الفرنسي جان بيار لاكروا رئيساً لعمليات حفظ السلام الأممية

الفرنسي جان بيار لاكروا رئيساً لعمليات حفظ السلام الأممية

15 فبراير 2017
يتمتع لاكروا بسمعة دبلوماسية كبيرة (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الثلاثاء، الدبلوماسي الفرنسي المخضرم، جان بيار لاكروا، رئيساً لقوات حفظ السلام الدولية خلفاً لمواطنه، هيرفي لادسوس، الذي شغل هذا المنصب لمدة ست سنوات.


وسيتسلم لاكروا، وهو واحد من الدبلوماسيين الفرنسيين الأكثر معرفة بالمنظمة الأممية وكواليسها، منصبه الجديد في الأول من أبريل/ نيسان المقبل، ويبقى فيه لمدة سنة قابلة للتجديد، في انتظار نتائج دراسة كلف بها غوتيرس مجموعة عمل داخلية، تتولى تقييم استراتيجية عمل المنظمة في مهمات حفظ السلام والأمن.

ويعتبر منصب رئاسة عمليات قوات حفظ السلام، واحداً من أرفع المناصب في المنظمة الدولية بالنظر إلى المكانة الاستراتيجية التي تحظى بها عمليات حفظ السلام في عمل المنظمة الدولية، والتي تنخرط فيها في مختلف أنحاء العالم.

وبهذا التعيين، تكون فرنسا بعد انسحاب لادسوس، قد حافظت على وجودها منذ 20 عاماً على رأس هذا المنصب الحساس الذي سعت روسيا والصين إلى الوصول إليه، عبر عدة ضغوطات في الكواليس مارستها على الأمين العام غوتيرس. عمل قوات حفظ السلام الأممية، تبلغ ميزانيته السنوية 8 مليارات دولار ويوظف أكثر من 100 ألف شخص، ويشكل نشاطه مفتاحاً أساسياً في مناطق النزاعات الدولية.

كما أن هذا التعيين، يعكس أيضاً المكانة الجوهرية التي تحظى بها باريس في ميدان حفظ السلام والأمن في مختلف مناطق النزاعات في العالم، حيث يشارك الجنود الفرنسيون بكثافة في مهمات حفظ السلام.

وفرنسا هي الدولة الوحيدة التي تدفع بجيشها الوطني للقيام بمهمات لحفظ السلام، تحت مظلة الأمم المتحدة كما هو الحال في عملية "برخان" في منطقة الساحل الافريقية، وعملية "سانغاريس" في أفريقيا الوسطى. علماً أن فرنسا هي الدولة الثانية بعد الصين من حيث حجم مشاركتها في قوات حفظ السلام الأممية، وهي أيضا المساهم الخامس في ميزانيتها.

ويستلم لاكروا هذا المنصب في حين تشهد عمليات حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة مجموعة من الفضائح المدوية، غالبيتها اتهامات لجنود قوة "سانغاريس" الأممية بانتهاكات جنسية ضد النساء، والقاصرين في أفريقيا الوسطى. كما أن عملية "برخان" المتواصلة في منطقة الساحل الأفريقية تشهد صعوبات كبيرة في تأمين المنطقة خاصة في شمال مالي، حيث تزايدت وتيرة أعمال العنف ضد القوات الأممية بشكلٍ لافت في الشهور الأخيرة.

ويتمتع لاكروا بسمعة كبيرة في الأوساط الدبلوماسية الدولية في نيويورك، نظراً لتجربته الكبيرة في العمل الدبلوماسي الدولي وشخصيته الهادئة والمنفتحة وثقافته الموسوعية، وإتقانه لأكثر من أربع لغات.

ولاكروا من مواليد 2 مايو/ أيار 1960 وهو خريج معهد العلوم السياسية والمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية، وحاصل أيضاً على دبلوم المدرسة الوطنية للإدارة، بوابة خدام الدولة الفرنسية بامتياز. وأهّله هذا المسار ليكون موظفاً سامياً في مناصب الدولة التي راكم فيها تجربة كبيرة ومتنوعة.

بدأ لاكروا مساره في العمل الدبلوماسي في مستهل التسعينيات بوزارة الخارجية حيث شغل منصب مدير العلاقات مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في الخارجية من عام 1990 حتى عام 1993. ثم عيّن أميناً عاماً لمكتب رئيس الوزراء اليميني المحافظ إدوار بالادور عام 1994 قبل أن ينتقل إلى واشنطن ثم براغ كمستشار ما بين 1998 و2002.

وسيرسخ لاكروا معرفته بمنظمة الأمم المتحدة، بعد أن شغل منصب مدير مساعد لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في 2005، ثم تم تعيينه نائب الممثل الدائم لفرنسا في الأمم المتحدة ما بين 2006 و2009.

وخلال عهد رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون، عُيّن لاكروا مديراً للبروتوكول وإدارة السفراء في وزارة الخارجية قبل أن يعينه فيون سفيراً لفرنسا في السويد في 19 آب/ أغسطس 2011. وعاد لاكروا إلى نيويورك مجدداً ابتداء من عام 2012 ليشغل منصب مدير العلاقات مع الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان والشؤون الفرانكفونية إلى أن عيّنه غوتيرس في منصبه الجديد.