أردوغان يلتقي ماكين... ويلدريم متفائل بالتوصل لاتفاقٍ لتحرير الرقة

أردوغان يلتقي ماكين... ويلدريم متفائل بالتوصل لاتفاقٍ لتحرير الرقة

20 فبراير 2017
اللقاء يأتي على هامش المشاورات حول تحرير الرقة(كايهان أوزير/الأناضول)
+ الخط -
استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، رئيس لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأميركي، النائب الجمهوري، جون ماكين، في العاصمة التركية أنقرة، في حين أبدى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، تفاؤله بإمكانية التوصّل لاتّفاق مع الولايات المتّحدة بخصوص عمليّة استعادة الرقة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي تستمر فيه المشاورات بين كل من الإدارتين التركية والأميركية حول عملية استعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حيث ترفض أنقرة أي دور للجناح السوري لـ"العمال الكردستاني" في العملية.

وكان ماكين قد دعا، في وقت سابق، الحكومة التركية إلى وقف عملياتها العسكرية ضدّ مقاتلي حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) داخل الأراضي السورية، بداعي أنّها "تزعزع الاستقرار وتبعث القلق".

بدوره، أبدى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم، تفاؤلًا حذرًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن في ما يخص عملية استعادة السيطرة على مدينة الرقة. ورداً على أسئلة الصحافيين في اليوم الأخير للمؤتمر الدولي للأمن في ميونخ،  قال "إننا نفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية، كما يقولون (New day) أي يوم جديد".



وبشأن ما تم بحثه خلال لقائه مع نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، على هامش المؤتمر السبت، أكد يلدريم أنه بحث معه ثلاثة مواضيع: الأول، مشاركة الولايات المتحدة في مكافحة "داعش"، وألا يكون ذلك عبر دعم عناصر قوات "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، مشيراً في هذا السياق، إلى أنّه "من غير الصحيح محاولة القضاء على منظمة إرهابية بالتعاون مع منظمة إرهابية أخرى، لذلك لا بد من إدارة هذا الأمر بشكل يليق بالشراكة الاستراتيجية وشراكة الناتو. وأعتقد أنهم سيأخذون بعين الاعتبار هذه المسألة الحساسة بالنسبة لنا".

وأضاف يلدريم أن المسألة الثانية التي تم تناولها هي تسليم زعيم "حركة الخدمة"، فتح الله غولن المتهم بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي، والمقيم في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين ردّوا عليه بالقول إنّ "المسألة قانونية إلا أننا سنعمل على الأمر بكل جدية بشكل يتلاءم مع الاتفاقيات بين بلدينا". وألمح إلى أن موقف الإدارة الجديدة يختلف عن موقف الإدارة الأميركية السابقة، الذي كان يقتصر على القول إن المسألة "من اختصاص القضاء"، دون اتخاذ أي خطوة أخرى.

أما المسألة الثالثة التي تناولها المسؤول التركي مع بينس، هي العمليات العسكرية ضد "داعش" بعد عملية الباب، مؤكداً أن تركيا ستستمر في مكافحة "داعش"، بشرط ألا يكون للمنظمات الإرهابية الأخرى دور في الموضوع، في إشارة إلى قوات الجناح السوري لـ"الكردستاني". 

وأعرب يلدريم عن اعتقاده أن الجانب الأميركي سيبحث الموقف التركي ويتخذ قرارًا حول الموضوع.

ولدى سؤاله عما إذا كانت تركيا ستتحرك وحدها في حال قررت الولايات المتحدة الاعتماد على قوات "الاتحاد الديمقراطي" في عملية الرقة، أكد يلدريم أنه لم يصله انطباع بأن هذا ما يفكر به الجانب الأميركي، مضيفًا "هم الآن في مرحلة تقييم الموقف، لا بد من رؤية النتيجة".

وعما إذا كان الدور التركي في العملية المحتملة سيقتصر على الدعم التكتيكي، قال رئيس الوزراء التركي "أسلوب قتالنا في الرقة سيكون نفسه الذي اتبعناه في الباب".

من جهةٍ أخرى، ورداً على سؤال بشأن التصريحات الأميركية بأن إيران تشكّل تهديدًا، قال يلدريم "ليست إيران فقط، هناك دول أخرى في المنطقة. الهدف ألا تحقق دولة ما نفوذا في سورية أو العراق. الهدف لا بد أن يكون التوصل إلى حل يكفل أن يختار السوريون مصيرهم وأن يشكلوا حكومتهم".

وأضاف "إيران جارتنا التاريخية، شهدت علاقاتنا العديد من التقلبات، ولكن نحن مستاؤون من إحدى المسائل هنا، في حال تم التركيز على المذهب سيترتب على الأمر الكثير من الأضرار. لقد أودت الحروب المذهبية بحياة 12 مليون شخص هنا في ألمانيا".

ولدى إشارة أحد الصحافيين إلى أن السعودية ودول الخليج أيضًا منزعجة من الأمر، أجاب "نعم لديهم حساسيات تتعلق بالجوانب الأمنية، إلا أن إيران دولة لديها تقاليد متجذرة، وننتظر منها إسهامات بناءة بخصوص المنطقة، ولكننا سنشعر بالقلق في حال قيامها بأمور من قبيل توسيع مجال نفوذها".

وحول نظام الحكم في سورية مستقبلًا، قال يلدريم إن هذا ليس واضحًا بعد،  قال"سيتم إنشاء نظام حكم يتلاءم مع تاريخ سورية وعاداتها، لا يمكن فرض نموذج للحكم من الخارج. سورية فيها عرب وأكراد ونصيريون وأيزيديون، ولا بد من أن يكون للجميع رأي في تأسيس نظام الحكم، وذلك بشرط ألا يكون للمنظمات والعناصر الإرهابية دور في الأمر".