لوبان تستميل الفلاحين بانتقاد تبعية فرنسا للاتحاد الأوروبي

لوبان تستميل الفلاحين بانتقاد تبعية فرنسا للاتحاد الأوروبي

28 فبراير 2017
لوبان تستقوي بنتائج استطلاعات الرأي (Joel Saget/ فرانس برس)
+ الخط -

صعّدت رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف والمرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية، مارين لوبان، من حملتها الانتخابية وحملت بشدة على ما وصفته بتبعية فرنسا للاتحاد الأوروبي فيما يخص المجال الزراعي خلال زيارة قامت بها، اليوم الثلاثاء، لمعرض باريس الدولي للزراعة.


وبالموازاة مع هذه الزيارة، سجل استطلاع للرأي لمؤسسة "سيفيبوف" تصاعد شعبية الحزب اليميني المتطرف في أوساط المزارعين. وحسب أرقام هذا الاستطلاع، فإن 35 في المائة من الناخبين المزارعين قد يصوتون لصالح لوبان في حين قد يصوت 20 في المائة فقط منهم لصالح المرشح اليميني فرانسوا فيون أو المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون.


وإذا ثبتت صحة هذه التوقعات فستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية التي يحقق فيها اليمين المتطرف اختراقا بهذا الحجم في وسط شريحة المزارعين الذين كانوا يصوتون دوما بكثافة لصالح المرشحين اليمينيين المحافظين في السابق.

من جهة ثانية، ذهبت لوبان حد تهديد القضاة والمحققين بالانتقام بعد اتهامهم بالتحامل عليها. وشنت ليل الأحد الماضي هجوما عنيفا على موظفي الدولة واتهمت الحكومة باستعمال أجهزة الدولة وموظفيها لمآرب سياسية وهددت بالانتقام منهم في حال نجاحها في الوصول إلى الرئاسة. واستهدفت لوبان القضاة بشكل خاص وقالت "إن دولة القانون ليست هي حكومة القضاة" مثيرة مرة أخرى الجدل بشأن قضية الفصل بين السلطات واستقلال القضاء عن السلطة السياسية.

ويأتي هذا الهجوم في سياق دخلت فيه لوبان في مواجهة مباشرة مع السلطات القضائية ورفضت المثول أمام المحققين الذين استدعوها الجمعة الماضي للتحقيق معها في شبهات حول تورطها في قضية "وظائف وهمية" في البرلمان الأوروبي. وأكدت أنها لن تستجيب لأي استدعاء من طرف الشرطة أو القضاء، قبل نهاية الانتخابات المزمع تنظيمها في يونيو/ حزيران المقبل.

كما أن لوبان باتت تتمتع بثقة عالية في النفس بعد أن رشحتها كل استطلاعات الرأي منذ مستهل العام الجاري للفوز في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. ورغم أن هذه الاستطلاعات تؤكد في المقابل هزيمتها في الدور الثاني، أيا كان المرشح الذي ستواجه، فإن لوبان تؤمن بفوز محقق يصل بها إلى سدة الرئاسة كما قالت في تجمع انتخابي بمدينة ليون الشهر الماضي "المستحيل صار ممكنا ورياح التاريخ تهب علينا وستحملنا إلى الأعالي".

ويرى مراقبون أن لوبان تستفيد بقوة من المناخ السائد أوروبيا ودوليا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة. وأيضا تستغل المرشحة المتطرفة تشرذم اليسار في الانتخابات الرئاسية بعد ولاية اشتراكية تعاني من حصيلة سيئة وضعف المرشح اليميني فيون الغارق في فضيحة التوظيف الوهمي لزوجته.

وتتطلع لوبان إلى خوض معركة الدورة الثانية مع إيمانويل ماكرون الذي تتوقع أن تتغلب عليه نظرا لحداثة تجربته السياسية والانقسام حوله في صفوف ناخبي اليسار واليمين على حد سواء.