مؤتمر شعبي تصدياً لمخطط إسرائيلي في طنطور

عقد الحراك الشعبي الموحد الجديدة المكر، اليوم الجمعة، مؤتمراً شعبياً للتصدي للمخطط الجديد للسلطات الإسرائيلية التي تنوي إقامة مدينة عربية على أراضي طنطور من قرية المكر والجديدة بالجليل الغربي، والتي سيتم بموجبها مصادرة آلاف الدونمات من أهالي القرية العرب من فلسطينيي الداخل.

وامتلأت قاعة الفردوس، والتي تقع على تلة أراضي طنطور، بجماهير حاشدة في الاجتماع الجماهيري.

وكان الحراك قد أفشل الاقتراح الأول لإقامة مدينة عربية على أراضي طنطور في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي من خلال عمل جماهيري وشعبي ومهني.

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، إن: "ما نريده من هذه المعركة ألا نتنازل عن هذه الأرض، وأن تكون لصالح أهالي قرية الجديدة والمكر وتابعة لهم. ونحن ليس ضد تخطيط المنطقة ولكن أن تكون مخططة بشكل إنساني اجتماعي وتستوعب حاجات تطور المجتمع. ولا نريد تفريغ عكا القديمة من أهلها العرب. ومن يخرج عن هذه الثوابت فهو خارج عنا ومن يوافق عليها فهو منا".

من جهته قال الشيخ رائد صلاح: "نحن ضحايا الإرهاب، فالشهيد يعقوب أبو القيعان هو ضحية إرهاب ونفتخر بهذا الشهيد. نحن ضحايا الإرهاب لكن إذا ظنوا أن الإرهاب يخوفنا فيشرفنا الدفاع عنها بدمائنا ونستشهد دفاعا عن أرضنا".

وتحدث الناشط السياسي من حركة أبناء البلد محمد كناعنة، وقال: "قضية أراضي الطنطور لا تختلف عن قضايا يعاني منها أهلنا في الضفة الغربية والقدس لكن هناك بعض الفروقات من منطقة إلى أخرى".

وكان البروفيسور يوسف جبارين قد قال إن مخطط المدن: "التخطيط الأول كان على أرض تم مصادرتها بسنة 1975 عشية يوم الأرض بمساحة 2700 دونم".

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطة اقتصادية للعرب عام 2016 وأقرت قرار رقم 922 الذي ينص على البناء المشبع للعرب وتكثيف وتركيز السكان العرب في الأراضي العربية الخاصة، وبناء وحدات مكثفة من أجل منع توسع البلدات العربية على أراضي تابعة للدولة، وثانيا من أجل استغلال ما تبقى من أراضٍ في أيادٍ وملكية عربية.

وأضاف أن: "دولة إسرائيل لأول مرة تقيم مدينة عربية على أراضٍ خاصة، والهدف هو استغلال ما تبقى من أراضٍ عربية.. الهدف الأساسي تفريغ سكان العرب من عكا القديمة وهذا ضمن مشروع تهويد عكا القديمة، والأمر الآخر منع السكان العرب من الهجرة إلى بلدات يهودية متاخمة مثل "نتسيرت عليت" و"كرميئيل" في الجليل. وهدف آخر تلقين العرب في موضوع ثقافة سكن مكثفة متعددة الطوابق وأيضا أمر إضافي هو مصادرة الأراضي العربية لأراضٍ خاصة وعدم استعمال أراضي الدولة لذلك".

وتابع أن "إقامة مدينة جديدة على مساحة صغيرة جدا، 25 ألف وحدة سكن بالمجمل العام، وإسكان 125 ألف نسمة على بقعة أرض صغيرة مساحتها 4000 دونم. فمثلا مدينة "نتسيريت عليت" عدد سكانها 40 ألف نسمة ومساحتها 40 ألف دونم هذا أمر غر مسبوق في كثافة سكانية تصل الى 20 وحدة لدونم بما معناه تركيز العرب في "جيتو" من جديد وهذا أمر خطير جدا".

وعن حراك طنطور عقب ورد ياسين قائلا: "الحراك الشعبي الموحد هو حراك مستقل غير محزب تصدى لمخطط طنطور الأول وأفشله، والآن بصدد التصدي للمخطط الجديد. سارعت الحكومة الإسرائيلية بتحويل الملف إلى لجنة العليا للتخطيط، والتي تسمى "فاتمال"، والذي يصعب الاعتراض على قراراتها، وأوكلت لها مهمة تنفيذ هذا المخطط. اليوم نحن أمام ما حذرنا منه سابقاً بأن المخطط يستهدف كل شعبنا بالداخل وليس سكان الجديدة المكر فقط، وإذا لم يتم التصدي لهذا المخطط بشكل موحد وعلى صعيد شعبنا ككل فإن حكومة إسرائيل ستنجح بتمريره وسيكون محفزاً لها لمصادرة المزيد من الأراضي من فلسطينيي الداخل".