والفساد وعدم مساومته على مبادئ الثورة وأهدافها. برز اسم العبود بشكل خاص بعدما بث ناشطون في نهاية سبتمبر/أيلول 2012 شريط فيديو على شبكة الإنترنت، يظهر فيه قائد غرفة عمليات الجبهة الجنوبية في الجيش الحر وهو يتوجه بغضب إلى مسؤولين سوريين معارضين مجتمعين في الأردن.

باسل شحادة
المخرج باسل شحادة من مواليد مدينة دمشق عام 1984، تخرج من كلية الهندسة المعلوماتية عام 2006، ليعود إلى الجامعة طالباً في قسم الآثار في جامعة دمشق. عمل لفترة في إحدى منظمات الأمم المتحدة، ليتركها وقسم الآثار، عقب حصوله على منحة دراسية في الولايات الأميركية المتحدة لدراسة الإخراج السينمائي عام 2011، إلا أنه في نهايات العام أوقف دراسته وعاد إلى سورية ليشارك في الحراك المناهض للنظام، وهو الذي كان قد اعتُقل في تظاهرة المثقفين في دمشق منتصف 2011.
شارك في العديد من التظاهرات في مختلف المناطق السورية التي وثقتها كاميرته، كما أنجز أفلاماً وثائقية خاصة بالثورة السورية. سقط قتيلاً في حي الصفصافي بمدينة حمص جراء قصف مدفعي عليها إلى جانب عدد من الناشطين، بعد أن كان قد مضى على وجوده فيها 3 أشهر قضاها بتدريب الناشطين على التصوير والمونتاج.

طراد الزهوري
من مواليد مدينة القصير عام 1975 من عائلة عرفت بثرائها وكان من بين الداعمين للثورة بالمال، وبعدها انتقل إلى التغطية الإعلامية. أخوه مهيب الزهوري كان فناناً كريكاتيرياً قُتل في قصف على القصير، بينما أصيب شقيقاه الآخران.
قُتل في 21 فبراير/شباط 2014 خلال تغطيته لعملية اقتحام مدينة يبرود من قبل "حزب الله" اللبناني. شارك طراد في فعاليات الثورة منذ انطلاقها في مدينة حمص وريفها في مارس/آذار 2011، وكان طراد وعائلته في زيارة لسورية بداية الثورة، وكان قبلها يعيش في قبرص مع عائلته حيث يملكون سلسلة من المطاعم هناك. يُجمع معظم ناشطي الثورة السورية في القصير وحمص على أن طراد كان من الناشطين المؤثرين في الثورة، لشجاعته الكبيرة في نقل جرائم النظام ودعمه الثورة بالمال، وقد رافق الناشط هادي العبدلله طوال فترة تغطيته للأحداث في سورية حتى مقتله.