ترامب يرضخ لضغوط اللوبي اليهودي ويقر بتنامي معاداة السامية

ترامب يرضخ لضغوط اللوبي اليهودي ويقر بتنامي معاداة السامية

22 فبراير 2017
الانتقادات تنهال على ترامب من كافة الأطراف (Getty)
+ الخط -
استجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضغوط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ولبى دعوات ونداءات وانتقادات وجهتها له منظمات يهودية أميركية باعترافه لأول مرة بانتشار موجة من معاداة السامية في الولايات المتحدة، وإقراره بأن حدة هذه الموجة قد تصاعدت بشكل خطير منذ وصوله إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الماضي.

يأتي ذلك بعد سلسلة تهديدات معادية للجاليات اليهودية الأميركية، وقد وصلت يوم الاثنين الماضي بلاغات كاذبة عن وجود متفجرات في 11 مركزا يهوديا في عدد من الولايات الأميركية، بينما تعرضت مقبرة يهودية في ميسوري لعملية تخريب منظم، طاولت أكثر من 200 قبر تم نبشها من قبل مجهولين، يرجح انتماؤهم لمجموعات اليمين العنصري المتطرف، وهي مجموعات تزايد ظهورها ونفوذها بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقد وصفت تهديدات الاثنين بأنها الأخطر التي تتعرض لها الجاليات اليهودية، وقد تم إخلاء مراكز دينية وثقافية يهودية، في كل من شيكاغو، كليفلاند، ناشفيل، تامبا، هيوستن، ميلاووكي، سان بول، تولسا، أوكلا والبوكورك، وذلك بعد اتصالات هاتفية من مجهولين عن وجود عبوات ناسفة في تلك المراكز.

واختارالرئيس الأميركي الحديث عن تنامي ظاهرة معاداة السامية في أميركا خلال زيارة قام بها الثلاثاء إلى المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين الأفارقة، ودعا في كلمة له إلى مكافحة العنصرية والكراهية بكل "أشكالها البشعة"، وقال "إن التهديدات المعادية للسامية التي تستهدف جاليتنا اليهودية والمراكز اليهودية رهيبة، ومؤلمة ومحزنة، وتذكرنا بأنه ما زال أمامنا عمل يجب إنجازه، لاجتثاث الشر والكراهية والأفكار المسبقة".



وفي الأسابيع القليلة الماضية، طالبت المنظمات اليهودية الأميركية الرئيس بالتدخل السريع لمواجهة التهديدات العنصرية التي تتعرض لها، وذلك من خلال رسائل بعثت بها إلى الدائرة الضيقة المحيطة بترامب، وخصوصا صهره اليهودي جيريد كوشنر، زوج ابنته ايفانكا، التي تحولت من المسيحية إلى اليهودية، ودخلت إيفانكا على الخط، من خلال  تغريدة على "تويتر" قالت فيها "إن أميركا وطن قام على التسامح الديني، علينا حماية بيوت العبادة والمراكز الدينية" في إشارة إلى التهديدات التي استهدفت المراكز اليهودية.

وخلال مؤتمر صحافي عقده الأسبوع الماضي، رد ترامب بغضب على سؤال من صحافي يهودي عن تنامي ظاهرة معاداة السامية في الولايات المتحدة، ورأى في السؤال محاولة لتوجيه الاتهام إليه شخصيا بمعاداة اليهود.

وخلال الحملة الانتخابية تعرض مرشح الحزب الجمهوري لموجة انتقادات واسعة اتهمته بمعاداة السامية، بسبب علاقته البنيوية بالمجموعات العنصرية المتطرفة، ومنها مجموعة "ku klux klan" العنصرية المعادية للسود واليهود، والتي أعلن زعيمها دايفيد ديوك دعمه لحملة ترامب، ودعا أنصاره لانتخابه، وقد تزايدت الانتقادات بعد تعيين ترامب لليميني المتطرف ستيف بانون مديرا لحملته الانتخابية، ثم مسشارا استراتيجيا في البيت الأبيض، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، ومعروف عن بانون، مدير موقع "breitbart news"، مواقفه وأراؤه المنتقدة للدورالاقتصادي للوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

ووجهت منظمات يهودية أميركية الشهر الماضي انتقادات حادة للبيت الأبيض عندما أصدر بيانا في يوم إحياء  ذكرى "الهولوكست" لم يشر فيه إلى مقتل ستة ملايين يهودي، واكتفى باستذكار عام لضحايا الإرهاب النازي. وفي الأسابيع الأولى التي تلت فوز ترامب بالانتخابات، حذرت المنظمات اليهودية من ظهور قوي لمجموعات عنصرية من البيض الأميركيين، تتبنى الأدبيات النازية، خصوصا بعد تنظيم مؤتمر شعبي في واشنطن، شارك فيه مئات من النازيين الجدد رفعوا خلاله شعارات أدولف هتلر.


المساهمون