زيارة أمير الكويت لعُمان ..ترتيب أوراق الخلافات الخليجية -الإيرانية

زيارة أمير الكويت لعُمان ..ترتيب أوراق الخلافات الخليجية -الإيرانية

21 فبراير 2017
التحركات الكويتية تأتي بانسجام كامل مع سياسات السعودية(بندر الجلود/الأناضول)
+ الخط -

تأتي زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لسلطنة عُمان، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، في إطار السعي المحموم من قبل قادة المنطقة الخليجية للوصول إلى تسويات نهائية، فيما يخص ملف الخلافات الإيرانية –الخليجية، والتي وصلت إلى ذروتها مطلع العام الماضي، بقطع العلاقات السعودية -الإيرانية، في أعقاب اقتحام مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر، والذي تتهمه السلطات السعودية بالقيام بأعمال إرهابية. 

وتأتي هذه الزيارة أيضاً بعد عدة أيام فقط من زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لعُمان ثم الكويت، في غضون جولة خليجية لم تشمل سوى هذين البلدين، الذين يتمتعان بعلاقات جيدة مع طهران حتى الآن، فيما زار رجب طيب أردوغان البحرين والسعودية وقطر، في جولة قالت مصادر صحافية إنها تدل على مدى الاستقطاب الذي يحدث في الخليج العربي.

لكنّ مراقبين يؤكدون أن التحركات الكويتية تأتي في ظل انسجام كامل وتام مع سياسات السعودية، حيث أن استضافة الحكومة الكويتية للمفاوضات بين الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين، والتي سميت "مشاورات السلام اليمنية" تحت إشراف المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كانت بمباركة سعودية بحسب مراقبين.  

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد طلبت من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في مؤتمر القمة الخليجية الذي عُقد في البحرين أواخر العام الفائت، كتابة وتسليم الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالة تسعى في بدء سلسلة من الحوارات، لإنهاء حالة القطيعة المستمرة بين البلدان الخليجية وإيران، وسلم وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، هذه الرسالة بيده للرئيس الإيراني أوائل هذا العام.

وتأتي زيارة الشيخ، صباح الأحمد الصباح، لعمان لتبحث ثلاثة بنود، أولها تعزيز العلاقات بين البلدين، وتمتين الروابط بين أقدم زعيمين في المنطقة الخليجية، وهما السلطان قابوس بن سعيد، والشيخ صباح الأحمد الصباح، والثانية هي نقل الكويت لوجهة النظر السعودية في ما يخص العلاقات الإيرانية، ونقل عُمان لوجهة النظر الإيرانية في ما يخص الأزمة اليمنية، وأن الكويت ومن بعدها عمان ستتزعمان محاولة رأب الصدع بين بلدان الخليج، وإنهاء حرب اليمن.

وأما البند الثالث فإنه يشمل حزمة مساعدات خليجية لصالح عمان، التي تعد من أكثر بلدان الخليج تضرراً بانخفاض أسعار البترول، وكانت وكالة " رويترز" قد نشرت في وقت سابق من هذا العام أن عمان طلبت وديعة مليارية من الكويت وقطر والسعودية، لتعزيز احتياطات النقد الأجنبي، ومنع الريال العماني من الانهيار، لكن مسؤولين عمانيين نفوا هذا الخبر، وقالوا إن عمان ليست بحاجة لأحد لتجاوز أزمتها.

وقال مصدر في الخارجية الكويتية "للعربي الجديد" إن الزيارة لم يكن من المخطط لها أن تتم منذ أمد بعيد، وإنها تمت على عجالة، حيث أن الاتحاد الكويتي لكرة القدم كان قد طلب من الديوان الأميري موعداً لتحديد نهائي كأس الأمير لكرة القدم وبالفعل تم هذا الموعد المفترض اليوم، لكن المباراة تمت اليوم دون حضور أمير البلاد.

 

 

المساهمون