تصاعد الاتهامات بين الإمارات وإيران بشأن اليمن

تصاعد الاتهامات بين الإمارات وإيران بشأن اليمن

عادل الأحمدي

avata
عادل الأحمدي
02 فبراير 2017
+ الخط -
بعد أيام من إعلان الإمارات، تدمير طائرة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، قالت إنها إيرانية الصنع، أعلنت الإمارات اليوم، استدعاء القائم بالأعمال الإيرانية في أبوظبي للاحتجاج على دعم طهران للحوثيين، وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من اتهام الولايات المتحدة الأميركية إيران بزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، اليوم، أن  مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون القانونية، عبدالرحيم العوضي، "استدعى القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أبوظبي (لم تسمه) وسلمه مذكرة احتجاج حول تزويد إيران، بطريقة غير مشروعة، أسلحة لمليشيات الانقلاب على الشرعية في اليمن، انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الملزمة التي تحظر ذلك، وما يتضمنه من اعتداء على الشرعية الدولية وسيادة اليمن، وما يؤدي إليه من تأجيج الصراع فيه".

وحسب الوكالة، "فقد أشار المسؤول الإماراتي، إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2216  (الصادر في أبريل/نيسان2015)، بشأن اليمن واضح في هذا الجانب، وبالتالي فإن السلاح الإيراني، ومن ضمنه الطائرات بدون طيار التي قامت قوات التحالف العربي باستهدافها مؤخراً، يعد مخالفة صريحة للقرارات الدولية ذات الصلة".

وكانت الإمارات قد أعلنت في الـ28 من يناير/كانون الثاني المنصرم، تدمير طائرة عسكرية بدون طيار في منطقة شمال المخا بمحافظة تعز جنوبي اليمن، وقالت إن التدمير جاء "قبل إطلاقها من منصة متنقلة لاستهداف قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التي شاركت في عمليات تحرير مدينة وميناء المخا". وعرضت الإمارات مقطع فيديو يظهر لحظة تدمير المنصة المتنقلة، بواسطة مقاتلات إماراتية.

ويأتي التصعيد باتهامات أبوظبي طهران في وقت تؤكد فيه مصادر محلية في جنوب اليمن، لـ"العربي الجديد"، أن الإمارات تقود عمليات التحالف العربي بمنطقة "باب المندب"، وهي العملية المستمرة منذ ما يقرب من شهر وتنفذها قوات يمنية موالية للشرعية بغطاء جوي من التحالف، ونجحت خلال الفترة الماضية بالسيطرة على أجزاء من مديريتي "ذوباب" و"المخا" القريبتين من "باب المندب".

ومن اللافت أنه، وللمرة الأولى، يجري الحديث عن "طائرة للحوثيين"، بعد أن كانت مقاتلات التحالف قد نجحت بضرب القوات الجوية اليمنية التي يسيطر عليها الانقلابيون من الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية "عاصفة الحزم"، في الـ26 من مارس/آذار2016. ومنذ ذلك اليوم فقد الحوثيون وحلفاؤهم القوة الجوية بما فيها الدفاعات الجوية.

وباتت الإمارات لاعباً بواجهة التدخل العسكري في اليمن للتحالف الذي تقوده السعودية، ويتولى الإماراتيون قيادة العمليات العسكرية في جنوب البلاد، بما في ذلك المناطق الساحلية وصولاً إلى الساحل الغربي القريب من باب المندب، وفي المقابل، تُتهم طهران بأنها الطرف الإقليمي الداعم للحوثيين، ويوصف الأخيرون بأنهم ذراعها في اليمن.

 وليست المرة الأولى التي يتهم فيها التحالف، بقيادة السعودية، إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح، لكنها المرة الأولى الذي تتصدر فيها الإمارات هذه الاتهامات.

ويأتي الاحتجاج، بعد التصريح المثير لمستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للأمن القومي، مايكل فلين، والذي أدان تجربة إطلاق صاروخ بالستي من قبل إيران واعتبرها "تحدياً لقرارات مجلس الأمن"، وقال فلين إن التجربة الصاروخية هي "أحدث خطوة في سلسة أفعال إيران الاستفزازية، ومنها دعم الحوثيين في اليمن"، مشيراً في السياق إلى استهداف الحوثيين سفينة بحرية سعودية.

وفي الوقت الذي لم تعلق فيه طهران رسمياً، حتى عصر اليوم، على اتهامات أبوظبي، كان لافتاً نشر وسائل إعلامية إيرانية خلال الأيام الماضية تقارير تهاجم الإمارات وتحاول إثارة خلافات بينها وبين السعودية، ومن ذلك تقرير لوكالة أنباء فارس تحت عنوان  "السعودية والإمارات: صراع على حيازة عمالة أميركا في اليمن"، وآخر بعنوان  "تصعيد الصراعات الخفية بين الإمارات والسعودية في اليمن"، تحدثت عن جوانب خلافات مزعومة بين الرياض وأبوظبي في اليمن، كما نشرت وسائل الإعلام الإيرانية كذلك، تصريحات مفبركة منسوبة لـ "رئيس الاستخبارات العامة في السعودية، خالد بن علي الحميدان، عن وجود مخطط لانقلاب وشيك في الإمارات".

ومن الواضح، من خلال مختلف التصريحات السابقة، أن الإمارات التي أصبحت واجهة التدخل العسكري للتحالف في مناطق جنوب اليمن، تتجه إلى التصعيد، مع الطرف الإقليمي المتهم بدعم الحوثيين، وهو التصعيد الذي جاء في ظل استمرار المواجهات قرب "باب المندب" بين الانقلابيين وقوات الشرعية المدعومة من الإمارات.



ذات صلة

الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة
عيدروس الزبيدي (فرانس برس)

سياسة

أفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، مساء الأحد، بأن الانفصاليين في جنوب اليمن أبدوا استعدادهم "للتعاون مع إسرائيل في وجه تهديد الحوثيين".
الصورة

سياسة

خرج آلاف اليمنيين يوم الجمعة في مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات نصرة للشعب الفلسطيني وتنديداً بالقصف والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزة المحاصر.