بعد الحرب النفسية: النظام يشن هجوماً على الغوطة الشرقية

بعد الحرب النفسية: النظام يشن هجوماً على الغوطة الشرقية

04 فبراير 2017
الغوطة أكبر معقل في محيط دمشق (عامر محباني/فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر محلية إن قوات النظام السوري شنت هجوما على غوطة دمشق الشرقية من محور بلدة حزرما في منطقة المرج، في حين جُرح مدنيون بتجدد القصف على ريف حمص الشمالي، اليوم السبت.

وذكر الناشط منتصر أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام، مدعومة بمليشيات طائفية، جددت هجومها على منطقة المرج في الغوطة الشرقية، من محور كتيبة الصواريخ في بلدة حزرما، بغطاء صاروخي عنيف، اندلعت على إثره اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة السورية المسلحة، ولم تتمكن قوات النظام من إحراز أي تقدم.

وفي غضون ذلك، قصفت قوات النظام بالصواريخ مناطق في بلدة النشابية، تزامنا مع قصف مدفعي للأحياء السكنية في مدينة حرستا، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة.

وكان النظام السوري قد توعّد بشنّ حملة على الغوطة الشرقية بعد انتهائه من تهجير المعارضة والأهالي من منطقة وادي بردى، في ريف دمشق الشمالي الغربي.

وفي سياق متّصل، تحدّث "مركز حمص الإعلامي" عن قصف جوي ومدفعي من قوات النظام السوري على قرى وبلدات السعن والعامرية ودير فول ومنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، وأسفر القصف عن وقوع جرحى بين المدنيين في الحولة.

ومن جهة أخرى، أفادت مصادر محليّة بمقتل مجموعة من قوات النظام السوري في كمين نصبته المعارضة على الطريق الدولي في ريف درعا، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محيط بلدات حيط وسحم الجولان، في منطقة الحرمون في ريف درعا الغربي.

من جانب آخر، شن طيران النظام الحربي والطيران الروسي عدّة غارات على مواقع في جبل الثردة والجبل المطل على مدينة دير الزور، كما طاول القصف أحياء الحميدية والعمال والرصافة والصناعة وحويجة صگر في مدينة دير الزور، ومنطقتي المقابر والبانوراما جنوب المدينة، من دون ورود أنباء عن حجم الأضرار الناتجة عن الغارات.

حرب نفسية على الغوطة

ويروّج النظام السوري، عبر وسائل إعلام موالية له، لفتح معبر آمن لأهالي الغوطة الشرقية للخروج منها، بينما يطالب "المسلحين"، الرّاغبين أيضاً في "تسوية أوضاعهم قبل فوات الأوان"، اعتباراً من يوم غدٍ (الأحد) ولمدة عشرة أيام، بالتوجّه إلى مخيم الوافدين.

كما ذكرت وسائل الإعلام الموالية للنظام أنّ "مركز المصالحة الروسي حدد مخيم الوافدين معبراً لخروج المواطنين.. ويستطيعون عبره الخروج بشكل سهل بعد إجراءات التفتيش الروتينية".

وفي السيّاق، أوضح مدير ‏تنسيقية مدينة دوما، ياسر الدوماني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "كلام النظام يأتي ضمن الحرب النفسيّة التي يسعى من خلالها إلى إجبار أهالي الغوطة على الخضوع لسياسة التهجير التي يقوم بها".

وأكّد الدّوماني أنّ "النظام يقوم بنشر تلك الدعاية بعد فشله المتكرر في اقتحام الغوطة والخسائر التي مُنيت بها قواته، من أجل بث التفرقة بين الأهالي والثوار"، مضيفاً: "الوضع في الغوطة يختلف عن داريا وباقي المدن التي تمكّن النظام من تهجير أهلها، فالغوطة رغم الحصار إلا أنّها تملك إمكانيات عسكريّة كبيرة، ما يصعّب المعادلة على قوات النظام وحلفائها".

يُذكر أنّ قوات النظام السوري تحاول، منذ سبعة شهور، اقتحام الغوطة الشرقية بشكل متكرر من عدّة جبهات، وتمكّنت على إثرها من التقدم في عدد من المناطق، بينما استعصت عليها جبهات أخرى، وتكبدت على إثرها خسائر بشرية ومادية.

وكانت قوات النظام قد صعّدت، أمس، من قصفها المدفعي على مدينة دوما ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح العشرات، بينهم أطفال.

ويذكر أنّ غوطة دمشق الشرقية هي آخر معقل للمعارضة السورية المسلّحة وأكبر معقل في محيط العاصمة دمشق، وتعيش منذ أكثر من 3 أعوام في حصار من قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الأجنبيّة.