3 أعوام على سقوط يانوكوفيتش: انقسام أوكراني واستفادة روسية

3 أعوام على سقوط يانوكوفيتش: انقسام أوكراني واستفادة روسية

22 فبراير 2017
أعرب يانوكوفيتش عن ندمه لعدم إعلانه حالة الحرب(ساشا موردوفتس/Getty)
+ الخط -


"في عام 2014، وقع الحدث الأهم في تاريخ روسيا خارج أراضيها. في عاصمة دولة مجاورة، كان يجري قتل المتظاهرين في ميدان مركزي، وهرب الرئيس من البلاد، وتغيرت السلطة، وظهرت وجوه وأسماء جديدة، وسُمعت هتافات جديدة، وكان يتم هدم التماثيل، إلا أن روسيا هي التي كانت تتغير"، بهذه الكلمات استهل الصحافي الروسي المعارض، أوليغ كاشين، مقاله في الذكرى الثالثة لسقوط الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، في 22 فبراير/شباط 2014.
واعتبر كاتب المقال الذي نُشر في صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، أن "كل قتيل كان يقرّب روسيا من وضعها التاريخي الجديد الذي لم يكن يمكن تصوره آنذاك"، مذكّراً بأن أسابيع محدودة كانت كافية لـ"بسط السيادة الروسية" على شبه جزيرة القرم، وذلك في إشارة إلى قيام روسيا بضمها في مارس/آذار 2014.
وحول انعكاسات سقوط يانوكوفيتش وما تلاه من حرب أهلية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا على الوضع الداخلي في روسيا وتراجع وتيرة احتجاجات المعارضة الروسية، لفت كاشين إلى أنه "لم يعد هناك كثيرون في روسيا يتمنون لبلادهم ما عاشته أوكرانيا منذ عام 2014 على الرغم من أن ذلك كان حلماً بديهياً للكثير من سكان موسكو عامي 2011 و2012"، موضحاً أن "المكوّن المعادي للثورة في سياسة فلاديمير بوتين اكتسب العديد من الحلفاء الجدد، بمن فيهم أولئك الذين لن يعترفوا أبداً بمعاداتهم الثورة". وأضاف: "على عكس الإجماع على ضم القرم الذي كانت تبرزه الدعاية الروسية، إلا أنه لا يدور الحديث كثيراً عن الإجماع ضد الثورة، على الرغم من أنه أتاح للمجتمع التعايش بهدوء مع انهيار قيمة الروبل وحظر استيراد المواد الغذائية والحربين في دونباس وسورية".


ورجّح كاتب المقال أنه "قبل خمس سنوات، كان أي من هذه الذرائع سيتسبب في احتجاجات واسعة النطاق في روسيا"، إلا أن "المجتمع الذي رأى بأم عينه أنه لا يحدث أي شيء إيجابي بعد الثورة، يسمح للكرملين باتّباع ذلك السلوك القائم منذ عام 2014".
وتستقبل أوكرانيا الذكرى الثالثة للإطاحة برئيسها السابق وسط انقسام عميق داخل المجتمع مع تحوّل الوضع شرق البلاد، في الواقع، إلى نزاع متجمد بلا تسوية في الأفق بعد سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل. وفي مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، هرب يانوكوفيتش إلى شبه جزيرة القرم أولاً ثم إلى روسيا بعد موجة من أعمال العنف وسقوط أكثر من 100 قتيل في فبراير/شباط 2014. وأصدرت الرادا العليا (البرلمان الأوكراني) آنذاك قراراً أعلنت فيه أن يانوكوفيتش ابتعد عن أداء صلاحياته الدستورية، بينما أصر هذا الأخير على أنه "الرئيس الشرعي المنتخب"، معتبراً أن ما يجري في البلاد "انقلاب".
وأسفرت الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في مايو/أيار 2014، عن فوز المرشح الموالي للغرب، بيترو بوروشينكو، برئاسة أوكرانيا وسط تدهور غير مسبوق للعلاقات مع روسيا بلغ مرحلة المواجهة المسلحة غير المباشرة في منطقة دونباس (دونيتسك ولوغانسك). وقبل الذكرى الثالثة للإطاحة به بأشهر، أعرب يانوكوفيتش عن ندمه على عدم إعلانه "حالة الحرب" أثناء أحداث "الميدان الأوروبي" في كييف قبل ثلاث سنوات، محملاً "الراديكاليين" المسؤولية عن انفصال القرم عن أوكرانيا.
يُذكر أن أحداث "الميدان الأوروبي" بدأت في كييف في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 واستمرت حتى هروب يانوكوفيتش بعد نحو ثلاثة أشهر، وسط تبادل الأطراف الأوكرانية الاتهامات بالتسبب في إراقة الدماء.

المساهمون