تبنّي "داعش" تفجير الكنيسة البطرسية يدحض الرواية الأمنية المصرية

تبنّي "داعش" تفجير الكنيسة البطرسية يدحض الرواية الأمنية المصرية

20 فبراير 2017
اعتاد السيسي إلصاق أعمال العنف بـ"الإخوان المسلمين" (الأناضول)
+ الخط -



اعتبر مراقبون مصريون أنّ إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المسؤولية عن تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يدحض الروايات الأمنية الأولية عن أنّ التفجير نفذه أحد المنتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، ويدعى محمود شفيق.

واعتاد النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، وأجهزته الأمنية، على إلصاق أيّ أعمال عنف بالجماعة، دون سند أو دليل.

وفي شريط مصوّر بثّه التنظيم، أمس الأحد، أورد فيه لقطات من هتافات لمسيحيين مصريين في عدة وقفات، رددوا خلالها أنّ مصر دولة مسيحية، وأنّهم ليسوا أقلية ولكن أصحاب الأرض. وقال التنظيم في الشريط إنّ "المسيحيين لهم نفوذ كبير في الدولة وتحديداً في القضاء"، مشيراً إلى واقعة إصدار حكم من قبل القاضي إميل حبشي عبد المسيح ضدّ من وصفهم بـ"مجاهدي سيناء".

وشنّ تنظيم "داعش" هجوماً حاداً، في الشريط المصوّر، على بعض الحركات والأحزاب الإسلامية، بسبب التقارب مع المسيحيين، معتبراً أنّهم يسعون لإرضاء هذه الطائفة، ويقصد "حزب النور"، حيث أورد مشاهد لتواجد بعض قياداته في إحدى الكنائس، يرجّح أنّها عقب تفجير الكنيسة البطرسية.

وشدّد على وصف جماعة "الإخوان المسلمين" بأنّها "مرتدة"، ونشر لقطات مصورة للرئيس المعزول محمد مرسي وهو داخل الكنيسة، خلال تهنئته بأعياد الميلاد.

كما وصف التنظيم عدداً من الشيوخ والدعاة بـ"المرتدين"، ومنهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، والداعية السلفي محمد حسان، والداعية عصام تليمة، بسبب موقفهم الرافض لاستهداف الكنيسة البطرسية.

وحاول التنظيم المسلّح تحريض الشباب المسلم على استهداف المسيحيين، من خلال بثّ لقطات مصوّرة لعدد من القساوسة المتطرفين ضد الإسلام، والذين يقيمون خارج مصر.

واعتبر أنّ "هؤلاء القساوسة يسبّون النبي محمد في فضائياتهم"، معرجاً على حديث اثنين منهم هما مرقص عزيز وزكريا بطرس.

وشدّد على أنّ التنظيم كان عليه استهدافهم، أي المسيحيين، في أي مكان، وإدخالهم لدائرة الصراع لأنّهم من جملة من وصفهم بـ"الصليبيين المحاربين"، ولذلك تمّ استهداف الكنيسة البطرسية.

وتفاخر التنظيم بردود الفعل حول تفجير الكنيسة البطرسية، حيث اعتبر أنّه حادث جلل، وراح ضحيته ما يقارب 80 مسيحياً بين قتيل وجريح.

ولعب على وتر الفشل الأمني، بالتأكيد على تمكّنه من اختراق التحصينات الأمنية في تلك المنطقة التي تعجّ بالحراسات المشددة، لأنّ الكنيسة البطرسية ملاصقة للكاتدرائية.

وقال ملثم ظهر في الشريط المصور يدعى أبو الزبير المصري، موجّهاً خطابه للشباب الذي "لم يتمكّن من السفر للانضمام لداعش"، "يا من عجزتم عن النفير إلى دولة الإسلام.. ها هو سوق الجهاد قد فُتح.. حوِّلوا دماءهم أنهاراً، ثأراً لإخوانكم وجهادكم".

واختتم التنظيم الشريط المصور بوصية منفّذ تفجير البطرسية، ويدعى أبو عبد الله المصري، وتثار الشكوك أنّه محمود شفيق.

وقال أبو عبد الله، بدوره، "أقول لإخواني الأسرى، أبشروا ولا تهنوا ولا تحزنوا، قريباً سنحرر القاهرة، ونأتي لفكاك أسركم، ونأتي بالمفخخات... سنأتي بالمفخخات".