مستشار دي ميستورا: تقسيم سورية لأشباه دول وارد

مستشار دي ميستورا: تقسيم سورية لأشباه دول وارد

20 فبراير 2017
تحذير من تقسيم سورية إلى كنتونات (getty)
+ الخط -

ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن فيتالي نعومكين، المستشار السياسي للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، حذّر من تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ شبيهة بالدول، إذا ما طالت التسوية السياسية في هذا البلد.

وبحسب "إنترفاكس"، فقد اعتبر الأكاديمي نعومكين، في حديث أدلى به اليوم الاثنين، أن صمود الهدنة في سورية وطول أمد العملية السياسية للتسوية، أو انهيار جهود التسوية بالكامل فيها، قد يجعلها تواجه تقسيمها إلى مناطق نفوذ، وتابع: "إذا ما حالف النجاح عملية أستانة، وتم على الأرض تنفيذ مقرراتها وتثبيتها، سوف تبرز حينها، ولجملة من العوامل، مسألة تقرير مصير المناطق الخاضعة لأطراف النزاع" والمناطق التي تنتزع من سيطرة تنظيم الدولة.

ويضيف نعومكين: "دعونا نتصور ماذا سيحدث في حال استمرار صمود وقف إطلاق النار تزامنا مع خمول وبطء سير التسوية السياسية أو تسويفها، أو انهيارها، وفي مثل هذه الحال، أليس من الممكن مثلا في محافظة إدلب، أن تعزز فصائل المعارضة المسلحة مواقعها، لتتحول هذه الأراضي إلى دولة شكلية هناك؟"

وبحسب إنترفاكس، فقد اعتبر نعومكين أن هذا الأمر قد ينسحب على مناطق شمال سورية والخاضعة لقوات درع الفرات، والمتاخمة لقطاعات الأكراد شمال سورية، وعلى المناطق الجنوبية التي يشرف عليها الأردن جنوب سورية.

واستطرد قائلا: "وهذا بحد ذاته سوف يثير -إذا ما تم- تقاسم سورية على الأرض، السؤال حول احتمال أن يفضي الواقع القائم إلى تعقيد العملية السياسية، فالفصائل المعارضة والجهات الراعية لها، لن تكون بحاجة إلى تأييد الحوار السياسي، لأن الجميع في مثل هذه الحال سوف يكونون راضين عن وضعهم".

وبحسب "إنترفاكس"، يرى نعومكين أن ما يعزز سيناريو الفدرالية على الأرض في سورية، هو المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، لإقامة مناطق عازلة في سورية، يقول نعومكين: "من غير الواضح حتى الآن ما يمكن لوضع كهذا أن يحمل في طياته، فقد اتفقت واشنطن وأنقرة قبل أيام على حشد الجهود بما يخدم استحداث هذه المناطق الآمنة".

ويلفت نعومكين إلى أن ما يعزز طرح قدرة المناطق الآمنة على المنافسة مع باقي مناطق سورية، "تدفق الاستثمارات عليها، وما سيتمخض عن ذلك من تطور البنى التحتية، وتشييد المباني، وخلق ظروف عيش أفضل فيه، قياسا بباقي المناطق المدمرة والخاضعة لدمشق، والتي سيتعذر على الأخيرة إعادة إعمارها بمعزل عن الدعم الخارجي"، إذ لا تلوح في الأفق، وباستثناء البعض، البلدان والمنظمات الدولية المستعدة لإعمار المحافظات السورية.


(العربي الجديد)