السيسي يصلي جمعة "الشهيد" بمسجد طنطاوي..والسؤال: "من قتل الشهداء؟"

السيسي يصلي جمعة "الشهيد" بمسجد طنطاوي..والسؤال: "من قتل الشهداء؟"

10 مارس 2017
لا جواب عن سؤال: "من قتل الشهداء؟" (Getty)
+ الخط -
تحت حراسة مشددة وفي أفخم مسجد بالقاهرة، وأكثرها بذخاً وتحصيناً، أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صلاة الجمعة، وذلك في إطار الاحتفال بذكرى "يوم الشهيد".

وصلى السيسي "جمعة الشهيد" في المسجد، الذي بناه خصيصاً لقائده العام المشير وزير الدفاع السابق، محمد حسين طنطاوي، في ضاحية القاهرة الجديدة، غربي مدينة القاهرة، بكلفة فاقت كلفة بناء أي مسجد في مصر.

وذهب السيسي إلى صلاة الجمعة مصطحباً شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، بعد فترة من الاضطرابات شهدتها العلاقة بين الرجلين، وجلس الشيخ إلى يسار الرئيس أثناء الصلاة، بينما جلس إلى يمينه وزير دفاعه الفريق صدقي صبحي.


وألقى خطبة الجمعة مفتي الديار المصرية، شوقي علام، من دون أي ذكر لشهداء ثورة 25 يناير أو الدعاء لهم، بينما أمّ المصلين شيخ الأزهر أحمد الطيب.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحتفل فيها السيسي بذكرى "يوم الشهيد" في مسجد المشير طنطاوي، فقد حدث ذلك في العام الماضي أيضاً، لكن الفرق هذا العام أن الصلاة جاءت بعد أيام قليلة من إصدار محكمة النقض (أعلى سلطة قضائية في مصر) حكمها النهائي ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك من قتل الثوار في أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني من عام 2011، والتي كان لشهادة المشير طنطاوي في القضية دور الحسم في حكم البراءة.

ويُعد قرار المحكمة، الذي صدر في 2 مارس/آذار الجاري، باتّاً ونهائياً، بعدما قضت محكمة الجنايات ببراءة الرئيس المخلوع وأصدرت منطوق حكمها محملاً بإدانة المتظاهرين في 2014، وهو ما أدى إلى إلغاء حكم أول درجة بسجن مبارك سجناً مؤبداً بتهمة إصدار أوامر بقتل أكثر من 800 متظاهر عام 2011.

ويذكر أن مسجد المشير طنطاوي، الذي أمر ببنائه السيسي عندما كان وزيراً للدفاع، يقع على بعد أمتار قليلة من "ستاد الدفاع الجوي" الذي شهد مجزرة سقط خلالها 20 شهيداً من جماهير نادي الزمالك في 8 فبراير/شباط عام 2015، نتيجة قيام قوات الأمن بمحاصرة المشجعين داخل ممر ضيق يؤدي إلى مدرجات الاستاد، وإطلاق قنابل الغاز عليهم، ما أدى إلى وفاة بعضهم وإصابة آخرين، وحتى الآن لم تتم محاكمة أي مسؤول عن تلك الكارثة، باستثناء بعض من أنصار نادي الزمالك.

وفي حين يحيي السيسي ورجاله ذكرى "يوم الشهيد" في مسجد المشير طنطاوي، يبقى سؤال "من قتل الشهداء في الأحداث المتعاقبة التي مرت على مصر منذ ثورة يناير؟" دون إجابة.


المساهمون