إسرائيل قد تنعش المشروع الإيراني

إسرائيل قد تنعش المشروع الإيراني

20 فبراير 2017
مناورات عسكرية إيرانية (شافوش هومافاندي/فرانس برس)
+ الخط -

مطامع إيران في المنطقة ليست جديدة. الرؤية الإيرانية بسيطة منذ ثورة الخميني: هناك مطامع استراتيجية إيرانية في المنطقة، ورغبة في مد النفوذ والهيمنة، تصطدم بالدول العربية تارة، وبالأميركيين نيابة عن الإسرائيليين تارة أخرى. الدول العربية لا تجهل هذا، ولا تجهل أن محاولات الهيمنة الإيرانية كانت تأتي بعناوين عديدة، مثل مواجهة "الشيطان الأكبر" أو "تصدير الثورة" أو "المقاومة". واجه العرب هذه المطامع باكراً، وعلى مدى عقود نجحوا في إيقاف الهيمنة الإيرانية على الحدود العراقية، ومنع طهران من ابتلاع البحرين.

ما لم يفعله العرب، هو أنهم لم يضعوا استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة إيران، بينما فعل الإيرانيون ذلك. فأسسوا فيلق بدر وحزب الله في الثمانينات، وتحالفوا مع النظام السوري بقيادة حافظ الأسد، منذ ذلك الوقت، وحاولوا اختراق الدول الخليجية من خلال دعم معارضين إسلاميين شيعة، وصولاً إلى تدريبهم عسكرياً في إيران وسورية كما فعلت في الثمانينات. وكل هذا بمثابة خطوات تدريجية لمدّ النفوذ، لا تستعجل الإنجازات.

النجاحات جاءت لاحقاً، بعد الاحتلال الأميركي للعراق (2003). لكن العرب، اليوم، لم يستفيدوا من الدرس الإيراني بعد، ولم يخططوا لوضع استراتيجية بعيدة الأمد لطرد الإيرانيين من العراق، بعد محاصرتهم في اليمن، مع وضع لبنان في سياق آخر، بانتظار إعادة ترتيب الساحة السورية. لا يبدو أن المتحمسين لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يفكرون بخطة تستغرق خمس أو ست سنوات لاستعادة المنطقة، بل كل المؤشرات تدل على أنهم يبحثون عن "حل سحري" يأتي به ساكن البيت الأبيض الجديد، ويخفي عن طريقه كل الكوارث التي سببتها إيران في المنطقة منذ 1979.

لكن أخطر ما في الحل السحري الأميركي، أنه يتضمن أكسير حياة للنظام الإيراني، وفرص لإعادة بناء شعبيته المدمرة دولياً وداخلياً، لو دخل الكيان الصهيوني على خط مواجهة نفوذ طهران في المنطقة. ما نجح فيه السعوديون والأميركيون في 1991، هو تحييد إسرائيل عن مواجهة العراق بعد أن قصف صدام حسين تل أبيب بصواريخ سكود، بحثاً عن شعبية فقدها باحتلال الكويت، لعلمهم آنذاك، أن هذا ما أراده صدام بالضبط، لتعزيز موقفه السياسي. اليوم نجد سعياً إسرائيلياً لتطبيع وجودها في المنطقة من خلال مواجهة إيران، ويبدو أن مواجهة هذه الطموحات لم تؤخذ بجدية بعد، رغم أنها عنوان المشهد.

المساهمون