موكب وزير الدفاع الأميركي ببغداد يعيد للأذهان سنوات الاحتلال

موكب وزير الدفاع الأميركي ببغداد يعيد للأذهان سنوات الاحتلال

20 فبراير 2017
الزيارة أعادت للعراقيين ذكريات ما قبل الانسحاب الأميركي(مانو تاما/Getty)
+ الخط -
لم تجد القوات الأميركية المرافقة لوزير الدفاع، جيمس ماتيس، في زيارته الحالية إلى بغداد، أي صعوبة في التعرف على مداخل ومخارج المنطقة الخضراء، أو حتى مبانيها، فهي التي أسستها أصلًا عام 2003 عقب احتلالها البلاد، إلا أن مشهد انتشارها عند مباني وبوابات المنطقة الخضراء، معقل مؤسسة الحكم في العراق، قبيل وصول الوزير الأميركي، وخلال تواجده فيها، أثار لدى الشارع العراقي مجدّدًا السؤال التقليدي حول "السيادة العراقية".

وانتشر العشرات من الجنود الأميركيين في المنطقة الخضراء في بغداد، بينما كان الرتل الذي أقل الوزير من المطار إلى المنطقة الخضراء على نهر دجلة، وسط بغداد، عسكريًّا لا يتضمّن أي تمثيل عراقي، بينما أعاد مشهد الجنود وهم يقطعون الطريق تلو الطريق، ويأمرون السيارات المدنية بالتوقف، أمام أنظار الجنود العراقيين الذين تنحّوا جانبًا، ذكريات العراقيين القريبة لسنوات ما قبل الانسحاب الأميركي من البلاد عام 2011 بشكل نهائي.




ووفقًا لمصدر أمني عراقي، فقد تولت تأمين المنطقة الخضراء، طيلة ساعات تواجد الوزير، قوات أميركية، وتم تحييد الجانب العراقي بشكل واضح. وبيّن المصدر أن "زيارة ماتيس تختلف عن زيارة أي مسؤول سابق، وقد حاول أن يُظهر مدى تمكن واشنطن في الملف العراقي، بدءًا من وصوله مطار بغداد، وحتى دخوله المنطقة الخضراء، حيث بادر للقاء قادة ومسؤولين أميركيين في السفارة، قبل لقائه مع المسؤولين العراقيين". مؤكدًا أن الانتشار الأمني والعسكري الأميركي جاء تحسّبًا من أي أعمال عدائية تنفذ من قبل المليشيات أو تنظيم "داعش".


وعلّق سكان بغداد على مشهد دخول الوزير الأميركي إلى المنطقة الخضراء بأنه أعاد إلى أذهانهم مشاهد حكم الجيش الأميركي لبغداد. وقال محمد طالب، صاحب أحد المحلات التجارية في كرادة مريم، المقابلة للمنطقة الخضراء في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "الجواب على سؤال (هل للعراق سيادة؟) بات اليوم واضحًا؛ فدخول وزير بقوّات بلاده إلى معقل الحكومة، من دون مرافقة أو دور عراقي، كشف كل شيء".


ويضيف: "فعلها قبل مدة مسؤول إيراني زار بغداد، وأغلق الطرق من خلال القوات الإيرانية المرافقة له. المسؤولون العراقيون وحدهم قادرون على إبراز عضلاتهم علينا في مواكبهم اليومية"، على حد وصفه.

فيما قالت فاطمة علي (34 عامًا)، وهي تعمل موظفة في وزارة التخطيط العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن العربات السوداء المصفّحة، والمركبات العسكرية الأخرى، ومشهد الجنود الأميركيين، يؤكد أن العراق ما زال مصادرًا من القوى الخارجية". مردفة أن قطع الطرق جعلها تنتظر نحو ثلاث ساعات لحين السماح لها بالعبور بسيارتها باتجاه شارع الرشيد.

وعقد وزير الدفاع الأميركي مؤتمرًا صحافيًّا مقتضبًا، مساء اليوم، في بغداد، قال فيه إن "قواته ستبقى لفترة في العراق للوقوف مع الجيش العراقي". وأضاف ماتيس أن "المعركة ضد داعش طويلة والجيش العراقي يتمتع بقدرات جيدة".

المساهمون